في ظل الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها لبنان، استشعر رؤساء الطوائف أن الوضع لم يعد يحتمل التأجيل والمراوحة، فتداعوا الى عقد قمة روحية اسلامية – مسيحية، الثلثاء، في دار طائفة الموحدين الدروز في فردان، بدعوة من شيخ العقل نعيم حسن، وحضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق يوسف العبسي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس البطريرك آرام الأول كيشيشيان، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في حين سيتغيب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان عن الحضور شخصيا، وسيوفد ممثلا عنه لدواعٍ صحية.
عضو اللجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار القاضي عباس الحلبي أكد لـ”المركزية” “أن القمة الروحية تكتسب دائماً اهمية خاصة، لأنها تمثل جميع الطوائف، وتنعقد بعد مرور فترة طويلة على آخر قمة روحية مماثلة”، مشددا على “أهميتها في هذا الوقت بالذات، وانعقادها في دار الطائفة الدرزية في بيروت، وبدعوة من الشيخ حسن”.
وأضاف: “الظروف التي أملت انعقاد القمة معروفة، وهي الاوضاع السياسية والوطنية العامة لجهة المخاطر التي تصيب العلاقات بين الطوائف نتيجة المواقف السياسية المتشنجة، وانعكاس الموقف السياسي على علاقات الناس مع بعضها البعض. هناك رغبة عند رؤساء الطوائف بالاجتماع والتشاور، بالاضافة إلى حرص القيادات الروحية على إعادة تأكيد موضوع الميثاق الوطني والشراكة الوطنية، تحت عنوان “حفظ العيش المشترك وحفظ المصالحة في الجبل”.
وسيتداول المجتمعون في الاوضاع المحلية والاقليمية والمخاطر التي يتعرض لها لبنان، بالاضافة الى المشاكل الاقتصادية والبيئية والاجتماعية… وينتظر صدور موقف يتفق عليه رؤساء الطوائف في ختام القمة.
وأمل الحلبي “ان يتوصل المجتمعون الى صياغة بيان ختامي وطني، يحث الجميع على التمسك بصيغة العيش المشترك والمصالحة واحكام الدستور واتفاق الطائف ومبدأ الشراكة الوطنية، مع نظرة الى مشاكل الناس الاقتصادية والمالية والاجتماعية والبيئية”، متمنياً ان يتم الاجتماع في احسن الظروف للوصول الى احسن النتائج”.