اعتبرت سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينا لاسن أن “اطلاق مشروع مبادرة “بحر بلا بلاستيك”، مبادرة صغيرة لكنها في الوقت عينه مفيدة للغاية إذا ما تعاون الجميع من أجل المصلحة العامة”.
لاسن، وخلال اطلاق التجمع اللبناني للبيئة “LEF” والحركة البيئية اللبنانية (LEM) في مؤتمر صحافي في المركز الثقافي في جبيل، مشروع “بحر بلا بلاستيك” على طول الشاطىء اللبناني، وبدعم من بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان، بهدف رفع مستوى الوعي من مخاطر البلاستيك وتطوير التشريعات والمبادرات للتخفيف من استعماله وتشجيع المجتمع المدني على اجراءات للحد من آثاره السلبية في البحر، قالت: “نزور مدينة بيبلوس للتمتع بشاطئها وأمكنتها السياحية، واليوم نزورها بفخر أكبر ولا سيما بعد مبادرة بلديتها الى اطلاق شعار “شيل البلاستيك من راسك” وتنفيذه.”
وتابع: ” فكلنا نعيش في هذا البلد الجميل، الا اننا نعاني من التلوث البيئي، بما يحتم علينا الحفاظ على جمال شواطىء لبنان من خلال مكافحة استعمال البلاستيك الذي يشكل خطرا دائما على الكائنات البحرية”.
بدوره، رحب رئيس بلدية جبيل وسام زعرور بـ”الحاضرين في مدينة جبيل العريقة تاريخيا”، وقال: “هذه المدينة عمرها سبعة ألف سنة صدرت الحرف الى العالم، وأول مدينة أيام الفنيقيين قامت بصناعة السفن وارسلتها الى مصر حيث استعملت للتجارة، ومنذ وصولنا الى رئاسة المجلس البلدي منذ عشر سنوات وضعنا مشروعا كاملا متكاملا لانماء المدينة ونهضتها سياحيا، لكي تستقطب اكبر عدد من السياح، فنالت بيبلوس جائزة عاصمة السياحة العربية الاولى عام 2016”.
أضاف: “إن العمل لم يقتصر فقط على الحجر بل على البشر أيضا، وأهم شيء بالنسبة إلى البشر هو الموضوع البيئي، فبدأنا بعملية الفرز من المصدر منذ أكثر من سنتين من خلال مشروع شمل كل المدينة. وما زلنا مستمرون به حتى اليوم”.
ولفت الى أن “نسبة الفرز من المصدر وصلت الى مرحلة متقدمة حيث بلغت النسبة مئة طن شهريا”، مؤكدا أن “هذا إنجاز بالنسبة لمدينة كجبيل”.
وتحدث زعرور عن “قرارات المجلس البلدي للحفاظ على البيئة في مدينة الحرف، ومنها التوقف عن استعمال الاكياس البلاستيكية واستبدالها بأكياس صديقة للبيئة وكانت النتيجة أكثر من جيدة عند التنفيذ بالرغم من أن البعض كان اعتبر أن هذا المشروع لا يمكن السير به”، مؤكدا أن “المواطن بحاجة الى توعية حول هذه المواضيع ولا سيما لجهة ضرر البلاستيك على البيئة والأطفال والعائلة والبحر”.
وختم: “نحن شعب يمتلك الثقافة، ولكننا بحاجة الى التوعية حول ضرر البلاستيك على بيئتنا ومعرفة كيفية مكافحته ومحاربته حتى النهاية”.
من ناحيته، تحدث رئيس “الحركة البيئية اللبنانية” بول ابي راشد عن “الأزمة العالمية للنفايات البلاستيكية وانعكاساتها السلبية على البيئة والصحة عامة وخصوصا في البحار والمحيطات التي أصبحت مستوعبا كبيرا للمواد البلاستيكية والميكروبلاستيك الذي يلحق الضرر بالطيور والكائنات البحرية والانسان”، مشيرا الى أن “هذا ما دفع العديد من المنظمات الدولية لتنظيم حملات وبرامج ومبادرات لمنع هذه الآفة المدمرة للمنظومة الطبيعية عموما والبحرية خصوصا”.
ولفت الى أن “الاتحاد الاوروبي كان الأكثر اهتماما في العمل مع شركائه في حوض البحر المتوسط للتخلص من هذه الكارثة، حيث نعمل معا للحد من البلاستيك في بحر لبنان”.
من جهته، اعتبر رئيس “التجمع اللبناني للبيئة” مالك غندور أنه “حان الوقت لعدم اعتماد الشاطىء مكبا للنفايات واعتباره محمية طبيعية وطنية”.
وأعلن أن “المشروع يعمل لتحقيق ثلاثة أهداف: التوعية، والمناصرة، والمشاريع الصغيرة”. وأردف قائلا: “في مجال التوعية، عن واقع الشاطىء اللبناني ومخاطر البلاستيك على المياه البحرية والصحة العامة من خلال منشورات وأدوات توعية ومواد اعلامية وتأثير بالرأي العام وحلقات تدريب وتوعية في مواقع عدة. وفي مجال المدافعة والمناصرة، تحديد النقاط حساسة على الشاطىء وتنظيم نشاطات المناصرة لرفع الخطر وتحويل النقاط الساخنة الى وضعها الطبيعي إضافة الى تحديث التشريعات واقتراح قوانين جديدة تحقق الأهداف المرجوة”.