يترقب أن يقوم رؤساء حكومات لبنان السابقون تمام سلام ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة بجولة عربية، بعد زيارة وصفت بالناجحة أدوها إلى السعودية الاثنين الماضي، حيث كان لهم لقاء مطول مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وتزور الشخصيات الثلاث في الأيام القريبة القادمة كلا من مصر والكويت والإمارات، وجار التنسيق مع سفارات الدول المعنية بشأنها لإطلاع هذه الدول على الوضع الراهن في لبنان وما يواجهه من تحديات على المستويين الخارجي والداخلي، وخاصة حيال ما يتعرض له رئيس الوزراء الحالي من ضغوط تستهدف النيل من صلاحياته.
وتثير تحركات الشخصيات الثلاث قلق تحالف 8 آذار، وبخاصة حزب الله والتيار الوطني الحر. وصرح رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة (2009/2005) الأربعاء بأن الزيارة للسعودية لا تمثل فريقا لبنانيا بعينه، بل كل اللبنانيين.
وأوضح السنيورة في بيان صادر عن مكتبه “لم نذهب إلى السعودية ممثلين عن فريق من اللبنانيين، بل ذهبنا ممثلين عن جميع اللبنانيين الذين يرغبون دائما في أن تكون علاقة لبنان مع السعودية، ومع جميع الدول العربية الأخرى، سوية تخدم مصلحة لبنان واللبنانيين والمصلحة العربية”.
وأضاف أن العاهل السعودي “أبدى اهتماما حقيقيا وصادقا بلبنان، وباستمراره كبلد ديمقراطي وحضاري يؤمن بالعيش المشترك”. وتابع أن الرسالة التي عبر عنها العاهل السعودي “صادقة وقوية بأن المملكة كانت، وستظل، إلى جانب لبنان تدعم استقلاله وسيادته وحرية أبنائه، وأن يستمر لبنان بلدا عربيا يحرص دائما على احترام دستور اتفاق الطائف“.
الموقف الموحد لرؤساء الوزارء السابقين يعكس مدى وعيهم بخطورة المرحلة التي يمر بها لبنان والحاجة إلى دعم عربي لمؤسسة رئاسة مجلس الوزراء
وأردف “وكذلك أن يستمر لبنان، كما كان دائما، حريصا على احترام الشرعية العربية المتمثلة بالإجماع العربي، وبالشرعية الدولية المتمثلة بالقرار الدولي 1701 (بشأن وقف القتال في لبنان)”.
وذكرت أوساط أن رؤساء الحكومات الثلاثة يسعون من خلال تحركاتهم الإقليمية إلى شرح الوضع اللبناني والتحذير من استمرار الخلل الداخلي في غياب الاهتمام العربي بلبنان.
وتهدف هذه الجولة إلى تأكيد ضرورة دعم سعد الحريري من أجل صمود السنة في لبنان، وذلك في ضوء قناعتهم بأن لا بديل عنه في هذه المرحلة. وتقول مصادر سياسية لبنانية إن الموقف الموحد لرؤساء الوزارء السابقين يعكس مدى وعيهم بخطورة المرحلة التي يمر بها لبنان والحاجة إلى دعم عربي لمؤسسة رئاسة مجلس الوزراء في ظل رغبة جامحة لدى رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل في إضعاف موقع رئيس مجلس الوزراء السني وصلاحياته المبنية على اتفاق الطائف.
والاتفاق تم التوصل إليه بوساطة السعودية في 30 سبتمبر 1989 في مدينة الطائف، لإنهاء حرب أهلية دامت تقريبا 15 سنة وخلفت الآلاف من القتلى والملايين من المهجرين في الخارج. وأوضحت الأوساط أن زيارات رؤساء الوزارء السابقين تهدف أيضا إلى جعل الدول العربية المؤثرة تدرك خطورة الوضع الاقتصادي في لبنان.
والبرلمان اللبناني بصدد المصادقة على موازنة العام 2019، وهي الأكثر تقشفا، في ظل بلوغ مستوى العجز المالي أرقاما قياسية تجاوزت سقف 9 بالمئة بحسب صندوق النقد الدولي.