أكد وزير الدفاع الياس بو صعب أننا “لسنا من يعرقل اجتماع الحكومة وعملها فمن يفعل ذلك معروف. وعند وقوع أي جريمة في مكان ما، يجب أن يتحرك القضاء وهذا ما قاله رئيس الجمهورية. على القضاء أن يتحرك وتأخذ الأمور الأمنية مجراها ثم ننتقل إلى الحل السياسي. إذا، فإن تعطيل الحكومة هو خطأ ومن يخاف أن تجتمع لا يجب أن يرد في الإعلام. نحن ندرك صلاحيات رئيس الحكومة ونحترمها ولا نتعدى على صلاحيات أحد، لكن لا نقبل بأن يتطاول أحد على صلاحيات الرئيس الذي أثبت عبر السنوات أنه محافظ على الدستور ومصالح اللبنانيين”.
وأضاف، خلال افتتاحه ساحة الجيش في بلدة كفرعقا مقابل كاتدرائية القيامة على الطريق العام: “سمعت كلاما اليوم لوسيلة إعلامية كأنه كان موجها إلى الرئيس ميشال عون، بعد أن طالب أكثر من مرة بضرورة اجتماع الحكومة واعتبر أن الوضع الحكومي غير مقبول. إذا، عندما يطالب الرئيس بأن تجتمع الحكومة فهذا حقه في الدستور ومن ضمن صلاحياته وحرصه على المواطنين وحسن سير الوضع العام”.
وأشار إلى أن “الجيش يضحي كل يوم بدمه وحياته لبقاء الوطن وأقول لمن يتناسى تضحيات الجيش من أجل خلافات في السياسة، إن الجيش يجب أن يكون خارج أي نقاش، فهو وطني لا طائفي ويدافع عن كل لبنان واللبنانيين”.
وذكر بأننا “تحدثنا من حدود لبنان الجنوبية وقلنا إننا نطمح ليصبح الجيش الحامي الوحيد للدولة وفي وجه أي عدو اسرائيلي أو تكفيري وأن يكون السلاح في يده وألا يعود لدينا أعداء طامحة إلى أن تسرق مياهنا وغازنا ونفطنا وتتعدى على شعبنا وتهجره من الجنوب وغيره، لكن هذا الموضوع يتطلب حوارا بين اللبنانيين لتحديد استراتيجية الدفاع الوطني التي يجب أن نقرها للدفاع عن لبنان وهذا القرار يكون بالتفاهم مع المقاومة التي قدمت أيضا دما لحماية لبنان”، متابعا: “إن الجيش هو ضمانة لبنان وكل اللبنانيين، طالما أننا مقتنعون جميعا بأن ازدهار اقتصاده والحفاظ على سلمه وازدهاره يكون بقوة الجيش”.
ولفت إلى أن “البعض شكك بقدرة الجيش على حماية الحدود وأنه لا يؤدي واجباته كاملة ولا يعرف بالمعابر غير الشرعية”، وقال: “عندما تحدثت عن الجهد الذي يبذله اقتنع البعض. أما البعض الآخر فبقي مشككا بقدراته. ولذا، أقول إن الجيش منتشر على الحدود اللبنانية من الشمال إلى الجنوب والشرق وفي مناطق للمرة الأولى تدخلها الدولة اللبنانية منذ الاستقلال. كما أنه منتشر على ارتفاعات لا تقل عن 2000 و2400 صيفا وشتاء في مناطق معزولة. هذا هو الجيش الذي تحتفلون اليوم بكل فخر بوضع هذا النصب التذكاري له في بلدتكم لتعبروا عن محبتكم وشكركم له”.
وأردق: “هذا الجيش الذي يحمي الحدود عينه على الإرهابيين والخلايا النائمة والتهريب، وهو في سنة 2019 ألقى القبض على 446 مهربا، وسلمهم إلى الأجهزة الأخرى لمحاكمتهم. ومن لا يعرف يجب أن يدرك أن هذه الحدود تضم قرى لبنانية وسورية متداخلة. وفي ظل غياب التقسيم الواضح للحدود، يصعب القول إننا نريد أن نضع حاجزا إسمنتيا بين البلدين. ولذلك، يجب ألا نظلم الجيش الذي يحمي الحدود من التهريب وله مهمات في الداخل فضلا عن عمليات مكافحة الارهاب. وهنا، لا يسعني إلا أن أوجه تحية إلى كل القوى الأمنية التي تساعد الجيش وتعمل مع بعضها في عهد رئيس الجمهورية القوي العماد ميشال عون”.
من جهته، أشار عطاالله إلى أن “الجيش يعطي الأولوية للمصلحة الوطنية على أي التزام آخر وهذا يشبه الكورة التي يلتزم أهلها بالدولة قبل كل شي”، وقال: “إن التزام أهل الكورة بالدولة ليس بالكلام فقط بل هو حقيقي لأن أهلها يدفعون مستحقاتهم إلى الدولة. ولهذا السبب يشبه أهلها الجيش”.
وأضاف: “إن افتتاح هذه الساحة هو رسالة إلى الجميع بأننا نعتمد على الجيش لأجل ضمانة وحدتنا وأنه المؤسسة الوحيدة التي تدافع عن كل لبنان وتحميه، فكل الأجهزة الأمنية تستعين به لمساعدتها في مهامها ومن واجبنا أن نكون مثله ونلتف حوله لنحميه وندعمه”.
وختم متوجها إلى الجيش بالقول: “نحن معك وحدك وليس لدينا خيار غيرك ومؤسسات الدولة، فهذا العيد هو عيد كبير يجمعنا جميعا”.
وحضر الافتتاح وزير العدل ألبيرت سرحان، النائبان جورج عطاالله وسليم سعادة، ممثل قائد الجيش العماد جوزيف عون العقيد الركن عبدالله ميري، أمين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم، رئيس اتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم، رئيس البلدية الياس ساسين، كاهن الرعية إميليانوس يوسف، إضافة إلى رؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية ورؤساء بلديات وومخاتير وحشد من أهل البلدة.