مرّ في تاريخ لبنان بعد استقلاله في 22 تشرين الثاني 1943، وانتقال الجيش اللبناني من السلطة الفرنسية الى سلطة الدولة اللبنانية في الأول من آب 1945 أربعة عشر قائداً للجيش، كان أولهم فؤاد شهاب ابن غزير – كسروان (19/03/1902) وهو القائد الذي كرّس نفسه لبناء وتركيز مؤسسة الجيش اللبناني، فنظّم وعزّز تدريجياً أسلحة المشاة والمدفعية والمدرعات والهندسة والاتصالات، ثم أنشأ سلاح الجو وسلاح البحرية وأجهزة عديدة. كما بنى ثكنات عسكرية جديدة انتشرت في مختلف أرجاء الوطن، ورفع مستوى التحصيل في المدرسة الحربية، وأرسل الضباط الشباب إلى الأكاديميات العسكرية الفرنسية والإنكليزية لزيادة خبراتهم وثقافتهم العسكرية، وقاد اللواء شهاب الجيش لمدة ثلاث عشرة سنة.
يُعيّن قائد الجيش من بين الضباط العامين، المجازين بالأركان الذين لم يسبق أن وضعوا في الاحتياط، بمرسوم يُتخذ في مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير الدفاع الوطني. ويحمل قائد الجيش رتبة عماد ويسمّى «العماد قائد الجيش» ويرتبط مباشرة بوزير الدفاع. ومن أبرز المهمات الموكلة إليه قيادة العمليات العسكرية ورفع مستوى الجيش القتالي، تنفيذ التطويع الاختياري والإجباري، تنظيم القطع والوحدات وتحديد مهامها وإدارتها، تنفيذ عمليات التأهّب والتعبئة عند إعلانها، وتحضير الخطط وأوامر القتال ووضع البرامج اللوجستية لها.
وفي ما يلي نستعرض لمحات عن قادة الجيش اللبناني من الأحدث إلى الأقدم:
جوزف عون
قائد الجيش الحالي، ابن سن الفيل – المتن (10/01/1964) يحمل اجازة في العلوم السياسية واجازة جامعية في العلوم العسكرية. بدأ مساره في الجيش اللبناني عام 1983، وشارك في دورات تدريبية مكثفة داخل لبنان وفي سوريا والولايات المتحدة الأميركية، ورُقي بشكل مضطرد حتى نال رتبة عميد ركن عام 2013. وفي 2017، رُقي إلى رتبة عماد، وعُيّن قائداً للجيش اللبناني.
من أهم الإنجازات الأمنية في عهده، تحرير الجرود الشرقية من الإرهابيين، وكشف مصير العسكريين المختطفين لدى التنظيمات الإرهابية. وإدارياً تفرّغ لمعالجة الشؤون الداخلية للمؤسسة، وفي مقدمها إعادة النظر بالهيكلية الداخلية للمؤسسة، تعزيز التدريب في الكليّات والمعاهد العسكرية، والتشدّد في اعتماد الكفاءة معيارًا وحيدًا في التعيينات والتشكيلات.
جان قهوجي
ابن عين إبل – بنت جبيل (23/09/1953)، يتقن الفرنسية والإنكليزية والإيطالية. تطوع في الجيش اللبناني بصفة تلميذ ضابط، وأُلحق في المدرسة الحربية اعتباراً من 1/10/1973، وتدرّج في الترقية لرتبة عماد، وعُيّن قائداً للجيش بتاريخ 29/8/2008.
من إنجازاته أنه أنهى حالة أحمد الأسير في صيدا، وجّه ضربات قاسية للإرهابيين في طرابلس، وفي عهده أيضاً سقطت أهم شبكات التجسس الإسرائيلي وشبكات الإرهابيين عبر التنسيق بين الجيش والقوى الأمنية، وخاض معركة الكرامة والسيادة ضد الجيش الإسرائيلي في العديسة، بعد أن قطع شجرة هناك، وأسفرت عن مقتل قائد كتيبة دبابات إسرائيلي برتبة مقدم.
ميشال سليمان
ابن عمشيت – جبيل (21/11/1948) تطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط وأُلحق في المدرسة الحربية في 4/10/1967، وصولاً لرتبة عماد وبالتالي قائداً للجيش في 21/12/1998.
من أهم محطاته: كشف ومهاجمة منظمات إرهابية متطرّفة في جرود الشمال، التصدّي للاعتداءات الإسرائيلية، الحفاظ على أمن المتظاهرين والمؤسسات العامة والخاصة وحرّية التعبير طيلة عام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. كشفَ عدة شبكات إرهاب وتجسس إسرائيلية، آخرها الشبكة التي كُشفت خلال عملية «مفاجأة الفجر» في 2006، ومهاجمة تنظيم فتح الإسلام في مخيم نهر البارد في أيار 2007 ردًا على عملية الغدر التي استهدفت مراكز العسكريين في محيط المخيم وبعض المناطق الأخرى، وانتُخب رئيساً للجمهورية في أيار 2008 لغاية 24 ايار 2014.
إميل لحود
ابن بلدة بعبدات – المتن (12/01/1936)، تطوّع في الجيش بصفة تلميذ ضابط وأُلحق في المدرسة الحربية اعتباراً من 1/10/1956، ورُقي لرتبة عماد في 28/11/1989.
انتُخب رئيسًا للجمهورية اللبنانية عام 1998 ومُدّد له لفترة رئاسية ثانية عام 2004، وانتهت ولايته الدستورية في 2007، وغادر قصر بعبدا من دون أن يسلّم السلطة إلى رئيس جديد بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بين الفرقاء اللبنانيين لانتخابه.
ميشال عون
ابن حارة حريك – بعبدا (30/09/1933) رئيس الجمهورية الحالي منذ 31 تشرين الأول 2016. تطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط وأُلحق في المدرسة الحربية في 1/10/1955، وتدرّج في الترقيات وصولاً لرتبة عماد في 23/6/1984.
كُلّف في نهاية سنوات الحرب رئاسة مجلس الوزراء من قِبل الرئيس أمين الجميل وبتشكيل حكومة عسكرية بعد تعذر انتخاب رئيس جمهورية جديد يخلفه، وكان في حينه قائدًا للجيش اللبناني، وقام الرئيس الجميل بتسليمه السلطة بعد أن شكّل الحكومة العسكرية التي أصبحت في مواجهة الحكومة المدنية التي يرأسها بالنيابة الرئيس سليم الحص.
وفي آب 1989 تمّ التوصل في السعودية إلى اتفاق الطائف، الذي كان بداية لإنهاء الحرب الأهلية، وتمّ إقصاء عون من قصر بعبدا في 13 تشرين الأول 1990 بعملية لبنانية – سورية مشتركة لرفضه اتفاق الطائف، الذي يقضي بانتشار الجيش السوري على الأراضي اللبنانية ولا يحدّد آلية لانسحابه من لبنان. وعاد في أيار 2005 من منفاه في فرنسا، وخاض بعدها الانتخابات النيابية ودخل البرلمان اللبناني بكتلة نيابية من 21 نائبًا.
إبراهيم طنوس
ابن القبيات – عكار (1929)، تطوّع في الجيش بصفة تلميذ ضابط وأُلحق في المدرسة الحربية في 16/10/1952، وصولاً لرتبة عماد في 8/12/1982.
كان قائداً سابقًا للقوات المسلحة اللبنانية، في كانون الاول 1982، أشرف على العمليات المشتركة مع القوة المتعددة الجنسيات التي كانت مسؤولة عن تدريب قوات الجيش اللبناني وإعادة النظام إلى بيروت، استقال طنوس من منصبه كقائد للقوات المسلحة في حزيران 1984 تنازلاً لفصائل المعارضة الحكومية التي كانت تدعو إلى إعادة هيكلة الجيش.
فيكتور خوري
ابن عمشيت – جبيل (1929) تطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط وأُلحق في المعهد العسكري في 9/10/1948، ورقي لرتبة عماد في 2/8/1978 واستمر على رأس قيادة الجيش حتى عام 1982، كما تولّى منصب وزير الدفاع الوطني من كانون الاول 1977 إلى 16 تموز 1979 في حكومة الرئيس سليم الحص في عهد الرئيس إلياس سركيس.
حنا سعيد
ابن القليعة – مرجعيون (1923)، تطوع في المدرسة الحربية في حمص كتلميذ ضابط اعتباراً من 1/12/1942، ورقي لرتبة عماد اعتباراً من 10/9/1975.
إسكندر غانم
ابن صغبين – البقاع الغربي (1911) ، تطوع في المدرسة الحربية في حمص كتلميذ ضابط اعتباراً من 10/9/1934، رُقي لرتبة عماد وقائداً للجيش في 25 حزيران 1971 ، عُيّن وزيراً للدفاع الوطني ووزيراً للموارد المائية والكهربائية بالفترة من 23 أيار 1975 حتى 1 تموز 1975 وذلك في حكومة الرئيس نور الدين الرفاعي في عهد الرئيس سليمان فرنجية. وهو والد النائب الراحل روبير غانم.
جان نجيم
ابن كفرتيه – كسروان (1915)، تطوع في المدرسة الحربية في حمص بصفة تلميذ ضابط في 10/9/1933، ورقي لرتبة عماد في 7/1/1970، في العام 1970 قضى في تحطم مروحية عسكرية من نوع «بل 205» كانت متوجهة إلى اهدن في شمال لبنان، وتبيّن لاحقاً بحسب بيان للجيش أنّها تعرّضت لحادث جوي أدّى إلى تحطّمها في البقاع ما نتج منه استشهاد طاقم الطائرة المؤلف من الملازم الطيار هادي صدقة، الملازم الطيار البير مسلم، المؤهل نزار عبيد والمعاون ريمون عزيز، وجميعهم كانوا من القوات الجوية.
إميل بستاني
ابن جونيه – كسروان (1909)، تطوع في المدرسة الحربية في دمشق برتبة رقيب تلميذ ضابط في 14/9/1931، ورقي لرتبة عماد في 11/7/1967.
عادل شهاب
ابن الحدث – بعبدا (1903) تطوع برتبة تلميذ مترجم في الفيلق الثاني للمشاة السوري وأُلحق في المدرسة الحربية في دمشق في 4/1/1923 ، ورقي لرتبة لواء في 15/6/1959 .
توفيق سالم
ابن صور (1904)، تطوع في الجحفل المشترك السوري الثاني في 8/10/1923 وأُلحق بالمدرسة الحربية في دمشق بصفة تلميذ ضابط في 15/10/1923 ورقي لرتبة لواء في 1/2/1959 ليكون ثاني قائد للجيش اللبناني بعد فؤاد شهاب.