بحث وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق مع الرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، في اليوم الثالث لزيارته العراق، العلاقات الثنائية والتعاون في المجال الصحي.
وشكر عبد المهدي اللبنانيين “لوقوفهم إلى جانب العراقيين، في فترات متعددة، ولاسيما في المرحلة الأخيرة، التي كثرت فيها التفجيرات وتهديدات الإرهاب للوضع الأمني في العراق”.
ونوّه بـ”المبادرة التي قام بها وزير الصحة اللبناني حيال العراق، والتي من شأنها إرساء تفاهم عملي وجدي، يخفف عن العراقيين جزءًا وازنًا من هم الاستشفاء والعلاج بمستوى متقدم من الخدمة”.
وأبدى تقديره “لما يتمتع به اللبنانيون من كفاءات وقدرات علمية وخبرات في المجالات كافة، ولاسيما في المجال الطبي والاستشفائي والدوائي”، واصفا اللبناني بـ”المثابر والذكي والطموح والناجح في عمله، والقادر على التكيف مع الظروف المحيطة به، والتغلب على الصعاب”.
وأكد “تأمين كافة التسهيلات اللازمة لتطوير العلاقات الجيدة، وجعلها مميزة بين لبنان والعراق على مختلف الصعد”.
بدوره، أكد جبق “وضع كافة قدرات وإمكانات وزارة الصحة، لجهة تقديم المساعدة والدعم والمعونة، على مستوى الدواء والاستشفاء للمواطنين العراقيين، وكذلك من خلال رفد العراق بالأطقم الطبية للتدريب وتشغيل بعض المستشفيات بناء للطلب العراقي، على صعيد تلبية حاجة السوق بالدواء ذي الجودة المرتفعة، أو عبر تأمين المشورة والخبرات الطبية والعلمية، وتدريب الكوادر الطبية العراقية، وكذلك حماية حقوق المرضى العراقيين الذين يقصدون لبنان للعلاج”.
ولفت في هذا المجال إلى “وضع خطة تنفيذية وآلية عمل، تترجم مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها، من خلال تخصيص خط ساخن خاص بالمرضى العراقيين القادمين، يدار من وزارة الصحة، لتلقي المراجعات والشكاوى، التي قد يتعرض لها أي مريض عراقي، يتلقى علاجا في لبنان، مما يتيح لوزارة الصحة التدخل وحل المشاكل الموجودة، كما سيتم استحداث مكتب للمراجعة سواء في السفارة العراقية في بيروت، أم من خلال مكتب ثان، سيخصص للتواصل بين وزارتي الصحة في البلدين”.
وأوضح أن “من شأن هذه الآلية التنفيذية ضمان تأمين وزارة الصحة، الإشراف والرقابة على الملفات الطبية، وتفادي وقوع العراقيين في عمليات تكسب مالي غير مشروع، أو أخطاء طبية، كان من الممكن تفاديها”.
وطلب جبق من عبد المهدي “العناية الخاصة في تسهيل الأمور، عبر الإسراع في الإجراءات الإدارية والمراسيم الوزارية التطبيقية المطلوبة للاتفاقية، وما يتبعها من اتفاقيات تعاون”، وقد لقي تجاوبا كبيرا من الجانب العراقي.
ثم انتقل جبق والوفد المرافق إلى وزارة الداخلية العراقية حيث عقد اجتماعا مع الوزير ياسين الياسري، حيث وصف الأخير زيارة جبق بـ”الناجحة والبناءة، لأنها ارتدت طابعا عمليا في ظل الاتفاق على آلية تنفيذية، لمذكرة التفاهم، مما يساعد على الاستفادة من مفاعيلها في أقرب فرصة ممكنة”.
ونوّه بـ”أهمية القطاع الطبي اللبناني، انطلاقا من تجربة خاصة وناجحة له مع طبيب لبناني استطاع أن يتميز عن أطباء من جنسيات أخرى، لم يستطيعوا أن يشخصوا ما كنت أعاني منه بشكل دقيق”.
ثم أبدى الياسري جهوزيته لـ”تقديم كافة التسهيلات والتراخيص والأذونات والإقامات للأطباء اللبنانيين، وإحاطتهم بمعاملة مميزة لتشجيع عملهم في العراق”.
من جهته، شكر جبق الياسري لما أبداه من “استعداد لتسهيل عمل اللبنانيين في العراق”، معلنا “جهوزية وزارة الصحة لتوقيع اتفاقيات تعاون وعقود لمعالجة الجرحى العسكريين في المستشفيات اللبنانية، نتيجة الحرب على الإرهاب بكلفة مالية مدروسة”.
وقد وجّه جبق دعوات إلى كل من رئيس الوزراء العراقي ووزيري الداخلية والصحة لزيارة لبنان، ووعدوا بتلبيتها، علما أن وزير الصحة العراقي سيزور لبنان بعد حوالى شهر لإتمام اللمسات الأخيرة على الآلية التنفيذية، لتطبيق مذكرة التفاهم، والمضي قدما في تعزيز التعاون في المجالين الدوائي والاستشفائي.