IMLebanon

شهيِّب: المشكلة هي جنوح باسيل واستعجاله بالسلطة

كتب د. عامر مشموشي في جريدة “اللواء”:

الوضع السياسي في البلاد إلى مزيد من التعقيد على خلفيات حادثة البستانين، ولا يوجد أي مؤشر ولو بسيط يُمكن البناء عليه للخروج من هذه الأزمة بعدما انقطع حبل الوساطات، وتمترس كل فريق وراء شروطه، رافضاً تقديم أية تنازلات لانعاش المساعي التي يقوم بها مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم الموجود حاليا خارج البلاد، ليوحي بأن لا حلول للأزمة وتداعياتها في المستقبل المنظور. والمشهد السياسي برمته، يعطي انطباعاً عاما بأن الأمور تتدحرج من سيئ إلى أسوأ، وإذا كان الهدف من هذا التصعيد احراج الرئيس سعد الحريري لاخراجه، فإن المعلومات التي سربت من بيت الوسط في الساعات القليلة الماضية تؤكد انه باق على مواقفه ولن ينجر إلى الاستقالة، مهما تعددت محاولات احراجه لاخراجه.

وهذا الوضع المأزوم بكل تداعياته على البلاد حدا بالقمة الروحية الإسلامية – المسيحية إلى دق ناقوس الخطر والتحذير من التلاعب بالوحدة الوطنية التي تشكّل بنظرها الأساسي والضامن لبناء لبنان الغد، واعتبرت ان أي إساءة لهذا العيش المشترك في أي منطقة وخصوصاً في الجبل هي إساءة إلى لبنان الفكرة والرسالة، ودعت إلى المزيد من الوعي والتضامن الوطني لتجاوز المخاطر التي تتضاعف في ضوء ما يحاك من مشاريع معلنة وغير معلنة تستهدف إعادة رسم خريطة المنطقة.

وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب، أحد الفريقين المعنيين بالأزمة الناشبة، عكس بدوره وخلال لقاء مع رابطة خريجي الإعلام برئاسة الدكتور عامر مشموشي هذه الأجواء المحمومة، وأكّد اننا نمر بوضع دقيق والمطلوب التعقل والحكمة ووضع مصلحة البلد كمصلحة أولى.

واشار إلى ان هذا يتطلب الحكمة وعدم الانحياز، وقال ان «موقع الرئاسة الاولى يجب ان يكون حكما بين الجميع، كما ان الموقع الثاني هو القضاء الذي يجب ان يأخذ المعلومات من الوقائع على الارض ومن جميع الفرقاء المشاركين في الحادثة، مع الاشارة الى ان الامور واضحة وضوح الشمس والفيديوهات التي انتشرت على وسائل التواصل كشفت كل شيء، الا ان هناك من كذب الكذبة وصدقها، داعيا للعودة الى الحكمة والتعقل، لان لبنان لا يحكم بالغلبة».

ومن منطق الحوار والانفتاح وعدم التصعيد، اكد شهيب انه «رأس حربة الساعين الى الوفاق، ونحن كنا بغنى عن حادثة الجبل لولا الخطاب المتشنج والمتنقل، وهل نسينا ما قيل بحق رئيس مجلس النواب نبيه بري والطائف والزعامات السنية في البلد وما كاد يحدث بالجبل، وبالتالي هذا الخطاب نسيناه عند انتهاء الانتخابات النيابية، لكن خطاب دير القمر اعاد توتير الاجواء وفتح ملفات الماضي في 1860 و1982، رغم اننا في الجبل لا نقيم ذكرى شهداء في القرى احتراما للمصالحة، ونحن نعيش حياة واحدة على كل الصعد الى ان جاء الخطاب المتشنج، مع التذكير ان معركة سوق الغرب كانت بابا للشرعية والطائف، وعليه يجب التواصل بمنطق المحبة، وقد اهين اهل الجبل بكلام دير القمر «التوبة والغفران» وخطاب الكحالة.

واعتبر شهيب ان «التصويت بالحكومة على المجلس العدلي يعني تأكيد نظرية محاولة اغتيال صالح الغريب، وما حصل في الجبل هو محاولة فتح الطريق بالنار فتم الرد عليه، والمصلحة تقتدي اجتماع الحكومة، بعد انزال البعض عن الشجرة التي صعد عليها، وارض الجبل مفتوحة لاي انسان يزورها وتجدر الاشارة الى ان القانون يعاقب من ينبش القبور».

وشدد شهيب على ان «اتفاق الطائف هو الشرعية ومن يتهمنا بالميليشيا نؤكد ان هناك افرقاء بالحكومة لولا ان كانوا ميليشيا لم يكونوا على طاولة مجلس الوزراء اليوم، والاشكال ليس درزياً – درزياً ولا درزياً – مسيحياً، بل ان رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل هو من يريد ان يطوق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في الجبل، ويريد ان يحد من صلاحيات الرئيس نبيه بري في مجلس النواب، وحصر رئيس القوات سمير جعجع في معراب فقط، ومحاصرة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في زغرتا، والمشكلة اليوم هي جنوح باسيل واستعجاله بالسلطة».

واوضح ان المشكلة اليوم ليست مع الوزير صالح الغريب بل مع من دفع الغريب الى هذا العمل.

ودعا الى ترك موضوع حادثة قبرشمون للامن والقضاء، لانه لا مصلحة لاحد باستهداف المصالحة في الجبل، لان اي خلل سينعكس على الجبل والقرى المحيطة.

واوضح ان الخلاف بدأ منذ العام 2005، وقد نظمنا الخلاف مع حزب الله بعد العام 2008 برغبة مشتركة بين الفريقين، وبعد العام 2011 وبدء الازمة السورية رتبنا هذه العلاقة رغم الخلاف، وفي موضوع العلاقة مع «التيار الوطني» شاركنا بإنتخاب الرئيس ميشال عون وعملنا على ان نكون في لائحة واحدة في الانتخابات النيابية ولم ننجح، ومشكلة البعض هي ان جنبلاط لديه مساحة واسعة للتحرك والهدف اليوم هو تطويع جنبلاط، وقد عمل الاشتراكي على تسهيل تأليف الحكومة عبر تسمية عدد من المرشحين، الا ان الرئيس عون عمل على تسمية صالح الغريب الذي انضم الى كتلة الوزير باسيل.

وتابع شهيب قائلا «نعول كثيرا على حكمة اصحاب القرار وحرصهم على استقرار البلد، اما الاصوات التي نسمعها اليوم هي صدى لقرار سياسي، ولا يجوز بقاء الوضع على ما هو عليه في ظل منطقة تشتعل ووضع اقتصادي يترنح، واذا كان القرار لحزب الله فلنتحاور معه بدل ترك بعض الاصوات التي حجمها معروف للتحكم بالجبل جراء الدعم الذي تحظى به». واعتبر انه من غير المقبول ان «يفركش» آل فتوش العلاقة التاريخية التي تربطنا بحزب الله.

وردا على سؤال حول اسقاط الحكومة، اكد ان الجميع بحاجة للحكومة، خاصة وانها تشكلت بصعوبة، واذا اسقطت الحكومة بالضربة القاضية من الصعب تشكيل حكومة جديدة، لاسيما مع الدعم الذي يحظى به الحريري من رؤساء الحكومة السابقين. واعتبر ان مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم انسان على قدر المسؤولية، وهو لم يوكل اليه مهمة وفشل فيها، وهو على تنسيق دائم مع جميع الافرقاء لحل ازمة البساتين، موضحا ان الوزير سليم جريصاتي هو من طرح موضوع تحويل الملف الى المحكمة العسكرية، واعتبر ان الخوف من الحقيقة فيما حصل هو من اوقف المبادرات، واكد ان الكمين الذي يتحدثون عنه هو في عقولهم فقط، وانا حاولت فتح الطرقات بالقوة وقد تم مواجهتي من الناس، ويجب تهدئة الخطابات قليلا لانه كما قال البطريرك الراحل نصرالله صفير ان «الحرب تبدأ بكلمة»، والجبل اليوم هو تحت سلطة الدولة والجيش، ولا قوة في الجبل الا للدولة، واهل الجبل لا يريدون الا الحياة والصيفية والمدارس.