يقضّ همّ تأمين الملاحة في مضيق هرمز، مضاجع الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وفي هذا الاطار، قالت صحيفة “الغارديان” إن بريطانيا دعت ممثلين عسكريين من الولايات المتحدة وفرنسا ودول أوروبية أخرى لحضور اجتماع في البحرين، اليوم، في محاولة لإنشاء مهمة دولية لحماية الشحن عبر مضيق هرمز. وأوضحت الصحيفة أن بريطانيا تأمل بأن تنشئ جسراً بين الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى كألمانيا، التي تحجم عن المشاركة في أي مهمة تقودها واشنطن. وقالت مصادر بريطانية إن اقتراح وزير الخارجية البريطاني السابق جيرمي هانت انشاء قوة حماية أوروبية لمنع إيران من مصادرة ناقلات النفط في المستقبل لا يزال قائما.
في السياق ذاته، اقترحت واشنطن تكثيف الجهود لحماية مضيق هرمز الذي يمر منه خمس النفط العالمي تقريباً. ودعت واشنطن عدداً من الدول الأوروبية للمساعدة في حماية حرية الملاحة البحرية في مضيق هرمز، ومواجهة الاعتداءات الإيرانية، في الوقت الذي يزداد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وتهديد طهران للملاحة في مضيق هرمز. الا ان المتحدثة باسم الحكومة الألمانية أعلنت اليوم ان “الأولوية لوقف التصعيد في الخليج ولم نعرض أي إسهام في مهمة بحرية أميركية في مضيق هرمز”.
وسط هذه الاجواء المشحونة، وفي ظل تحذير الايرانيين المستمر من ان وجود اي قوى عسكرية جديدة في المنطقة سيزيد الاوضاع فيها توترا، يواصل الفرنسيون جهودهم لتهدئة الاشتباك الاميركي – الايراني. فقد أعلنت الرئاسة الفرنسية منذ ساعات، أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون أجرى مجدداً مباحثات هاتفية “مطوّلة” مع نظيره الإيراني، حسن روحاني، كرّر خلالها الدعوة لتهيئة “الظروف” من أجل “نزع فتيل” التوتّر بين إيران والولايات المتّحدة. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنّ دور فرنسا هو بذل كل الجهود الممكنة لضمان موافقة جميع الأطراف المعنية على هدنة والدخول في مفاوضات”.
غير ان اللافت للانتباه في هذا الصدد، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، هو الاتصال الاماراتي – الايراني الذي سجل في الساعات الماضية. فقد عقد امس، للمرة الاولى منذ ست سنوات، اجتماع في طهران ضم قائد خفر السواحل الإماراتي العميد مصباح الأحبابي، على رأس وفد عسكري، مع مسؤولين عسكريين إيرانيين، اكد الاحبابي في اعقابه أن التنسيق المتواصل بين إيران والإمارات ضروري لضمان سلامة الملاحة في المنطقة، مشيرا الى ان العلاقات الجيدة بين البلدين ستمكّن من ضمان أمن مياه الخليج وبحر عمان.
وبحسب المصادر، لا يمكن ان يكون التواصل هذا حصل من دون تنسيق اماراتي – سعودي مسبق، خاصة وان ابوظبي تشكل “توأم” المملكة السياسي والاستراتيجي. واذا ما أثمر اللقاء، اتفاقات على التهدئة بين الرياض وطهران، لا سيما في المياه الاقليمية، فإنه ربما يؤسس لدور أوسع يمكن ان تلعبه الامارات، بين طهران والاميركيين، على صعيد الاتفاق النووي والحركة التجارية في مضيق هرمز ايضا.
وكان وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف أعلن اليوم ان بلاده مستعدة للحوار إذا كانت السعودية مستعدة أيضا بحسب ما نقلت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية. وقال ظريف “إذا كانت السعودية مستعدة للحوار، فإننا مستعدون دوما للحوار مع جيراننا. لم نغلق الباب قط أمام الحوار مع جيراننا ولن نغلق أبدا الباب أمام الحوار مع جيراننا”.