Site icon IMLebanon

عام على “هلسنكي”.. لبنان في “ثلّاجة” الإنتظار

كتب آلان سركيس في صحيفة “نداء الوطن”:

16 تموز 2018، ظنّ لبنان أن أزمة النزوح سلكت طريقها نحو الحلّ، وأن الإتفاق الأميركي – الروسي في هلسنكي سيكون بادرة خير تنقذ الوضع من الإنحطاط الذي يقع فيه.

مرّ عام على إتفاق هلسنكي الذي حصل بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، وما زال لبنان يترقّب تطبيق الإتفاق الذي لحظ حلّاً لأزمة النزوح. لكن “فول العودة” لم يصبح في “المكيول”، وظلت الأزمة تضرب لبنان بلا “شفقة ولا رحمة”، فيما الدول الكبرى تشاهد المآسي اللبنانية ولا تتدخّل لحلّها.

وتؤكّد تقارير أن حجم الوجود السوري لامس المليون ونصف مليون نازح، وأقل من مليون منهم مسجلين في مفوضية اللاجئين، لكن من ناحية ثانية، فان الأجهزة الأمنية تؤكّد أن النزوح السوري ما زال تحت السيطرة، والخطر الأمني غير موجود حالياً، وهذا يعود إلى أسباب عدّة أبرزها أن لا إرتباط بين بعض النازحين مع الداخل السوري، فيما الحدود اللبنانية – السورية مضبوطة نسبيّاً، فضلاً عن العين الأمنية الساهرة على النازحين ومخيماتهم، إذ إن الأجهزة تداهم باستمرار أي موقع عندما تشعر بالخطر، كما أن لا بيئة حاضنة في لبنان لأي عمل مخل بالأمن، ولا ترابط بين شبكات سورية ولبنانيين يتحركون أو تحرّكهم بعض الأجهزة الإستخباراتية الخارجية.

وتؤكد مصادر ديبلوماسية مطلعة لـ”نداء الوطن” أن “رهان لبنان يجب أن ينتقل من قمّة هلسنكي الى استانا 13، الذي دعي إليه بصفة مراقب”. وتشير الى ان الإتصالات بين موسكو وواشنطن منقطعة في ما خصّ أزمة النزوح ومتابعة نتائج ومقررات قمة هلسنكي، فواشنطن غير مهتمة بإنهاء الأزمة وغير مستعجلة على الأمر، فيما موسكو التي تعتبر اللاعب الأول على الساحة السورية ليس بمقدورها تأمين الأموال اللازمة لعودة النازحين.

وفي هذه الاثناء، فان موسكو وواشنطن تراهنان حسب المصادر على أن تدفع أوروبا ودول الخليج ثمن إعادة إعمار سوريا، وحتى الساعة، فان “القارة العجوز” والخليج غير مهتمين بهذا الأمر، ولذلك لا حل لملف النزوح في الوقت القريب.

وترى المصادر أن “الحرب السورية تأخذ أشكالاً جديدة، ففي البداية كانت حرباً بين الجيش السوري و”الجيش السوري الحر” (المعارضة)، من ثم دخلت جبهة “النصرة” و”داعش” على الخط، بعدها تحوّلت الى حرب بالوكالة بين الدول، فتدخّلت كل من روسيا وايران والميليشيات العراقية واللبنانية وتركيا وواشنطن واسرائيل، من هنا فان الحل السياسي للأزمة السورية لم ينضج بعد، وحتى الصراع لم تتحدّد معالمه بعد بين الدول”.

وما يزيد من خطورة الوضع أن لا أحد يدري بما يعانيه لبنان جراء أزمة النزوح، فهو لا يزال موضوعاً في “ثلاجة” الإنتظار، والدول الكبرى لا تأبه لما يحل في وضعه أو ما يعانيه، فيما كل الحلول التي تطرح أشبه بمسكنات.

وفي السياق، فان إعلان رئيس الجمهورية ميشال عون عن عودة 313 ألف نازح من دون مضايقات يدخل في إطار الترويج لعودة النازحين، فيما الإصرار على عودة النزوح بعد التواصل مع النظام السوري يطرح علامات إستفهام، خصوصاً أن جزءاً كبيراً من المشاركين في السلطة على أفضل العلاقات مع النظام السوري ومنهم “حزب الله” الذي يقاتل في سوريا.

ويبدو أن اتفاق “هلسنكي” بات من الماضي، ولا يحمل أحد من المسؤولين الدوليين الذين يزورون لبنان أي بارقة أمل في حل قريب، وكأن الأزمة مفتوحة على مصراعيها ولا موعد لإنتهائها.