كتب محمد دهشة في صحيفة “نداء الوطن”:
من المقرر، أن يترأس محافظ الجنوب منصور ضو صباح اليوم (الخميس) في سراي صيدا الحكومي، اجتماعاً لمجلس الامن الفرعي في الجنوب، بمشاركة قادة الاجهزة القضائية والعسكرية والأمنية لتقييم الوضع الأمني في مدينة صيدا والمخيمات على ضوء الإحتجاجات الفلسطينية المتصاعدة، رفضاً لقرار وزارة العمل في شأن المؤسسات والعمال الفلسطينيين.
وأبلغت مصادر أمنية “نداء الوطن”، انه “ليس هناك اي توجه لفرض قرار بمنع المسيرات والاعتصامات في مدينة صيدا، وان المجلس سيطلع على التقارير الامنية والمعطيات على أرض الواقع وسيبني على الشيء مقتضاه، لكنه لن يتساهل في منع أي إخلال بالوضع الأمني، وأن القوى الأمنية والعسكرية حريصة على حفظ الأمن في المدينة”، مشيرة الى ان “الوقائع الميدانية لم تسجل اي اخلال محظور بالامن”.
سياسياً، لم تهدأ الاتصالات الفلسطينية لتطويق ذيول قرار وزارة العمل، وبدا المشهد يتراوح بين انتظار انعقاد جلسة مجلس الوزراء لاحالة القضية اليه واتخاذ القرار المناسب، وبين استمرار التحركات الاحتجاجية في المخيمات، والتي تأججت بعد تصريح وزير الخارجية جبران باسيل الذي أعلن دعم القرار بل والتشدد في تطبيق القوانين، ما زاد من الهواجس الفلسطينية بعيداً من أي تسوية.
وأبلغت مصادر فلسطينية “نداء الوطن”، انه جرى تشكيل “لجنة متابعة مركزية” منبثقة عن “هيئة العمل الفلسطيني المشترك” في لبنان وقد جرت تسمية اعضائها الخمسة وهم صلاح اليوسف عن “منظمة التحرير الفلسطينية”، احسان عطايا عن “تحالف القوى الفلسطيني”، الشيخ جمال خطاب عن “القوى الاسلامية”، ماهر عويد عن “انصار الله” واللواء منير المقدح مسؤول أمن المخيمات الفلسطينية في لبنان، ومن المتوقع ان تعقد هذه اللجنة اول اجتماعاتها في غضون الساعات المقبلة، من اجل وضع خطة عمل تحاكي الحراك السياسي والشعبي في المخيمات.
وعقدت “هيئة العمل الفلسطيني المشترك” في منطقة صيدا اجتماعاً في مسجد “النور” في مخيم عين الحلوة من اجل وضع خطة تنظيم الحراك الشعبي وتأكيد سلميته بما يحقق الهدف منه.
ميدانياً، دخل الاضراب الشامل واقفال المداخل الرئيسية في مخيم عين الحلوة يومه التاسع، وبقيت جميع المداخل مقفلة بالاطارات المشتعلة والعوائق الحديدية امام السيارات، وسط تسهيل حركة انتقال ابناء المخيم المشاة، بعدما كان الاتجاه يميل الى فتحها تدريجياً امام حركة السيارات وادخال البضائع والمواد الغذائية، على قاعدة “نحن لا نقاطع صيدا التي تقف قواها السياسية الوطنية والاسلامية الى جانب القضية الفلسطينية وحقوق شعبها، بل نحتج على قرار “العمل” فقط”.
وفي خطوة ملفتة، قام العشرات من الشبان والاطفال الفلسطينيين في عين الحلوة، بتقديم الورود الى عناصر الجيش عند نقطة المراقبة في منطقة “الفيلات” على تخوم المخيم، بمشاركة مسؤول العلاقات السياسية لـ “حركة الجهاد الاسلامي” في منطقة صيدا عمار حوران، عضو “اللجنة الشعبية الفلسطينية” عدنان الرفاعي، الناشط الشبابي عاصف موسى والكادر “الفتحاوي” عبد سلطان.
وواصل مفتشو وزارة العمل بمؤازرة دورية من قوى الامن الداخلي جولاتهم على المؤسسات في مدينة صيدا ومنطقتها وصولاً الى المدينة الصناعية.