أشار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الى “إن الاحتكام إلى الدولة ومؤسساتها الدستورية والقضائية والأمنية ليس خيارا ينتقيه هذا الطرف أو ذاك، بل التزام بالعقد الاجتماعي الذي ارتضاه الشعب الذي هو مصدر السلطة. وبالطبع، يبقى “كنز المصالحة”، وفق وصف غبطة البطريرك الراعي بحق، أمرا جوهريا برسم التحقق الدائم المتواصل، والأحرى أن يكون نهجا عاما لكل اللبنانيين حين يتطلب الأمر ارتقاء ساميا فوق الشحذ الطائفي البغيض، وظلمة الأزمات عند غفلات العقل والروح، معتبرا أن الجبل أساسا “لوحدة الأرض والإرادة استنادا إلى التاريخ، ليس في سرد الوقائع فيه، بل خصوصا في ضمائر الناس ووجدانها وتراثها الذي يمتلك الكثير الكثير من المساحات المشتركة التي جعلت من لبناننا العزيز وطنا فريدا مميزا علينا أن نستحقه”.
حسن، وخلال افتتاح القمة الروحية الإسلامية المسيحية في دار الطائفة، قال: “لتكن تلك الثوابت والمبادئ في المستوى الذي يعلو فوق ساحة التنافس الديموقراطي الإيجابي الدائر وفق قواعد النظام الذي تحدده القوانين والتشريعات الدستورية. وأما إذا حصل العكس – وللأسف هذا ما تظهر بوادره بل ظواهره في المشهد السياسي العام خصوصا منذ نهاية الاستحقاق الانتخابي – فإن ما يخشى هو طغيان النزعات الشعبوية القائمة على أهداف “شد العصب الطائفي”، مشيرا الى ان “هذا يقود إلى الوقوع في أسر دائرة مقفلة من التنافر والتنافر المضاد ما يؤدي بدوره إلى عواقب وخيمة في بنية وطننا المهدد بالكثير من الأزمات في شتى الحقول”.
أضاف: “هو نداء المحبة إلى اللبنانيين: عودوا إلى أنفسكم، أقيموا على المحبة والتعاطف علاقاتكم، تحرروا من أحقادكم، تعاونوا في ما ينفعكم ويرفع من مستوى حياتكم، تحابوا، سيروا على هدى العقل لا الغريزة، انبذوا صغائر السياسات، وفساد الغرضيات. ومن دار الموحدين الدروز، نتوجه إلى فخامة رئيس الجمهورية بما يمثله من موقع دستوري مؤتمن على الدستور وعلى الميثاق الوطني ومندرجات اتفاق الطائف وعلى منع كل ما يناقض صيغة العيش المشترك؛ والمسؤول الأول والأخير عن تحويل عهده الرئاسي الى عهد إنتاج وخير وبحبوحة وأمن على كل اللبنانيين، ندعوه الى جمع اللبنانيين تحت سقف هذه الثوابت، ومنع أي سعي لضرب ركائز الصيغة اللبنانية وأسس قيام الكيان
وقال: “من هنا من داركم دار كل اللبنانيين، دار المسلمين الموحدين الدروز جميعا، نرفع معكم نداء استثنائيا في هذا الزمن الاستثنائي الصعب والتي تمر به بلادنا حيث المخاطر تحدق بنا والأزمات تعصف بكل قوة في منطقتنا.”
وأردف: “نداؤنا هو نداء المسؤولية، ونداء المحبة، المسؤولية التي يجب على كل مسؤول من موقعه التحلي بها قبل كل شيء، المسؤولية الوطنية والإنسانية التي بها فقط يتحقق الاستقرار وينقضي التعصب والاحتقان، فليكن كل مسؤول على قدر ما هو ملقى على عاتقه، وعلى قدر آمال اللبنانيين الذين يريدون الحياة الكريمة على قاعدة المواطنة والحرية والأمن والازدهار، وكيف يتحقق ذلك في ظل شحن النفوس؟ بدلا من التعالي والتسامح، وكيف نضمن الازدهار والتقدم في ظل تعطيل عمل الحكومة ومحاصرة موقع رئاستها وشل اقتصاد البلاد، وكيف يكون الأمن والاستقرار في ظل عودة الخطاب إلى مآسي الماضي وأثقاله التي طويناها جميعا إلى غير رجعة بإذنه تعالى”.