IMLebanon

عبدالله: يريدون ضرب الطائف ويصرون على العودة إلى ما قبله

أكد عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله أننا “نعتبر أن الطائف أرسى توازنا للسلطات في لبنان حتى ولو كان موقتا. فنحن كنا مع كمال جنبلاط والحركة الوطنية اللبنانية نحلم بدولة مدنية غير مقسمة على هذا الاساس.”

وقال: “يريدون ضرب الطائف ويصرون على العودة إلى ما قبل الطائف تحت اي شعار وبأي حجة ومن خلال اي ثغرة وبأي مناسبة يمارسون عكس الطائف، وفي كل فترة يهددون ويشيعون ويعممون استقالة دولة الرئيس او استقالة الحكومة وغيرها. لذا، نقول إن هذه السياسة لم ولن تجدي نفعا”.

وجاء كلامه خلال احتفال تكريم المتقاعدين في الجيش من أبناء بلدة دلهون، بدعوة من منظمة الشباب التقدمي – مكتب اقليم الخروب – خلية دلهون لمناسبة عيد الجيش.

ولفت إلى أن “عيد الجيش، عيد الوطن في هذه الظروف الإستثنائية يفرض علينا، ليس فقط أن نكرم من تقاعد او ما زال يعطي من وقته وعرقه ودمه، على الجبهات الخارجية والداخلية كافة، لكن للأسف طبعا نكرم شهداءنا، شهداء الجيش، وهذا الإقليم بكل قراه قدم امثولة متقدمة وطنية ترفع رأسنا جميعا في هذا المجال، ودلهون بالذات قدمت واحدا من أفضل شبابها هو الشهيد ملحم المعلم”.

وتابع: “الإنقسام كان انقساما طائفيا وأصبح اليوم انقساما طائفيا مذهبيا وضمن المذاهب مناطق وضمن المناطق قرى وضمن القرى عائلات. نحن نسعى في مرحلة ما إلى دولة مدنية تعطي الإنسان حقه وتسود المواطنة، وبكل فخر وليس فقط في دلهون بل في كل إقليم الخروب نحن المدرسة الوطنية الأولى في لبنان. فنحن بشبابنا وضباطنا وعسكرنا وموظفينا في كل الفئات، نعطي امثولة واضحة للانتماء الوطني المترفع عن كل الصغائر، لنظافة الكف وللسمعة الطيبة وللكفاية وللعطاء، لذلك نحن نريد المواطنة أكثر من غيرنا، ونحن أكثر من غيرنا نريد المساواة والعدالة. فليبعد هؤلاء المبشرون الجدد نظرياتهم عن الوطن وليرأفوا بأوضاعنا الإقتصادية ليجنبونا قدر المستطاع إعادة درس هذه المسائل ونقاشها، لأنها ستؤخرنا إلى أكثر ما يتصورون، ونحن ما زلنا في عين العاصفة، فقد تناسى هؤلاء أن على حدودنا حربا كونية وعلى حدودنا الأخرى عدو مغتصب، يتربص بنا وبثرواتنا وبمجتمعنا وبوحدتنا الوطنية، فهذا الترف السياسي الذي يمارسونه أتمنى أن يقف عند وعي هذه المرحلة واستيعابها، لأننا في لبنان ما زلنا الحلقة الأضعف في ظل هذا الصراع الإقليمي الدولي المحيط بنا، وعلينا بالحد الأدنى أن نحصن هذا البلد لكي نستمر”.

وأضاف: “نستذكر الشهداء والمتقاعدين ومن هم في الخدمة ونعتذر منهم مسبقا، لأن هناك من ارتأى ومن خطط ومن اعتبر انه في غفلة من الزمن يمكننا، أن نمد ايدينا إلى جيوب هؤلاء، لذا أقول وافاخر إننا كلقاء ديموقراطي”، وبتوجيهات من رئيس الحزب وليد جنبلاط وبمتابعة يومية من رئيس “اللقاء” النائب تيمور جنبلاط، لم نستطع رفع الأذى الكامل عن المتقاعدين، ولكننا رفعنا الجزء الأكبر، لان ما كان مطروحا هو أكثر بكثير مما بقي، لذلك بدأت كلامي بالإعتذار لأننا لم نستطع إلغاء كل تلك المواد التي كانت موجهة للنيل من المتقاعدين ليس فقط العسكريين والأمنيين بل أيضا المدنيين، وتقديماتهم الصحية والإجتماعية، ولكن كل هذا لا يمنعنا من أن نقف دائما إلى جانب من نمثل، ونحن في الحزب التقدمي الإشتراكي كنا وسنبقى نمثل الفئة الكبرى من الناس، فئة الفقراء والمتقاعدين والأجراء والمياومين والموظفين وكل الطبقات الوسطى والمحدودي الدخل، في وجه شراهة هذه الليبرالية المتوحشة، التي دائما تطل علينا من باب الإقتصاد والحرص على النقد الوطني ومن باب الحرص على التوازن. وكل هذا قد يكون صحيحا، فنحن في أزمة وفي وضع لا نحسد عليه اقتصاديا وماليا، ولكن هؤلاء يشخصون معنا بشكل صحيح، ولكن يأتون إلينا بحلول يجنبون أنفسهم منها ومن المساهمة فيها. وهنا ايضا حاولنا ان تلحظ السياسة الضريبية، ولو بحد قليل هؤلاء كي يساهموا في الإقتصاد الوطني وفي سد العجز، وأعتقد أن رفع النسبة كانت موجهة إلى هذا الأمر. الموازنة بفضل العناية الإلهية وصلتنا هذا الشهر وقد وقعها فخامة رئيس الجمهورية، ولو أنه تأخر يوما واحدا لكنا خسرنا شهرا إضافيا من عمر الموازنة”.

وتابع: “أصر البعض بإعتراضاتهم على أن الموازنة لن توقع، معترضين على حفظ حق أولئك الناجحين في مجلس الخدمة المدنية والوظائف، هذا البند الذي تحول الى مادة نقاشية موسعة غير بريئة، وأقولها في الإقليم وفي دلهون، هذا النقاش ليس بريئا أنه يستهدف كل إنسان وكل شاب وشابة تؤمن بالوطن وبالكفاية بالإمتحان. يريدون إلغاء هذه الفرصة المتاحة للناس لإثبات جدارتهم وكفايتهم، ويصرون على امرارها عبر البوابات الطائفية والمذهبية والتي هي مرضنا الأساسي، نحن لن نهادن بهذا الموضوع وأعتقد إننا لسنا وحدنا، فنحن نتشارك هذا الرأي وهذا الموقف مع رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يقف معنا اليوم وقفة شجاعة في وجه كل محاولات التطويق والنيل من القيادات الوطنية والأدوار السيادية الوطنية. نحن نقدر أيضا موقف الرئيس نبيه بري الذي يحاول قدر المستطاع، وبمبادرة تلو المبادرة، أن يعالج مسألة البساتين أو قبرشمون، والتي كانت نتيجة التعديات الخطابية الشعوائية للبعض فكانت ردة الفعل والتي يصرون على استغلالها لأغراض سياسية، وهنا ايضا لن نسمح بذلك”.

وقال: “في غمرة هذه الأحداث والتداعيات، نحتفل بعيد الجيش وكلنا أمل أن يبقى هذا الجيش عماد الوطن هو والقوى الأمنية كافة، الذين يشكلون إحدى الدعائم الأساسية لبقاء هذا البلد موحدا، لأن ما نعيشه اليوم من تفكك على الأصعدة كافة يجعلنا نقلق ليس فقط على واقعنا وإنما أيضا على مستقبلنا ومستقبل أولادنا”.

وختم: “فليعلم القاصي والداني أن وليد جنبلاط والحزب الاشتراكي سيبقيان واقفين وقفة العنفوان والكرامة، نترفع عن الصغائر لأجل الوطن، ونطلب من الجميع ان يمدوا اليد في هذا الاتجاه وأن نحمي هذا البلد وأن نعطي فرصة ولو صغيرة لهذه الحكومة ورئيسها. أتمنى أن يبقى هذا الجيش مؤتمنا على هذا البلد، وأن تكون قيادته مؤتمنة وهي تمارس هذا الدور بكل كفاية، وهذا يلزمنا التنويه بذلك سواء لناحية منع الفتن الداخلية أو في مهمة حماية الحدود، لذلك ستبقى هذه المؤسسة محمية بدعم كل اللبنانيين وبحرص كل القوى السياسية على استمرارها ورفدها ليس فقط بالتجهيز، ولكن قد يكون هناك تسرع في وقف التوظيف سواء في المؤسسات العسكرية أو المدنية، لأننا بذلك سنقطع أي فرصة عمل لجيل منتشر في كل لبنان”.