كتبت جنى جبّور في صحيفة “نداء الوطن”:
يحاصر العسكريون المتقاعدون مجلس النواب اليوم، تزامناً مع جلسات الهيئة العامة للمجلس المخصصة للموازنة، لتأكيد رفضهم المطلق لأي حسم من رواتب الموظفين والعسكريين في الخدمة الفعلية ومن معاشات المتقاعدين، داعين إلى إسقاط كل البنود الخاصة بذلك من مشروع الموازنة.
تحرك اليوم سيكون سلمياً. لا لقطع الطرق. لا لإشعال الاطارات منعاً لوصول النواب. لا للتعدي على الأملاك العامة أو الخاصة. لا للإشتباك مع العسكر في الخدمة الفعلية. بل احتجاج “حضاري” وفق المتقاعدين، يبدأ من الثامنة صباحاً “رفضاً لإدراج المواد التي تمس بمعاشات المتقاعدين العسكريين والمدنيين ورواتب الموظفين، ولإحداث صدمة إيجابية لدى النواب ليصحو ضمير الأمة”، هذا ما يؤكده لـ”نداء الوطن” العميد المتقاعد منير عقل قائلاً: “اليوم، تعقد الجلسة الأولى في الهيئة العامة لمناقشة بنود الموازنة، وسيكون إعتصامنا راقياً وحضارياً، ويهدف إلى لفت انتباه النواب لعدم المس بأي من حقوقنا. وسيكون هذا التحرك بمثابة رسالة تحذيرية وسننصب في هذا الإطار خيمة لمواكبتهم ليلاً ونهاراً، واذا لم تعالج المواد المتعلقة فينا، سيبنى على الشيء مقتضاه.
هذه الخطوة التحذيرية هي ما قبل الأخيرة، لا سيما أنّ حراك العسكريين في صدد تشكيل لجنة هدفها مواكبة جلسات المجلس النيابي، وتتمثل بتسجيل أسماء النواب على جدول، وتحديد الذين صوتوا معهم أو ضدهم أو الذين يبقون على حياد، وعليه سنشنّ حرباً ضروساً في الإنتخابات النيابية بعد 3 سنوات”، مشيراً الى أنّ “المعركة معركة وطن، ونحن على تواصل دائم مع الضباط النواب الستة، الذين يساندوننا ويدعموننا في لجنة المال والموازنة، وأصبح لدينا نحو 40 الى 45 نائباً في المجلس يؤيدون مطالبنا، ونعتصم اليوم لمساندتهم خارج المجلس كما يفعلون هم داخله”.
يرفض العسكريون أي ضريبة أو حسم على حقوقهم تحت أي مسمى، ويدعون إلى “إسقاط هذه البنود من الموازنة، ويلفتون الى أنّ زملاءهم في الخدمة الفعلية منزعجون أيضاً”، ويؤكدون عدم تصادمهم نهائياً معهم وخصوصاً أنهم يعلمون أن زملاءهم “مجبورون على تنفيذ الأوامر”. واللافت في الموضوع أنّ تحرك اليوم أيدّه العسكريون الذين سجلوا موقفهم الرافض لتحرك زملائهم في الشارع، من مبدأ أنهم “ليسوا أصحاب فوضى أو إخلال بالانتظام العام”، ويقول العميد المتقاعد عدنان عز الدين إنّ “التحرك ممتاز اليوم، وسيقتصر على الأغاني الوطنية والتحرك السلمي. وأنا ضد أي خطوة غير حضارية أو غير سلمية، فنحن “إم وبي الصبي”، لذلك لا يجوز أن نطالب بحقوقنا بطريقة غير حضارية وأن نعطي مثالاً عاطلاً عن كيفية المطالبة بحقوقنا”.
وكانت قد أصدرت هيئة تنسيق حراك العسكريين تعليمات تنسيقية تشدد في أبرزها على التقيد بعدم رفع أي علم أو راية أو شارة غير العلم اللبناني وأعلام ورايات وشعارات القوى المسلحة، الإمتناع عن التكلم بأي إسم غير حراك العسكريين المتقاعدين أو التسويق أو التهجم على أي جهة، عدم التعرض لأي نائب أو وزير أو شخصية، عدم قطع الطرق او إحراق الدواليب والمحافظة على النظافة العامة.