كتبت فانيسا الهبر في “الجمهورية”:
عدنا إلى جونية، تلك المدينة التي ما زالت تنبض بالحياة والفرح وبالأجواء الموسيقية رغم أحوال البلد «التعبانة». عدنا إلى مهرجانات جونية الدولية التي تحرص كل سنة على تقديم أفضل الحفلات وأجملها خلال الصيف. وها هي اليوم تزرع الأمل والايجابية بقلوب اللبنانيين من خلال 4 شبّان موهوبين انطلقوا من «سطوح أدونيس»، وأثبتوا أنهم يستحقّون الوقوف على أهم المسارح في لبنان والعالم العربي، بما فيها منصّة مهرجانات جونية الضخمة.
أنطوني، نيكولا، جيو، وجوي، أو فرقة «أدونيس»، لن يملأوا جونية أغاني ورقصاً وموسيقى بألبومهم الجديد الذي يطلقونه من جونية، بل سيغنّون لقضية إنسانية ليعود ريع حفلتهم إلى جمعية Brave Heart للأطفال.
توافد عدد هائل من الشبّان والشابات، ما دون الثلاثين عاماً، وقفوا أمام المسرح منتظرين بدء حفل «أدونيس» أمس، كما حضرت بعض الشخصيات المعروفة بما فيها الممثلة لورا خباز والمخرج جاد شويري.
فجأة، انطفأت الأضواء لتبقى مُسلّطة على المسرح حيث دخل أعضاء فرقة أدونيس على هتاف الجمهور وتصفيقه، وعلى أغنية «12 ساعة» الجديدة، إسم ألبومهم الرابع.
رحّب المغني الرئيسي أنطوني بالجمهور، وشكره على حضوره ليغني ثاني أغنية من الألبوم الجديد «ما بتمنالك». ثم ذكر أنطوني جمعية Brave Heart في كلمته، وقال إنها من المصادفة أنّ كل «12 ساعة» يولد طفل يعاني مرضاً في القلب.
كان تفاعل الجمهور وحضوره مُلفتَين، إذ رافق «أدونيس» بكل أغانيهم حتى الجديدة منها! غنّى، رقص وقفز على وقع الأغاني من دون توقّف.
بَدا أنطوني عفوياً للغاية، تارة يخاطب الجمهور أو يقف قرب عازف الغيتار جيو ويرقص أو يقفز على المسرح، وتارة أخرى يمشي بين الحضور، فغنّى «كوكب تاني» برفقة الفنانة دانا حوراني التي استُقبلت بحفاوة، واستغلّت دانا إطلالتها على المسرح للمرة الأولى لتؤدّي أغنيتها «إلّا إنت».
أشار انطوني الى أنه شرف كبير له أن يقف مع الفرقة على المسرح الذي وقفت عليه ماجدة الرومي منذ أسبوع خلال مهرجانات جونية الدولية.
لم يهدأ المسرح أبداً طيلة الحفل، فبقيت الأجواء مفعمة بالإيجابية والرقص، خصوصاً بعد دخول الفنان الأردني عزيز مرقة الذي أدّى أغنيته «ما في منّك» حاملاً غيتاره الصغير، برفقة «أدونيس».
أدّت «أدونيس» مجموعة من أغانيها الجديدة والقديمة أبرزها: ما بتمنالك، كوكب تاني، النص المليان، هيك الناس، يا ليلي يا ليل، عالخفيف، أجنبيّة.
وأثبتت هذه الفرقة، بعد طرحها لكل ألبوم، أنها تستحق الوصول إلى أقصى حدود النجاح بموهبتها وقدرتها على تأليف أغاني وتلحينها، لتلامس كل شخص منّا وتحاكي مغامرات وحكايات الشباب.
«أدونيس» أتت من كوكب تاني، إلى كوكب بحاجة ماسة لجرعة من الفن الحقيقي والموسيقى «الحلوة عالسمع».