كتب خليل فليحان في صحيفة الشرق الأوسط:
تكثف بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة اتصالاتها بمندوبي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والدول المشاركة في القوات الدولية لحفظ السلام في جنوب لبنان، لإقناع واشنطن بالعودة عن قرار تقليص مساهمتها المالية في ميزانية هذه القوات.
وأفادت مصادر دبلوماسية لبنانية «الشرق الأوسط» بأن واشنطن اقترحت تخفيضاً بـ10 في المائة من نسبة مشاركتها؛ أي ما قيمته 8.4 مليون دولار، من ميزانية الأمم المتحدة ومن ميزانيات قوات حفظ السلام في العالم. مع العلم بأن الولايات المتحدة اقترحت الأمر نفسه في العام الماضي إلا إن لبنان نجح في إقناعها بالتخلي عنه.
وقالت المصادر إن ميزانية القوات الدولية هي 487 مليون دولار، وإن نسبة مساهمة أميركا من مجموع الميزانية العامة هي 7.28 في المائة. وفي المعلومات أن أميركا تريد من هذا التدبير إرغام لبنان على بسط السيادة اللبنانية بواسطة القوات المسلحة وحصر الأمن بها. وأشارت إلى أن دبلوماسياً بارزاً من السفارة الأميركية في عوكر زار وزارة الخارجية وناقش موضوع التمديد مع مدير الشؤون السياسية السفير غدي خوري الذي كرّر بدوره أن بيروت تريد التمديد لـ«يونيفيل» للمدة الحالية نفسها، وهي عام واحد، كما جرت العادة منذ عام 2007. وذكرت المصادر أن دبلوماسيي البعثة اللبنانية في نيويورك يكثفون اتصالاتهم بمندوبي الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن والدول المشاركة في القوات الدولية من أجل إقناع واشنطن بالعودة عن تقليص مساهمتها المالية.
ويأتي توجه واشنطن بتخفيض مساهمتها المالية في ميزانية قوات حفظ السلام ومنها «يونيفيل» في وقت تضغط فيه واشنطن على لبنان للتخفيف من نفوذ «حزب الله»، ويتدرج تصعيدياً منذ زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بيروت في 22 مارس (آذار) الماضي وحتى الآن، وآخر ما اتخذته وزارة الخزانة الأميركية من إجراءات إدراج نائبي «حزب الله» محمد رعد وأمين شري ومسؤول الأمن وفيق صفا، على لائحة العقوبات.