Site icon IMLebanon

رسائل باسيل الجنوبية… ابواب ومعابر

قبل ان ينتقل الى الولايات المتحدة الاميركية حيث يشارك في واشنطن في مؤتمر الحريات الدينية الذي ينعقد في 16 و17 و18 الجاري، من دون ان تسجل اجندة مواعيده لقاءات مع كبار المسؤولين الاميركيين، اذ افيد ان وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الذي سيفتتح المؤتمر سيكتفي بمصافحة وزراء الخارجية المشاركين فقط، امضى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل “ويك اند” جنوبياً حافلا بالمحطات والرسائل السياسية، التي حملت اكثر من رمزية في الشكل والمضمون.

فقد حرص رئيس التيار الوطني الحر على اختتام برنامج جولاته المناطقية في الجنوب، في توقيت له من الاهمية لدى الجنوبيين ما يكفي لكسب ودّهم، اذ تزامنت زيارته مع ذكرى حرب تموز التي انتصر فيها لبنان المقاوم على العدوان الاسرائيلي، من دون ان يفوته في الوقت نفسه بعث رسائل الطمأنة الى الفئة التي ما زالت تعاني من تداعيات “الابعاد”، اذ سيطلب من وزير العدل البرت سرحان الشروع في معالجة ملف المبعدين الى اسرائيل لانهاء معاناة ما زالت ماثلة في كثير من بيوت القرى الحدودية التي تفتقد الى اصحابها منذ 19 عاماً.

ولا تشبه زيارته الجنوبية ايا من مثيلاتها لسائر المحافظات. فقد مهد لها امنيا وسياسيا وشعبيا من اكثر من زاوية، تفاديا لتكرار اي من السيناريوهات التي شابتها بعض “التعكيرات” ان في الجبل من خلال حادثة قبرشمون التي ما زالت تجرجر ذيولها على مستوى البلاد عموما وتحول حتى الساعة دون انعقاد جلسات مجلس الوزراء ، او شمالا حيث سُجلت موجة اعتراض طرابلسي سياسي وشعبي واسع فنظمت تظاهرات ضدها، وسجلت نسبة مشاركة خجولة جدا في اللقاء مع قادة ومحازبي التيار في عاصمة الشمال.

امنيا، لم يتبدل مشهد المواكب التي ترافق الوزير باسيل في جولاته لتوفير الحماية لرئيس التيار الذي له من الخصومة مع بعض القوى السياسية والحزبية ما يكفي لوجوب تحصين تحركاته وتنقلاته بين المناطق، خصوصا الحسّاسة منها، وقد وفّرت هذه المواكب انتقاله سالما ابان حادثة البساتين- قبرشمون في الجبل اخيرا.

سياسيا، بدت لافتة حركته في اتجاه الانفتاح على البيئة الشيعية عموما وقاعدة حركة “امل” في شكل خاص، باعتبار ان التحالف الوثيق مع حزب الله يجعل منه الضيف المرحب به بقوة بين محازبي ومناصري الحزب، وتردد انه اجتمع عشية زيارته للجنوب مع مسؤول الامن والارتباط في حزب الله وفيق صفا، ذلك ان اوساط الوزير باسيل تؤكد لـ”المركزية” رغبته بالانفتاح على الحركة ورئيسها رئيس مجلس النواب نبيه بري من ضمن سياسة مد اليد التي ينتهجها، لا سيما ان التيار الوطني الحر يتلاقى في الملفات الاستراتيجية في شكل كامل مع حركة امل، اما التباينات في بعض الملفات التكتية فيمكن تخطيها بالحوار والانفتاح. وفي السياق تلفت مصادر مواكبة لزيارة باسيل الجنوبية الى اطلالته عبر محطة “ان.بي.ان” التابعة سياسيا لـ”أمل”، عشية محطته الجنوبية، بما تعني، ثم حلوله ضيفا على قناة “المنار” مساء السبت في لقاء خاص.

وتؤكد المصادر ان الاطلالتين لوزير الخارجية معطوفتين على مكوثه في دارة مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم في كوثرية السيّاد ليل السبت- الاحد، حيث انطلق في جولته اثر فطور صباحي، شكلتا تمهيدا للزيارة على المستوى الشعبي، ذلك ان الى الصداقة الشخصية التي تربط الرجلين، فإن دخول الجنوب من بوابة “رجل المرحلة” اللواء ابراهيم، فيه من الاشارات ما يكفي للبيئة الشيعية لـ”قبول” رئيس التيار والترحيب به وقطع الطريق على اي ممارسات “شاذة” شعبيا، على غرار ما جرى ابان نزع اعلام التيار الوطني الحر التي عُلِقت في الصرفند الى جانب اعلام حركة ” أمل” منذ مدة. فهل مرحلة ما بعد “قبرشمون” ستقلب المعايير وتفرض سياسة جديدة عنوانها الانفتاح على الاخر، كل الآخر، ام ان للجنوب فقط استثناءاته ؟