أشار وزير الدفاع الياس بو صعب الى أننا “تعلمنا من رئيس الجمهورية ميشال عون ألا نتدخل بالمؤسسات. ونحن نؤمن بالقضاء والدولة لا بالتدخلات ولكننا لن نسمح لأحد أن يتدخل. الفريق الذي يوجه أصابع الإتهام مسبقا لكي يؤثر على القضاة ومعنوياتهم وكل ما يقال لن يؤثر في معنويات القضاء ولن يؤثر على حكم القضاء.”
بوصعب، وفي إحتفال بمناسبة عيد الجيش في ساحة الجيش في جديدة الهرهرية القطين كسروان، قال: “هذا الفريق نفسه يرفض المحكمة العسكرية. هناك قضاء سيأخذ مجراه ونوجه تحية لفرع المعلومات على التحقيق الذي وثق الوقائع واذا كانت الوقائع تزعج البعض فلن نقوم بتسوية. دوري أن أحمي القضاة الذين تعرضوا للتهديد ولا شيء اليوم يخيفهم لأننا اليوم في دولة قوية وعهد قوي”.
وتابع: “إننا في عهد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لن نرى إلا دولة القانون والقضاء سيكمل ويأخذ مجراه من تدخل من أحد والأهم أن لا ندع أحد يلعب بمسار القضاء”.
وأكد أن “مهمات الجيش اللبناني كثيرة وهي الدفاع عن حدود الوطن وحفظ الامن ومحاربة الإرهاب والتكفير”. وقال: “كلكم تعرفون أن الجيش يتولى اليوم مهام حفظ الأمن في الداخل كما على الحدود والدفاع عن الارض اللبنانية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها وهذه المهام كبيرة ولا يعرفها إلا من يقوم بها فعليا. الجيش اللبناني عنصر أمان وثقة كما الأجهزة الأمنية الأخرى التي تساعد في حفظ الأمن ولأول مرة نرى أن الامن في الداخل وبشكل عام كله يعمل كفريق واحد لأن هناك قائدا أعلى للقوات المسلحة مؤمنا بالجيش وبكل القوى الأمنية وهو القائد الأعلى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية الرئيس العماد ميشال عون الذي أقسم على حماية الدستور ونحن اليوم بأمس الحاجة ليكون عندنا رئيس مثل فخامة الرئيس قوي بتصميمه على الحفاظ على الدستور وتطبيق القوانين والعدالة، قوي لأنه مؤمن بالجيش وبحمايته”.
أضاف: “إن الجيش اللبناني الذي نكرمه اليوم، جزء كبير منه منتشر على الحدود الشمالية والشرقية والجنوبية ونعمل على أن يكون إنتشار الجيش أوسع حتى في البحر من أجل حماية المنطقة الاقتصادية والمنطقة التي فيها غاز ونفط والتي نعول عليها. الجيش المنتشر على تلال تعلو أكثر من 2300 متر عن سطح البحر ولأول مرة منذ الإستقلال في هذه المناطق وأستحدث 74 موقعا لحماية الحدود من الإرهابيين والتكفريين الذين كانوا يتسللون منها. ولكن أيضا حماية إقتصادية ومنع التهريب عبر المعابر غير الشرعية. يجب أن تبقوا الصوت الصارخ حماية للمؤسسة العسكرية والوقوف إلى جانبها بكل مطالبها من تسليح وحقوق ومعاشات وموازنة”.
وتناول بو صعب موضوع المعابر غير الشرعية ورد على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع نافيا أنه يحاول “وضع الجيش في الواجهة”، قائلا: “الجيش لا يتحمل أي مسؤولية في هذه القصة”.
أضاف: “هنا أريد أن أشكر الدكتور جعجع على ألا نحمل الجيش اللبناني أي مسؤولية لأننا جميعا نعرف محبة جعجع للجيش. ويضيف جعجع أن المسألة تحتاج إلى قرار سياسي مكتوب ويعلن بشكل رسمي يطلب من الجيش اللبناني إقفال المعابر غير الشرعية. ويكمل الدكتور جعجع بكلامه: أن الجيش سينفذ المهمة في اليوم الثاني وستجدون أن المعابر أقفلت جميعها… كلام أوافقه عليه ولكن لو لم يبدأه بجملة أخطأ بها ويكمل الدكتور جعجع كلامه بالقول للأسف وزير الدفاع يأخذ الأمور باتجاه مغاير ويتحدث عن كيفية إنتقاد الجيش لعدم إقفاله المعابر غير الشرعية وهنا يقول نحن لا ننتقد الجيش وهذا الأمر يشكل نقطة توافق بيننا وبينه. من هنا وبكل محبة وإنفتاح، أريد أن أوجه كلمة للدكتور جعجع: هناك عدة محطات نتكلم فيها عن القرارات التي إتخذناها لإقفال المعابر غير الشرعية، أولا بقرار من المجلس الأعلى للدفاع يوم الإثنين 15 نيسان 2019 طلب المجلس الأعلى للدفاع بعد درس مسألة تهريب الأشخاص والبضائع عبر الحدود البرية من الوزارات المختصة إتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة وصدر بيان رسمي من قصر بعبدا على ضوء هذا الإجتماع. ثانيا قرار مجلس الوزراء رقم 3 محضر رقم 29 تاريخ 24 /5/2019 الموضوع التشدد في ضبط الحدود البرية ومنع عمليات التهريب وبعد الإطلاع والمداولة قرر المجلس الطلب من الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية كافة التشدد في ضبط الحدود البرية ومنع عمليات التهريب إضافة إلى الإيعاز إلى إدارة الجمارك إتخاذ أقسى العقوبات والإجراءات بحق المهربين وصولا إلى مصادرة الآليات المستعملة للتهريب بحسب الأصول”.
وتابع: “وهنا أسأل الدكتور جعجع: إذا لم يخبرك وزراؤك أن هذا القرار متخذ، أنا اليوم أقول لك أن هذا القرار إتخذناه في مجلس الوزراء وأبلغناه في وزارة الدفاع لقيادة الجيش والمجلس الأعلى للدفاع. عقدت إجتماعات عديدة مع قيادة الجيش ووضعت خطة واضحة جدا لإقفال المعابر غير الشرعية وعلى ضوئها توجهت إلى لندن كي أتابع مع الجهات المانحة بريطانيا وألمانيا. وأنا أقول أن هناك من يزود الدكتور جعجع بمعلومات خاطئة لأنهم قالوا وقتها أننا رفضنا هبات من ألمانيا وبريطانيا. وأنا سألت الحكومات البريطانية والألمانية واللبنانية ولم يكونوا على إطلاع أننا رفضنا الهبات لا بل قبلنا الهبات ونفذنا 74 موقعا على الحدود. حصلت هذه اللقاءات لدرس إستكمال الخطة وزيارتان إلى الحدود للإطلاع على الوضع الميداني في 30/4/2019 وفي 8/6/2019. بعدها إستقبلت الفريق البريطاني المشرف على مساعدة الجيش بتاريخ 7/5/2019 ولكن الأهم لأن وزراء القوات كان يفترض بهم أن يضعوا الدكتور جعجع بقرار مجلس الوزراء وإذا لم يوافقوا عليه وكان من المفترض أن نسمع وجهة نظرهم لأننا وإياهم نتشارك في المحافظة على الحدود وإتخاذ القرارات في مجلس الوزراء ونحن وإياهم وافقنا على هذا القرار، الأهم أن الموضوع تمت مناقشته من قبل رئيس لجنة الإدارة والعدل عندما طلب مني الحضور إلى المجلس النيابي وهو نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان في 24 تموز 2019 توجهت إلى المجلس النيابي وكان معي ممثل عن المخابرات وممثل عن العمليات المعنيان مباشرة. ”
النائب عازار، من جهته، قال: “نلتقي في مناسبة عيد الجيش لافتتاح ساحة باسمه لنؤكد مرة جديدة على تمسكنا بالمؤسسة العسكرية وعلى أن كل ساحات لبنان هي ساحات وفاء للجيش اللبناني، فساحة الجيش في الجديدة هرهريا القطين هي صرخة كسروانية فتوحية عالية أن عقلنا وقلبنا وضميرنا لا يقدرون إلا أن يكونوا سلاحا بخدمة جيشنا الوطني ودعما دائما له في السلم والمعارك، لأن الجيش وحده يحفظ وحدتنا وكرامتنا ويحقق إنتصاراتنا ويكتب بطولاتنا. يحمي بلدنا ويضمن مستقبلنا خاصة إذا كان إلى جانبه شعب عظيم ورئيس قوي ولد من رحم المؤسسة العسكرية ووحدها وقواها لكي تكون على ما هي عليه اليوم”.
أما بو صعب فقال: “شكرا لكسروان الفتوح ولبلدية الجديدة هرهريا القطين ولكل الحضور لأنهم أتاحوا لنا هذه الفرصة والشرف أن نفتتح ساحة باسم الجيش اللبناني فقط وفاء لتضحياتهم وجهدهم وتقديرا منكم وتعبيرا عن محبتكم للمؤسسة العسكرية بكل فخر نفتتح اليوم هذه الساحة ونضع مدفعا قديما للجيش اللبناني في ساحة البلدة وربما استشهد أو أصيب من استخدمه ولكن هذه هي المؤسسة العسكرية وهذا المدفع هو أمانة عندكم لتبقى دائما بيوتكم وقلوبكم مفتوحة للجيش الذي نحترمه ونحبه جميعا وهو مؤسسة جامعة وكل اللبنانيين يلتفون حولها”.