تقرير كمال قبيسي في “العربية”:
في شباط 2017 وضعه “مكتب مراقبة الأصول الأجنبية” أو OFAC التابع لوزارة الخزانة الأميركية، ضمن لائحة المتاجرين الدوليين بالمخدرات. أما أمس الأربعاء، فقامت “مصلحة الهجرة والجمارك الأميركية” المعروفة بأحرف ICE اختصارا، بوضع الوزير والحاكم السابق لإحدى ولايات فنزويلا، وهو السوري الأب واللبناني الأم طارق العيسمي، ضمن لائحة بأكثر 10 مطلوبين للاعتقال، ونشرت ملصقا تقليديا أطلعت عليه “العربية.نت” في موقعها ومواقع التواصل ووسائل الاعلام المحلية، مرفقا ببيان، شرحت فيه موجبات وحيثيات وضعه ضمن العشرة المبشّرين بجحيم المطاردة الأميركي.
في البيان ذكرت عن طارق زيدان العيسمي مدّاح، المعروف في فنزويلا التي أبصر فيها النور قبل 45 سنة، بعلاقته بإيران وحماس وحزب الله، بأنه قام بتمرير شحنات مخدرات من فنزويلا ، عبر سيطرته على الطائرات التي كانت تقلع من إحدى القواعد الجوية بفنزويلا، وكان يشرف أو يمتلك جزئيا شحنات مخدرات بأكثر من 1000 كيلوغرام لتهريبها في مناسبات عدة، أهمها ما كان يتوجه إلى المكسيك والولايات المتحدة” مضيفة أنها فتحت ملف العيسمي “كواحد من أكثر المطلوبين تهريبا للمخدرات في الولايات المتحدة”، وفق تعبيرها عن العيسمي الذي سبق ونشرت عنه “العربية.نت” تقريراً، ذكرت فيه أنه كان حاكما بين 2012 إلى 2017 لولاية Aragua المطلة بوسط الشمال الفنزويلي على بحر الكاريبي، ثم عيّنه الرئيس نيكولاس مادورو نائبا في كانون الثاني 2017 لعام واحد.
طارق العيسمي، المتزوج من فنزويلية والدتها سورية الأصل ودرزية المذهب أيضا، من عائلة عامر، هو أب لابنين، طارق أليخاندرو وسباستيان، من زوجته ريادا رودي عامر، البادية معه في صورة أعلاه، وهو ثاني 5 أبناء لأبيه السوري الأصل زيدان الأمين العيسمي، المعروف في فنزويلا بأنه كان “موالياً لصدام حسين” وبأنه هاجر من محافظة السويداء، وبالذات من “جبل حوران” المعروف أيضا باسم “جبل الدروز” في الجنوب السوري. أما والدته، فلبنانية الأصل من عائلة مدّاح، وهي كزوجها من طائفة الموحدين الدروز، المشكلين النسبة الأكبر من 200 ألف مغترب ومتحدر لبناني وسوري في فنزويلا البالغ سكانها 32 مليونا.
وكان العيسمي نشط في الماضي كقيادي طلابي خلال مرحلة دراسته في جامعة Los Andes الفنزويلية، حيث تخرج في الحقوق، بحسب ما طالعت “العربية.نت” بسيرته، وبعدها اشتغل كمحام متخصص بالجنائيات، ثم انضم في 1999 إلى “الحزب الاشتراكي الموحد” الحاكم الآن، وتقدم فيه إلى أن أصبح واحدا من قادته الكبار. كما سبق أن كان نائبا، ومن بعدها من 2008 إلى 2012 وزيرا للداخلية والعدل زمن حكم الرئيس الراحل في 2013 بالسرطان، هوغو تشافيس، والذي زار سوريا في 2009 ومنطقة “جبل الدروز” بالذات، وفيها أشاد بزعيم “الثورة السورية الكبرى” سلطان باشا الأطرش.
وكان الدكتاتور الفنزويلي نيكولاس مادورو، دافع قبل أسبوعين عن العيسمي، وقال إن الحكومة الأميركية “تمضي وقتها في مهاجمة وزير الصناعة لأنه ابن زوجين عربيين وينتمي إلى عائلة جزء منها في سوريا وجزء منها في لبنان (..) يريدون ربطه بحزب الله. أعرف طارق وأعرفه بشكل جيد جدا. لم يتصل يوما بأي شخص من حزب الله”، وفقا لما نقلت عنه الوكالات.