كتب أسامة القادري في صحيفة “نداء الوطن”:
شكّلت دعوة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، لمأدبة غداء على شرفه في دارة رجل الأعمال علي الجاروش، في بلدة السلطان يعقوب في البقاع الغربي، جملة من التساؤلات باعتبار أن الجاروش من أبرز المرشحين عن أحد المقعدين السنيين في دائرة قضاءي البقاع الغربي وراشيا، وكان انسحب مرتين تلبية لطلب الرئيس سعد الحريري، وكان واضحاً أن الجاروش بدعوته لدريان، وللحريري الذي مثله وزير الإعلام جمال الجراح، ونائب رئيس مجلس النواب ومثله ايلي الفرزلي وحضور عضوي كتلة “المستقبل” النائبين محمد القرعاوي وعاصم عراجي، واللواء أشرف ريفي، والنائب عبد الرحيم مراد ممثلاً بالدكتور عمر مراد، وعضو كتلة التنمية والتحرير محمد نصرالله، وعضو تكتل لبنان القوي سليم عون، ليس بالأمر العابر، إنما هذا الموزاييك يحمل في دلالاته الكثير، منها إستحضار القيادات الدينية لأن تبث رسائل يكون لها فيها رأي في ترشيح بعض الأسماء في العديد من المناطق اللبنانية ومنها البقاع الغربي.
لم يخف أنه على هامش الغداء حصلت دردشات بين شخصيات ملمّحة الى “أن الجاروش هذه المرة يستقوي بدار الفتوى التي تكن له الإحترام والتقدير، ليخرج من سياسة أحرجوه فأخرجوه، والتي تعتمد بحقه في كل دورة انتخابية، على حد تعبير أحد السياسيين البقاعيين”.
وفي هذا الإطار يقرأ متابعون أن الجاروش أراد أن يقدم رسالة مبكرة ومستبقة لأي عمل سياسي وانتخابي، أنه مقرب من ثلاث قيادات سنية، دار الفتوى والحريري وريفي.
وبحسب أحد قياديي التيار “الأزرق” فإن علاقة “التيار” بالجاروش “جيدة وأكثر من ممتازة، لكن رفضه أن يكون في دائرة العمل الحزبي لـ “التيار” في منسقية البقاع الغربي وراشيا، سجل عليه وليس له، لأنه اعتبر نفسه حينها أكبر من العمل الحزبي ومن المنسقية، وتحركه اليوم بطريقة مبكرة للعمل الانتخابي تعد قطعاً للطريق على أي شخصية قد تدخل فجأة، خصوصاً بعد هزيمة النائب السابق زياد القادري لمصلحة النائب عبد الرحيم مراد، وأفول نجم القادري وغيابه عن الساحة البقاعية كلياً، بعدما كان يشكل أحد أبرز المرشحين، لما لعائلة القادري من حيثية وازنة في البقاع الغربي، بوجه مراد الذي يعتبر الخصم السياسي السني الأبرز للمستقبل، هذا ما يفتح المجال أمام الجاروش وغيره لأن يمارسوا حقهم في العمل السياسي، بعدما أصبح رأس حربة “المستقبل” النائب القرعاوي في مواجهة أخصام “التيار” والأكثر قدرة على المنافسة في الخدمات الاجتماعية، والتي لم تتوافر بعد لدى الجاروش في المنطقة أسوة بالآخرين. ولفت متابعون إلى أن الأخير أراد من الغداء بث رسائل في كل الاتجاهات، واحدة ليقول أنه رجل دار الفتوى، والثانية قربه من الرئيس الحريري، والثالثة أن لا مانع لديه من التحالف مع مراد. وبحسب أحد المقربين من الجاروش “نريد تغليب الخطاب الوطني الجامع على أي خطاب طائفي، والهدف من الدعوة لنقول إن دار الفتوى مظلة الجميع”.
وخلال دردشة لفت اللواء ريفي إلى أن الجاروش كان أحد المرشحين المدعومين من تيار ريفي، و”هذه المرة ما لم يرشحه المستقبل سيكون أحد مرشحيني”.
وكان تحدث المفتي دريان عن ضرورة إيجاد حلول للازمة التي تعصف بلبنان، وقال: “قد تختلفون في السياسة، اختلفوا ما شئتم ولكن قدموا مصلحة المواطنين والوطن على اي اعتبار آخر، فما النفع لو ثبت كل فريق على مواقفه الحزبية او الفئوية؟ كيف سنسير بهذا الوطن وننهضه من كبواته؟ الوقت لا يحتمل ابداً الانتظار امام الضائقة المالية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية وهذه الامور تحتاج حلولاً سريعة”.