لم تنم بقاعكفرا ليلة عيد القديس شربل، أتى زوارها من القريب والبعيد، بعضهم حفاة، والبعض الآخر على كرسيّ متحرك… ملأوا طرقها وكنائسها وبيوتها، صلّوا، تضرّعوا، بكوا، فرحوا، غنوا، رقصوا، عاشوا أجواء العيد بكافة وجوهه… رافقتهم بركة القديس شربل.
إحتفلت بلدة بقاعكفرا مسقط رأس القديس شربل بعيد ابنها البار، فترأس القداس الاحتفالي النائب البطريركي العام على منطقة جبة بشري المطران جوزيف النفاع ، وعاونه كاهن الرعية الخوري ميلاد مخلوف والأب شربل مخلوف (م ل م) ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات والاكليريكيين .
وشارك في القداس رئيس اتحاد بلديات جبة بشري ورئيس بلدية بقاعكفرا ايلي مخلوف وشخصيات أمنية واجتماعية وإعلامية وحشد من المؤمنين من لبنان والعالم.
وأشار المطران نفّاع في عظته، الى العجائب التي تحصل بشفاعة القديس شربل، وهي «ليست لإظهار قداسته فحسب، بل تحمل رسالة أبعد بكثير بعدما شعر أننا بدأنا نفقد الأمل». وقال: «الله من السماء يصرخ اليوم وبفم مار شربل إيّاكم وفقدان الأمل، انا الإله القدير، وانا معك باقٍ واعمل، يمكن انكم لا ترون باب الخلاص ولكن انا أراه بقوة شربل».
وسارت ليلة العيد مسيرة «آبو دقوشتو»، أتت من بلدتي حصرون وحدشيت وخُتمت في دير مار حوشب، مدرسة القديس شربل.
وبعد انتهاء الذبيحة الإلهية قُرعت الأجراس، وأضاءت الحركة المريمية الرسولية في الرعية 7000 شمعة على سطوح منازل بقاعكفرا وكنائسها وشوارعها
وقمم جبالها على نيّة أهل البلدة وزوارها، ولم تنم القرية ليلة العيد،وارتفعت الصلوات والترانيم حتى طلوع الفجر. …
هكذا هي أحوال بلدة بقاعكفرا منذ كثرت أعاجيب الراهب الحبيس القديس بعد وفاته، فذاع صيتها في العالم وكانت وفية حاملةً وزنات القداسة تفاخر بها وبأرضها وكنيستها، فتباركت الأرض التي أعطت قديساً ذاع صيته في العالم، ورعية فتحت قلبها لعمل الروح القدس، والقديس الذي رفع مجد لبنان عالياً وحمى شعبه.