تابع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مشاوراته لمعالجة تداعيات أحداث قبر شمون، وتلقى اتصالا في هذا الشأن من رئيس الجمهورية ميشال عون الذي طالب بعقد جلسة لمجلس الوزراء في أسرع وقت. كما كان على تواصل مع الرئيس نبيه بري وقيادات تعمل على خط رأب الصدع في الجبل وإيجاد مخارج سياسية للمشكلة .
وفي السياق، أكد مصدر حكومي مطلع لـ”مستقبل ويب” أن “الحريري يدرك صلاحياته تماما وهو يتحملها على أكمل وجه وقد سبق له أن وجه رسائل مباشرة وغير مباشرة لكل المعنييين بوجوب انعقاد مجلس الوزراء وفك الاشتباك بين العمل الحكومي ومصالح المواطنين وبين الخلاف المحتدم في الجبل والذي يتطلب حلولا سياسية وأمنية وقضائية واقعية على خطوط الاتصال بين مختلف القيادات، غير أن إصرار البعض على ربط مصير العمل الحكومي بمشكلة الجبل والكلام التصعيدي المستمر منذ أسابيع والعراقيل التي اعترضت مبادرات اللواء عباس إبراهيم، أمور تدفع الحريري إلى التزام حدود المصلحة الوطنية إدراكا منه للمخاطر التي ستترتب على أي خطوة ناقصة في هذه المرحلة الدقيقة “.
وأضاف المصدر: “إن الحريري معني بالمحافظة على صفة الوفاق الوطني للحكومة وعدم تعريض مجلس الوزراء لأي انقسام عمودي في ظل أية اقتراحات يمكن أن تؤدي لهذا الانقسام لكنه معني أيضا بمنع اللجوء إلى أي خطوة تؤدي لتدهور الأوضاع في الجبل” .
وختم المصدر: “يتطلع الحريري لتحريك الجهود السياسية لتحقيق المصالحة وتوفير مقتضيات الأمان السياسي لانعقاد مجلس الوزراء في أسرع وقت ممكن، وهو لن يتأخر لحظة واحدة عن هذه الدعوة، والتي باتت ملحة، فور التوصل إلى تحقيق إنجاز ملموس نحو المصالحة”.