Site icon IMLebanon

الكورة “عقدة” باسيل الشمالية… الدائمة

كتب آلان سركيس في صحيفة “نداء الوطن”:

يقوم رئيس “التيار الوطني الحرّ” الوزير جبران باسيل بمجهود إستثنائي في الشمال من أجل تحصين وضعه وخلق منطقة نفوذ خاصة به. ويرغب في أن تكون له منطقة مثلما لباقي الزعماء مناطق نفوذ، فرئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط لديه الشوف وعاليه. ويتربع الرئيس سعد الحريري على عرش الزعامة البيروتية وإن كان لديه إمتدادات في كل المناطق السنية، ومعلوم أيضاً أن لحركة “أمل” و”حزب الله” النفوذ الأول في البقاع الشمالي وأقضية الجنوب.

وتعتبر دائرة الشمال المسيحي المؤلفة من أقضية البترون- بشري- زغرتا- الكورة، ملعباً مسيحياً، يريد أن يكون باسيل اللاعب الأول فيها. ففي الإنتخابات الاخيرة حصدت لائحته 3 من أصل 10 مقاعد مسيحية مخصّصة للأقضية الأربعة، فيما حصدت لائحة “المردة” و”القومي السوري” والحلفاء 4 مقاعد، ولائحة “القوات اللبنانية” 3 مقاعد.

خوض المعارك في هذه الاقضية صعب جداً، فلكل قضاء خصوصيته، وتجربة باسيل مريرة في البترون، حيث أغدق الخدمات والوظائف على المنطقة وكاد مرشح “القوات” النائب فادي سعد أن يقترب منه بالأرقام.

أما في بشري فلم يحصد مرشح “الوطني الحرّ” سعيد طوق أكثر من 1150 صوتاً تفضيلياً، وفي زغرتا لم يستطع تحقيق الخرق لو لم يتحالف مع رئيس حركة “الإستقلال” ميشال معوض.

وأمام هذه المعطيات، حصد باسيل مقعده البتروني، ومقعد معوض الزغرتاوي، ومقعداً للنائب جورج عطالله في الكورة، والأخير حقّق فوزاً بفضل النتائج في بقية الأقضية وليس بقوّة “التيار” الذاتية.

وأظهرت ارقام الإنتخابات أن عطالله حلّ الأخير بين المرشحين الفائزين بينما احتلّ مرشح “القوات” فادي كرم المرتبة الاولى بفارق أكثر من 4.5 آلاف صوت عن عطالله، لكن لعبة النسبية أسقطت كرم وتوّجت عطالله نائباً، علماً ان “القوات” تفوقت في بلدة كفرعقا مسقط رأس نائب “التيار” الجديد.

“حصانا طروادة”

وأمام هذه الوقائع سارع باسيل إلى تثبيت مواقعه في هذه الدائرة، فمتّن حلفه مع معوض في زغرتا ليكون رافعته الزغرتاوية الى جانب الوجود الضعيف لـ “التيار” عبر الوزير السابق بيار رفول، وقام بخطوة استباقية بتقريب المرشح ويليام جبران طوق منه في بشري والذي حصد نحو 4600 صوت تفضيلي على لائحة “المردة”، وأصبح لديه “حصانا طروادة” في هذه الدائرة، معوض في زغــرتا وطوق في بشــرّي، بينما يدير شخــصياً معركة البترون ويفتش عن حصان آخر بلون برتقالي في جــرود البــترون وتحـديـداً في بلدة تنورين التي تعدّ أكبر قلم اقتراع في قضاء البترون. ومع تجمّع كل هذه المعطيات أمام باسيل، بات يفتّش عن “حصان طروادة” في الكورة الى جانب عطالله، لكن النائب السابق فريد مكاري اختار اعتزال النيابة ولم يعرف حتى الساعة من يخلفه نيابياً، ومعروف عنه قربه من تيار “المستقبل” وليس من “الوطني الحرّ”.

أما بقية الزعامات التقليدية فقد غابت، خصوصاً بعد وفاة النائب السابق نقولا غصن ابن كوسبا، وغياب آل بولس في كفرعقا، فيما لا توجد بيوت تقليدية في أميون عاصمة القضاء.

وتعود أزمة “التيار الوطني الحرّ” في الكورة منذ أن كان يحصد أصوات حلفائه في قوى الثامن من آذار، أي أصوات تيار “المردة” التي تقدّر بأربعة آلاف صوت وأصوات الحزب “القومي السوري” التي تقدّر بنحو 5 آلاف صوت.

ويواجه “التيار” أزمة على مستويات عدّة، أولها عدم قدرته على خرق البلدات المارونية الكبرى في الكورة، فصحيح أن الكورة تتمثّل بثلاثة نواب أرثوذكس، إلا أن البلوك الماروني يقدّر بنحو 8 آلاف صوت، ويصوّت حوالى 80 في المئة منه لـ”القوات” و20 في المئة يتوزعون بين الزعامات التقليدية و”المردة” و”القومي” و”التيار العوني”.

كذلك، فإن “التيار العوني” غير قادر على خرق البيئة السنية التي تملك أيضا بلوكاً إنتخابياً يقدّر بستة آلاف صوت، وعلى رغم تحالفه مع الحريري، فلم يقدر باسيل على تحقيق أي خرق يذكر، وصبّت أصوات “المستقبل” الى جانب مرشحه النائب السابق الراحل نقولا غصن.

ويشكو أهالي المنطقة من تراجع مستوى الخدمات المقدمة من “التيار” في القضاء مقارنة ببقية الأقضية الشمالية وحتى ببقية القوى السياسية الموجودة في الكورة، فتيار”المردة” قام بورشة “تزفيت” للطرق المحرومة منذ مدّة من جنة وزارة الاشـغال، ولا يزال النائب السابق فادي كرم يمارس دوره الخدماتي وكأنه نائب منتخب.

يبحث “لتيار” عن الطريقة الأفضل لتقوية موقعه الكوراني، ويعقد لهذه الغاية سلسلة اجتماعات من أجل وضع خطة عمل تعطي النتيجة المتوخاة، لأن البقاء على هذه الحال يعني خسارة موقع لهم في الكورة الخضراء.

وعلى رغم جولات باسيل المتكررة في البلدات الكورانية، إلا أنه لم يستطع تحقيق خرق كبير في البلدات الارثوذكسيّة ايضاً، فما زال البعض متمسكاً بفكر “القومي السوري” اما البعض الآخر فقد رأى في “القوات اللبنانية” خياراً بديلاً وجديداً على المنطقة. ويبدي عدد من كوادر “الوطني الحرّ” إنزعاجهم من عدم القدرة على تحقيق الخرق المرتجى، وهم يقولون هذه الأمور في جلساتهم ومجالسهم الخاصة، ويعتبرون ان الإكمال في هذا النهج سيؤدي الى تراجع “التيار”، إذ يرددون ان “النائب عندنا والزعامة هي عند الآخرين”.