لا يكاد الجسم اللبناني يتعافى من مشكلة حتى تظهر مشاكل اخرى تتناسل الواحدة تلو الاخرى فيهرول المسعفون السياسيون لحصر مفاعيلها بمسكنات ومراهم، منعا لتفشيها في الجسم اللبناني الضعيف. آخر الملفات، قضية وادي زبقين، القديمة الجديدة، فالبداية كانت مع مشروع أقرّه وزير الأشغال السابق غازي زعيتر، ويقضي بشق وتعبيد طريق يربط قرية رامية بقرية العزّية، بناء على طلب من رئيس بلدية سابق، رغم مساعي اهالي بلدة زبقين ووزير الشباب والرياضة محمد فنيش والجمعيات البيئية لتصنيف الوادي كمحمية منذ ثلاث سنوات.
وكغيره من القضايا، انقسمت الآراء بين مؤيد ورافض، فالاعمال لتنفيذ المشروع المتوقفة بفعل الاحتجاجات منذ عام ونصف عام اعيد تفعيلها منذ قرابة الشهرين. وفي حين رفضت بلدية زبقين تنفيذ المشروع على اعتبار انه لزوم ما لا يلزم، وجريمة بحق البيئة ويخالف الاصول القانونية، مقدمة اخبارا لوزارة الاشغال، اكتفت الاخيرة بالحصول على موافقة بلدية رامية، راصدة مبلغ 11 مليار ليرة لبنانية لتنفيذه، علما ان المشروع يقع على اراض تابعة للبلدتين وتاليا يحتاج تنفيذه الى موافقة الاثنتين.
في خضم المواقف المتعارضة، والتي تشكل واجهة لمصالح شخصية وأسباب كامنة وراءها، يسجل لوزير الشباب والرياضة متابعته الموضوع منذ سنوات مع وزراء البيئة المتعاقبين والجمعيات البيئية المهتمة وبلدية زبقين. وفي هذا الاطار، تمنى في حديث لـ”المركزية” على الشباب أن “يكملوا تأمين المستندات المطلوبة بالتنسيق مع وزارة البيئة لتصنيف الوادي كمحمية بيئية”، لافتا الى أن “وزير البيئة فادي جريصاتي ابدى تجاوبا كبيرا”، موضحا أن “عدم تجاوب اصحاب الاملاك الخاصة معنا يضعنا امام مشكلة دستورية”.
كما تمنى على وزارة الاشغال “أخذ هذه الجهود بالاعتبار، والتريّث وعدم الاستعجال في تنفيذ المشروع قبل توضيح وجهة المنطقة الغنية بيئيا، اضافة الى جمالها وتنوعها البيئي”، معتبرا أن “الاشغال التي نفذت سببت بعض الاضرار التي لا أعلم مدى لزومها”.
وطالب وزير البيئة بـ”اتخاذ التدابير اللازمة لإعطاء الشباب الوقت الكافي للحصول على المستندات المطلوبة”، لافتا الى “ضرورة تواصل جميع المعنيين والتداول في الموضوع لتحديد الموقف النهائي، ما يشكل مصلحة كبيرة للبلد وللاجيال القادمة”.
وأشار فنيش الى أن “المشكلة ليست حديثة، واذا تأمنت المستندات اللازمة سيتمكن وزير البيئة من تقديم مشروع اعلانها محمية طبيعية، وتاليا يتوقف مشروع شق الطريق تلقائيا”.