اشار الرئيس نجيب ميقاتي في حديث الى “المؤسسة اللبنانية للارسال” ردا على سؤال عن وجود مس بصلاحيات رئيس الحكومة ان “هناك مثل يقول “ان الانطباع هو حقيقة” ولسوء الحظ فمع الايام تظهر الحقيقة بحد ذاتها. الانطباع بدأ منذ تشكيل الحكومة الاخيرة عندما صدر بيان عن القصر الجمهوري في بعبدا يقول “ان رئيس الجمهورية اجتمع مع دولة الرئيس المكلف ووضع اسسا ومعايير لتشكيل الحكومة”. فأي اسس ومعايير مخالفة للدستور يمكن ان تكون؟ وماذا عن الكلام الذي نسمعه عن امكان سحب التكليف من رئيس الحكومة المكلف؟ عندما تتشكل الحكومة ويقدم احد عشر وزيرا على توقيع استقالة ووضعها بعهدة رئيس التكتل الذي ينتمون اليه، كل هذه الامور والممارسات المستمرة تجعلنا نطرح السؤال عن اسباب خلط الامور ببعضها البعض”.
وقال: “هناك من هو مؤتمن على الدستور، وهو رئيس الجمهورية الذي نجل ونحترم، وهناك رئيس للسلطة التنفيذية هو رئيس الحكومة كائنا من يكون. نحن لا ننظر الى هذا الموضوع من الناحية الطائفية والمذهبية بل من ناحية وجوب ان يكون مسار الحكم سليما. اما عندما تختلط الامور ببعضها البعض، فاننا نشهد الواقع الذي نشكو منه واخر ما يحصل هو ان الحكومة مضى عليها اكثر من شهر من دون ان تجتمع، والذي هو مؤتمن على الموضوع هو رئيس السلطة التنفيذية الذي يدعو الحكومة الى الاجتماع ويضع جدول الاعمال ويناقشه مع فخامة الرئيس”.
واضاف: “من حق الرئيس ان يطرح ما يريده من خارج جدول الاعمال وفي الوقت ذاته يجب ان يكون هناك نوع من الوفاق والتوافق مع رئيس السلطة التنفيذية. السؤال الذي اطرحه في حال حضر رئيس الجمهورية الجلسة ورأسها، وانسحب رئيس الحكومة من الجلسة عندما يطرح رئيس الجمهورية اي موضوع، هل تستمر الجلسة منعقدة؟ من هو المؤتمن على السلطة التنفيذية والمؤسسات؟ لقد ضاعت الامور واختلطت ببعضها البعض وهذا الاختلاط يجعل كل الامور معلقة”.
وردا على سؤال اذا كان رئيس الجمهورية يميز في نظرته الى اللبنانيين؟ أجاب: “لسوء الحظ فان الرئيس احيانا يكون طرفا عوض ان يكون حكما. تعودنا ان يكون رئيس الجمهورية حكما ويوفق بين اللبنانيين ويساعد على تنفيذ خطة الحكومة لا ان يكون طرفا ومتشبثا برأي معين. من حق فخامة الرئيس دستوريا ان يعرض اي امر من خارج جدول الاعمال اذا حضر الجلسة ورأسها، ولكن جدول الاعمال يضعه رئيس الحكومة. الآن يمكن لرئيس الحكومة ان يدعو الى جلسة للحكومة في السرايا ويضع جدول اعمال الجلسة، لكنه لا يريد الوصول الى هذه النقطة، ويشدد على انه لحفظ مكانة فخامة الرئيس سيدعو الى الجلسة في بعبدا برئاسة فخامة الرئيس لاننا نراهن على انه بحكمة فخامة الرئيس يمكننا الخروج من هذه الازمة”.