يطفئ الجيش شمعته الـ74 اليوم، ومعها يُضيء قلوب اللبنانيين، شيباً وشباباً، ثقة بمستقبل لبنان القادر أن يُلبّي طموحاتهم، ويُترجم مشاريعهم… لبنان الحاضن لكل أبنائه على إختلاف إنتماءاتهم السياسية، الحزبية، الدينية، الثقافية… شمعة عيده الـ74 ستُضيء أكثر من 74 مرة الأمل في عيون من غلبته الحسرة وأضنته العيشة المرّة وساورته الهجرة، ليقول «بوطني لح ابقى!».
1 آب من كل عام ليس عيد الجيش اللبناني فحسب انما عيد كل من يؤمن بلبنان السيد الحرّ المستقل. ومواكبة لهذه المحطة الوطنية، أطلقت قيادة الجيش حملة اعلانية ظللّت لبنان من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وعلى وسائل الإعلام كافة ومواقع التواصل الاجتماعي.
ترتكز الحملة الإعلانية على الشعار الرسمي للجيش اللبناني وهو «شرف تضحية وفاء». إذ يظهر في وسط الملصق الاعلاني شعار الجيش الذي يتألف من
سيفين متقاطعين يرمزان إلى قوى البر، جناحين يرمزان إلى قوى الجو، مرساة ترمز إلى قوى البحر، أرزة خضراء ترمز إلى تراث لبنان، غصني غار يرمزان إلى المجد والعزة، وعبارة «شرف – تضحية – وفاء» مدونة على شريط في أسفله. وفي محاذاة الشعار عبارات متعددة منها: «شرف تضحية إزدهار»، «شرف تضحية أمن»… وبحسب هذه الشعارات تتبدل خلفية الملصق الإعلاني بما يتناسب مع المضمون. ففي الحديث عن الامان يظهر والدان يسيران بأمان وهما يمسكان يد ابنهما. وفي الإشارة إلى الإزدهار، تظهر مجموعة من الشبان يجتمعون في مقهى وخلفهم تبدو الحركة مزدهرة.
في هذا السياق، يوضح مصدر عسكري في حديث لـ»الجمهورية»: «ترتكز الحملة على فكرة الأمان، كونه حجر الزاوية لبناء الاوطان وتأمين الاستقرار الذي يشجع الاستثمارات وبالتالي الازدهار، من هنا رأت قيادة الجيش أن الامن هو الاساس وهو العامود الفقري لأي نهوض».
أساس الفكرة
أما عن مصدر فكرة الحملة الإعلانية، فيقول: «تقوم مديرية التوجيه في المؤسسة العسكرية على مدار السنة بمواكبة المحطات والاحداث، ومع إقتراب الموعد لأي مناسبة نفكر بالرسالة التي نريد توجيهها، وغالباً ما تكون الرسالة مرآة لأفعالنا ولجهودنا التي ركّزنا عليها طوال العام، كتضحياتنا في سبيل توفير الامن، وعلى هذا الاساس صوّبنا تفكيرنا». وأضاف: «نؤمن أن الأمن يجلب السياحة، الازدهار، الانتعاش، ويعزز ثقة اللبنانيين بوطنهم، ويُعيد المغتربين…»، مشيراً إلى «انّ تنفيذ الفكرة استلزم أياماً من العمل الجماعي المتواصل إلى جانب الإشراف المباشر من قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي تابع أدق التفاصيل».
لا ينكر المصدر ان مختلف الاطراف في لبنان تتشبث بموقفها وتتلطى خلف رأيها، «ولكن رغم إختلاف الآراء يُجمع الكل على آداء الجيش ودوره في المحافظة على الامن والسلم الاهلي، وتكريس الاستقرار، والاهم من ذلك وجود الجيش على مسافة واحدة من كل الاطراف، لأنّ الجيش هو العامل الجامع الموحد»، مشيراً إلى «انّ لكل ذكرى عيد جيش نكهتها، ظروفها وبصمتها، وفي كل مرة تلامس الحملة الإعلانية قلوب اللبنانيين».