ليست التحديات التي يواجهها لبنان داخلية فحسب، ناجمة عن عجزه عن الخروج من أزماته الاقتصادية والسياسية والامنية، وآخرها يحمل عناوين “البساتين” والمادة 80، فجزء آخر من التحديات خارجي، ولا يقل اهمية وخطورة من حيث التداعيات، على مستقبل لبنان، عنينا هنا العقوبات الاميركية على حزب الله. فبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ”المركزية”، تَشدّد واشنطن حيال الحزب، على اعتباره اقوى أذرع ايران العسكرية في المنطقة، سيزداد قوة في المرحلة المقبلة ، مصيبا أجنحته السياسية والعسكرية وداعميه ماليا وماديا والمتعاونين معه، من دون تمييز.
غير ان الجديد هو توجه جدي، لدى الاميركيين لتوسيع مروحة اجراءاتهم العقابية لتشمل حلفاء الحزب اللبنانيين ايضا. وهنا، تشير المصادر الى تقرير صدرعن مركز الدفاع عن الديموقراطيات في واشنطن، كان محط ترحيب من قبل عدد من اعضاء مجلس الشيوخ، يضيء على التسهيلات التي يقدمها قياديون في التيارالوطني الحر الى حزب الله، لافتة ايضا الى ان الادارة الاميركية أخذت هذا التقرير وما تضمنه على محمل الجد وهي تفكر فعليا في استلحاقه بخطوات “تنفيذية”، بعدما اعتبره خبراء اميركيون مهما ولا بد من التحرك ازاءه، وعدم الوقوف موقف المتفرج امام من يدعمون الحزب.
وليس بعيدا، تقول المصادر نفسها ان ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب أوصلت رسائل عديدة الى المسؤولين اللبنانيين في الاسابيع الماضية، تطالبهم فيها ببدء العمل على ابراز تمايز بين الدولة وبين حزب الله، كون الاستمرار في الالتصاق به من جهة، وفي تبرير أعماله وامتلاكه السلاح تحت مسمى “مقاومة الاحتلال”، من جهة ثانية، ما عادا مقبولين في البيت الابيض.
والحال انه، اذا لم يتغير الخطاب هذا، الذي يعتمده جزء من لبنان الرسمي لدى الحديث عن الحزب، فإن من غير المستبعد، في ظل الكباش الاميركي – الايراني المستعر في المنطقة، ان تقرر واشنطن إدراج مَن يعتنقون هذا “المنطق” الداعم للحزب، على لوائحها السوداء في خطوة نوعية ستدل الى انتقال الولايات المتحدة الى سياسة أكثر حزما مع لبنان.
وهنا، وفي وقت يستعد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لزيارة نيويورك في ايلول المقبل للمشاركة في الجمعية العامة للامم المتحدة، وفي حين يكثف وزير الخارجية جبران باسيل زياراته الى الولايات المتحدة، تنقل المصادر معلومات مفادها ان الرجلين يبدو يطمحان، الى الاجتماع بكبار المسؤولين وفي مقدمهم الرئيس الاميركي دونالد ترامب لدى وجودهما في واشنطن، لايصال صوت لبنان الى المكتب البيضاوي ونقل موقف بيروت، من قضايا النازحين السوريين واللجوء الفلسطيني وصفقة القرن والوضع الاقليمي ككل، اليه مباشرة. لكن المصادر الدبلوماسية تخشى، إن كانا فعلا يرغبان في تحقيق هذا اللقاء، الا ينجحا في مساعيهما، ولا في عقد القمّة المرجوّة، اذا استمرّا في التماهي مع مواقف حزب الله، حيث يشترط ترامب عدولهما عن هذا السلوك قبل اي شيء آخر…