Site icon IMLebanon

الراعي: هذه الظروف الصعبة يجب ان تزيدنا ايمانا اكثر واكثر

انتقل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الاربعاء، من الديمان الى مزار القديسة مارينا في وادي قنوبين بمناسبة عيدها حيث ترأس قداس العيد داخل المزار.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى الراعي عظة تحدث فيها عن حياة القديسة مارينا، وقال: “انطلاقا من انجيل اليوم عند منتصف الليل اطلقت الصيحة “العروس آت اخرجوا الى لقائه” بهذا المثل يريد الرب يسوع القول انه يطلب منا موقفا. والقديسة مارينا عندما اتهمت منتصف الليل زورا قبلت التهمة الكاذبة امام الرهبان والمجتمع وعاشت هنا بايمانها ومحبتها للعريس الآتي. واكتشفت الحقيقة يوم وفاتها وكان عرسها الابدي وما من احد كان يتوقع الجماهير الغفيرة التي حجت الى هذا المكان يوم زار جثمانها الوادي من المطار الى الديمان ومحطات في العديد من البلدات يومها فهمنا الحقيقة التي انكشفت للعالم وبأن الحقيقة لا تموت والكلمة الاخيرة ليست للكذب بل للحقيقة وليست للظلم بل للمحبة ليست للبشر بل للاله الذي يريدنا ان تكون مصابيحنا مشتعلة بالايمان والرجاء والمحبة، ايماننا الذي يجب ان لا يتزحزح ورجاؤنا الثابت بالمسيح. لاننا معتصمون بهذا الايمان وبمحبتنا وهذه هي النعمة التي تعطينا اياها القديسة مارينا”.

واضاف: “هذا المكان مقدس لان التقليد يقول عندما طردت من الدير مع الطفل انتهكت كرامتها لان كرامة الانسان فوق كل اعتبار قررت البقاء وعاشت هنا رغم الظلم تعتني بالطفل وتطعمه وتدفئه من البرد داخل هذه المغارة التي هي مدرسة لنا جميعا وفي هذه المغارة دفن 17 بطريركا عاشوا في قنوبين على مدى 400 سنة في زمن العثمانيين، واليوم ننتقل الى هذا المكان بصعوبة رغم توفر وسائل النقل فكيف تمكن اباؤنا البطاركة القديسين العيش في هذا الوادي؟ قبلوا الاضطهاد وتحملوا صعوبة العيش محافظين على ايمانهم واستقلاليتهم وتجذروا في هذه الارض رافعين اعينهم الى سماء. واليوم نعيش الازمة الاقتصادية الصعبة التي تشكل بالنسبة لنا منتصف الليل وعلينا انتظار العروس الآتي وملاقاته بفرح لانه وحده يعرف طريق خلاصنا”.

وتابع: “صلاتي معكم اليوم لنتجدد بالايمان والرجاء والمحبة وكي تبقى مصابيحنا مشتعلة باعمالنا وتصرفاتنا ومبادراتنا فربنا يريدنا ان نعيش هنا في هذا الشرق نشهد للمسيح وهذه الظروف الصعبة التي نعيشها من اقتتال وبغض يجب ان تزيدنا ايمانا اكثر واكثر بالشهادة المسيحية في لبنان وهذا الشرق”.

واردف: “اترحم على كل الذين تعاقبوا على خدمة هذا الدير وبنوع خاص الاب واكيم مبارك رحمه الله وهو الذي اعاد الحياة الى هذا الدير واحيي الراهبات الانطونيات ونرافقهم بصلاتنا لانهم اعادوا الحياة الى دير قنوبين بحضورهم الدائم من اجل ان يتمكن المؤمنون من الوصول الى هذا الدير”.

واشار الى ان “من بين البطاركة الراقدين في قنوبين البطريرك المكرم اسطفان الدويهي الذي نأمل ان ترفع قداسته على المذابح خصوصا وان نائبنا العام على الجبة المطران جوزيف نفاع اخبرنا ان هناك اعجوبة جديدة قد ثبتت ليرفع على المذابح طوباويا وهو الذي واجه الوالي ودافع عن المحاصيل الزراعية لابناء الوادي وهو من كتب تاريخ الكنيسة المارونية وشكل صفحة مضيئة في تاريخ الكنيسة ومنذ فترة اعلن البطريرك الحويك ايضا مكرما ونطلب من الرب ان يثبت قداستهم ليكونوا نعمتين حديدتين لكنيستنا.

وتوجه باللغة الفرنسية الى المطران خيرالله والوفد الفرنسي المرافق بالبركة متمنيا لهم “زيارة حج مباركة وعيدا مباركا”، آملا ان “يعيش الجميع بفرح في الايام الصعبة لان العريس آت، ويجب ان تبقى مصابيحنا مشتعلة بالايمان والرجاء”.