Site icon IMLebanon

“الجماعة الإسلامية” تدعو إلى لقاء لبناني – فلسطيني

كتب محمد دهشة في صحيفة “نداء الوطن”:

في أسبوعها الثالث، بدت التحركات الاحتجاجية الفلسطينية في المخيمات رفضاً لقرار وزارة العمل بشأن المؤسسات والعمال الفلسطينيين في لبنان، أكثر هدوءاً وأقل انفعالاً، وتتجه نحو المزيد من السلمية والانضباط، رغم الفرق الشاسع، بين موقفي القوى السياسية الوطنية والاسلامية التي أرادتها كذلك، وبين الحراك الشعبي والشبابي والمدني الغاضب الذي يريدها إضراباً عاماً واقفالاً تاماً، حتى تراجع الوزارة عن قرارها.

ويبدو أن طول أمد الازمة، واستفحال الخلافات اللبنانية الداخلية وتعطيل انعقاد مجلس الوزراء على خلفية أحداث الجبل ساهمت في الدفع نحو المزيد من السلمية وتنظيم التحركات وضبط حركتها الاحتجاجية، قطعاً للطريق على أي توتير.

سياسياً، لم ينعقد اللقاء الذي كان متوقعاً في السراي الحكومي في بيروت، بين وزير العمل أبو سليمان وأعضاء “لجنة الحوار الفلسطيني” السباعية بعد مساع بذلها رئيس لجنة “الحوار اللبناني – الفلسطيني” الوزير الاسبق حسن منيمنة، لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، ويعود السبب إلى الشروط الفلسطينية بضرورة ان تكون هناك مؤشرات ايجابية لنتائجه اما بتجميد القرار، او إلغائه تماماً أو استثناء العامل الفلسطيني من إجراءات الوزارة القاضية بالحصول على إجازة عمل، ما يجعل الازمة تدور في فلك “المراوحة” والتصعيد.

ودعت حركة “حماس” إلى استمرار التحركات السلمية بقوة في المخيمات. وأكدت في بيان ان “التحركات الشعبية ستتصاعد وستذهب باتجاه آفاق جديدة اذا ما بقيت حالة الظلم والتمييز”، معتبرة ان الحل يكمن بـ “تراجع وزير العمل عن قراراته ونقل القضية بسرعة الى الحكومة وإلغاء اجازة العمل والتعامل مع الانسان الفلسطيني بصفة لاجئ وليس بصفة اجنبي”.

ميدانياً، نظمت “هيئة العمل الفلسطيني المشترك” في منطقة صيدا، لقاءً تضامنياً لبنانياً فلسطينياً، قرب “تجمع المدارس” التابعة لوكالة “الاونروا” في مخيم عين الحلوة، حيث اقيمت خيمة اعتصام دائمة عند المدخل الشمالي. وتحدث في الاعتصام أمير “الحركة الاسلامية المجاهدة” الشيخ جمال خطاب باسم الهيئة، مؤكداً انه “لن يكون هناك أي لقاء مع وزير العمل ابو سليمان، طالما لن تكون نتائجه المسبقة ايجابية”.

صيداوياً، ما زالت دعوة “الجماعة الاسلامية”، الى عقد لقاء سياسي لبناني فلسطيني موسّع في بلدية صيدا قائمة وتسير على قدم وساق، وعلمت “نداء الوطن” ان نائب رئيس المكتب السياسي لـ “الجماعة الاسلامية” في لبنان بسام حمود زار رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي وعرض عليه الفكرة بهدف ان يكون جامعاً، وهناك موافقة مبدئية عليه.

وأوضح حمود لـ “نداء الوطن” ان “الهدف هو عقد اللقاء اللبناني – الفلسطيني بحد ذاته، واتخاذ موقف موحد، دون النظر الى الحسابات السياسية”، مضيفاً ان “قوى صيدا السياسية متفقة بل ومجمعة على دعم القضية الفلسطينية واحتضان شعبها اللاجئ، وستدعو البلدية كل الاطراف السياسية والفاعليات اليه من دون استثناء”، مؤكدا ان “موقف الجماعة هو رفض كل محاولات التضييق على اهلنا الفلسطينيين في لبنان وآخرها قرار الوزير ابو سليمان”.

ودعا حمود الى تشكيل لجنة سياسية صيداوية تمثل كل الطيف الصيداوي اللبناني لزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لاطلاعه على تداعيات هذا القرار ليس على الشعب الفلسطيني فحسب، بل ايضاً على أبناء مدينة صيدا والجوار، اضافة الى زيارة الرؤساء وكل الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة لوضعها امام مسؤوليتها الوطنية والإنسانية.

في المقابل، شكر رئيس البلدية السعودي مطران القدس عطا الله حنا على موقفه الداعم لبلدية صيدا ورئيسها وأكد ضرورة إعطاء الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني وافساح المجال لهم للعمل.