بعد قرار لجنة مهرجانات بيبلوس وقف حفل الفرقة منعًا لإراقة الدماء وحفاظًا على الامن، اعلنت “مشروع ليلى” في بيان مطوّل تفاصيل عما جرى في الايام الماضية.
اوردت بدايةً ملخصا عنها فقالت: “نحن فرقة لبنانية تأسست منذ 10 سنوات. كان أحد أهم أسباب فخرنا هو تعددنا.. فنحن من طوائف ومناطق وهويات مختلفة في بلد تكثر فيه مشاريع اللون الواحد. حملنا اختلافاتنا على طول لبنان وشاركنا في أكثر مهرجاناته، حتى وصلنا إلى العالمية”.
واضافت: “في الأسبوع الماضي، قيل عنا الكثير وعن مشاريع خفية نخدمها في السر. كل ما نريد أن نقوله أننا كلنا نكنّ لوطننا لبنان وشعبه حبا كبيرا، أننا كغيرنا لنا أفكارنا عن هذا الوطن… كيف يكون أجمل وأفضل… انبنى مشروعنا على حق الاختلاف والاحترام والتسامح المتبادلين وسنبقى دوما حريصين على هذه القيم. هذه هي فرقة مشروع ليلى، نهدف لما هو جميل ومبدع. ليست هي لا فرقة شيطانية ولا فرقة ماسونية وليس لها أي هدف أو مشروع سري”.
واوضحت انه “خلال الأسبوع الماضي، شهدنا تحاملا واسعا على فرقتنا. بدأ كل شيء مع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، قيل فيه أشياء مريعة وبالتأكيد غير صحيحة. قيل أن تسمية ليلى إنما تشير إلى ليل الظلم الأبدي. سألنا عن الكاهن الذي أنتج الفيديو ففهمنا أنه صدر بحقه حكم كنسي تأديبي بوجوب تعليق جميع نشاطاته الكنسية. إلا أنه لم يلتزم بذلك”، لافتة الى انه “لم تنقضِ ساعات حتى نشطت العديد من صفحات التواصل الاجتماعي. ما صدمنا هو حجم التهم وتحوير معاني الأغاني والأكاذيب وصولا إلى فبركة الصور. الحملة المبرمجة وصلت إلى حد التهديد المباشر وإهدار الدم. بل تم إطلاق هاشتاغات كثيرة منها: #دمكم_عليكم. و#ما_رح_تقطع (أي الحفلة) #إذا_ما_التغى_نحنا_منلغي”.
واشارت “مشروع ليلى” الى انه “بعد تمادي هذا الخطاب، طلبت منظمات حقوقية من الدولة التدخل لوضع حدّ للمحاكمة ضدّنا في الشارع. لكن تم التحقيق معنا للمرة الأولى في مسيرة فرقتنا بشأن أغنيتين من مجموع أغانينا، من دون اتخاذ أي موقف لحمايتنا. ورغم أنه لم يتبين من التحقيق أننا ارتكبنا أي جرم جزائي، فإن الأمور لم تتغير أبدا وبقيت حالة التهجم على حالها. قلة كانوا يسمعون وغالبا ما كان الرأي المسبق يسبقنا حيث نذهب”.
وواصلت: “بقينا نحاكم في الشارع، يتحول كل من يرغب إلى قاضٍ يصدر الأحكام، وينفذها بحقنا. هذا الأمر نعدّه خروجا عن منطق الدولة، خروجا يضرب في الصميم أي شعور بالأمان لدينا وأي قدرة على الفن والإبداع”.
وذكرت: “بدأ كل الهجوم علينا بنشر صورة للفنانة مادونا، قيل أن الفرقة كلها مسؤولة عن فبركتها. هذه الصورة لم تفبركها الفرقة ولم تنشرها أبدا على أي من صفحاتها. جلّ ما حصل هو أن أحد أعضائها نشر على صفحته في عام 2015 مقالا كتبه الكاتب سكوت لونغ يحتوي على هذه الصورة، وهو مقال تناول تحويل الثقافة الشعبية لبعض الناس إلى أيقونات ثقافية، قبلما يعود ويحذفها عن صفحته في عام 2016. كل ما عدا ذلك من صور نسبت إلى الفرقة أو لأي من أعضائها هي صور مفبركة وملفقة وغير صحيحة”.
واكدت ان “كل كل التحوير والتفسير الخاطئ لبعض العبارات الواردة في أغنتين للفرقة من أصل 50، يهمّنا التوضيح بأن هاتين الأغنيتين تم تأديتهما في لبنان منذ 2015 ولم يعترض عليهما أحد منذ ذلك. ونكتفي هنا بالقول والتذكير أن المعاني التي يحملها العمل الفني غالبا ما تختلف عن المعاني اللغوية المباشرة، وبخاصة إذا نزعت من سياقها. وهذا هو سبب كل هذا اللغط”.
وشدد على ان “هناك مبدأ ثابت لدينا: وهو الحافز والدافع في عملنا: حبنا للوطن، لمجتمعنا”.
واعلنت انه “انطلاقا من هذا الحب، يهمنا أن نوضح وأن نعلن:
أننا نأسف حقيقة وبصدق تجاه أي شخص استشعر مسّا لمعتقداته في أي من أغانينا. ونؤكد له وللجميع أن هذه الأغاني لا تمسّ بأي من المقدسات أو المعتقدات، وأن المسّ بمشاعره إنما حصل بالدرجة الأولى نتيجة حملات تلفيقية وتشهيرية واتهامات باطلة، كنا نحن أول ضحاياها ومن غير العادل تحميلنا مسؤوليتها. فاحترامنا لمعتقدات الآخرين راسخ بقدر احترامنا لحق الاختلاف، وما حصل أخيرا سيزيدنا حرصا على ذلك.
أن الظروف التي مررنا فيها والتي انتهت بقرار لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية بإلغاء الحفل، كانت قاسية وضاغطة جدا. وقد شعرنا فيها بهشاشة الوضع في لبنان. وإذ نعمل جاهدا لتجاوز هذه المشاعر، فإننا نشكر جزيل الشكر جمهورنا الوفي وجميع الذين وقفوا معنا قولا وفعلا من منظمات حقوقية وثقافية وإعلامية محلية وعالمية وناشطين وأصدقائنا وعائلتنا، في هذه الفترة العصيبة، آملين أن نعود لنلتقيهم جميعا حاملين إليهم أجمل ما لدينا. وعلى أمل أن يتم ذلك في أجواء أكثر تسامحا وتقبلا لما هو مختلف، في وطن يشبه فعلا ما يتباهى به مقولة”.