Site icon IMLebanon

ما جديد الازمة الليبية؟

لا تزال ليبيا تدور في دوّامة ازمة مستعرة منذ سقوط نظام الرئيس معمّر القذافي في العام 2011

وتحوّلت بنتيجتها الى مسرح للتدخل الخارجي ومرتع للمجموعات الإرهابية، على رأسها تنظيم “داعش”، ناهيك عن اتّخاذ المهاجرين ومهربي البشر من ليبيا نقطة انطلاقٍ للهجرة غير الشرعية باتجاه سواحل جنوب اوروبا.

وتشهد الدولة الأفريقية الشمالية انقساماً سياسياً حاداً تُرجم بالخلاف بين القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج حول إدارة الحكم ومفهوم الصلاحيات لمناصب اساسية في الدولة وجرّ معه إنقساما ًدولياً بين داعم ومعارض لخليفة والسراج.

ومنذ نشوء الازمة دخلت دول عدة على خط الوساطة منها ايطاليا، فرنسا ومصر من اجل تقريب وجهات النظر بين المتخاصمين ولانقاذ بلد تعمّه فوضى سياسية وامنية منذ سنوات. وللغاية عيّنت الامم المتحدة مبعوثاً خاصاً لمعالجة الازمة هو اللبناني غسان سلامة.

الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في ليبيا اسف “لان المجتمع الدولي ليس موحد الرؤية في كيفية حل الازمة الليبية”، مشيراً الى “وجوب اعادة ترميم البيت الدولي”، وموضحاً “ان ثمة دول غير راغبة في انخراط مجلس الامن في بعض الملفات ومنها الملف الليبي”.

واذ لفت سلامة الى “ان الدول الكبرى منقسمة بشأن القضية الليبية”، المح الى “ان تطوراً قد يستجد في ما يخص الحرب القائمة منذ اربعة اشهر في ليبيا بعدما طلب من المجلس الرئاسي الليبي  ابلاغه عن ان مطار المعيتيقة الدولي لا يستعمل لأغراض عسكرية وهو يستعد للكشف عليه بعدما تعرّض للقصف من قبل المشير خليفة حفتر الذي نفّذ انقلابا في ايار الماضي على الحكومة والتأكد من كَون المطار الذي يقع في مدينة تضم مليوني نسمة هو منشأة مدنية بالكامل، واذا ثبت ذلك فإنه سيعلن ان قصف المطار يرتقي الى جرائم الحرب”.

وسيصدر عن سلامة الذي التقى رئيس المجلس الرئاسي بيان يكشف فيه عن نتيجة الجولة التي سيقوم بها الى المطار.

واعلن سلامة انه التقى خليفة حفتر، مطالبا اياه بكشف مصير النائبة المختطفة في بنغازي سهام سرقيوة التي تبذل الامم المتحدة مساعي يومية لكشف مصيرها، وما يزال ينتظر الاجابات من حفتر الذي نفى ان تكون لديه معلومات بشأنها.

وتستضيف طرابلس لجنة خبراء خاصة تابعة لمجلس الامن وهي تحقق ميدانيا في شكل مفصّل وتصدر تقريرها في حادثة تاجوراء التي وقعت منذ اسابيع، حيث تعرّض مركز إيواء المهاجرين في منطقة سيدي السائح جنوب طرابلس لقصف قتل بنتيجته 44 لاجئاً ومهاجراً وإصابة ما يزيد عن 130 آخرين.

وفيما جدد سلامة دعوته الى الهدنة في ليبيا خلال عيد الاضحى لكي يتمكن المواطنون من ان يتنفسوا الصعداء وان يتفقدوا منازلهم وقد تكون مقدمة لاجتماع دولي لتحديد وقف اطلاق النار وحوار ليبي حول المواضيع السياسية، اكد ان اجتماع بعض النواب الليبيين خارج ليبيا (استضافت مصر منذ ايام مجموعة نواّب ليبيين في اطار وساطتها لحلّ الازمة) حق مشروع لأي نائب، الا ان الامم المتحدة تعارض اي تقسيم لمؤسسات الدولة الليبية بما فيها المجلس القضائي ولا البرلمان ولا المجلس الرئاسي”، معتبراً “ان حكومة الوفاق  ما تزال تحظى باعتراف مجلس الامن الدولي”.