Site icon IMLebanon

من سيارات إلى صالات متنقّلة على عجلات

كتب شادي عواد في “الجمهورية”:

يحظى مفهوم السيارات مستقلة القيادة أو ذاتية التحكم، بأهمية كبيرة عند الشركات، وترى فيه وسيلة لتغيير الطريقة التي نتفاعل فيها مع إستخدام السيارات.

تسعى الشركات المصنعة للسيارات إلى إظهار كيف أنّ السيارة في المستقبل ستتحول إلى مكان للعيش. وفي هذا الصدد تعمل هذه الشركات على إطلاق سيارات إختبارية مستقبلية مجهّزة بالكثير من تقنيات القيادة الذاتية والإتصالات لكي لا يشعر ركابها بالملل. وهذه التقنيات تحوّل السيارة إلى صالة متنقلة فخمة على عجلات، تحتوي على جميع وسائل الراحة والرفاهية الموجودة في المنازل.

هندسة تفاعليّة

تركّز الشركات المصنّعة للسيارات على التقنيات الإلكترونية كتجهيزات رئيسة في السيارة. فهذه السيارات يأتي غالبها بإمتداد مستمر لألواح الزجاج على كافة أطرافها، ما يوفر رؤية ممتازة من كافة الجوانب، في حين يستعمل هذا الزجاج أيضاً للتفاعل بين السيارة والركاب، ولعرض المعلومات من داخل المقصورة. كذلك، وفي خطوة أكثر تقدماً، يتم العمل الآن على تقنيات يمكنها عرض المعلومات من خلال صور مجسّمة ثلاثية الأبعاد داخل المساحة الداخلية.

نوعان من القيادة

كون السيارات المستقبلية ذاتية القيادة، سوف يتم تجهيزها بنظام شامل لأجهزة الإستشعار مثبتة في كل مكان من السيارة بالاضافة الى كاميرات تعمل على رصد كل شيء حول السيارة بزاوية 360 درجة. وبفضل هذه الأنظمة، ستتمكن السيارة من التنقل بإستقلالية تامة من مكان إلى آخر بسلاسة وأمان دون الحاجة إلى تدخل من السائق. أي أن السيارة ستشبه بمفهومنا الحالي سيارات الأجرة، لكن بدون سائق. وفيما تعمل شركات على الإستغناء تماماً عن السائق في سياراتها المستقبلية، تعمل أخرى على توفير ميزة القيادة الذاتية والقيادة البشرية في وقت واحد. وفي هذا السياق ظهرت بعض السيارات الذاتية القيادة المجهزة بمقود ودواسات تسارع وفرملة، جميعها مخفية عن النظر. وإذا أراد السائق أن يقود السيارة بنفسه، فليس عليه سوى استدعاء مكوّنات القيادة التي تكون في حال إنتظار مخفية، لتصبح جاهزة للإستعمال وتظهر خلال ثوان قليلة.

أنظمة الدفع

تعتمد السيارات المستقبلية على نظام دفع مؤلف من مكوّنات هجينة تجمع بين بطارية ليثيوم أيون وخلايا وقود الهيدروجين وعدد من المحركات الكهربائية. وهنا لا بد من الإشارة أنّ المشكلة الرئيسة للسيارات المستقبلية كانت عدم قدرتها على قطع مسافات كبيرة معتمدة على البطاريات. لكن مع تطور البطاريات، أصبحت السيارات المستقبلية التي يتم الكشف عنها حالياً قادرة على قطع مسافات طويلة تصل إلى 300 كيلومتر. وهذا الرقم يرتفع إلى أكثر من 500 كيلومتر في بعض السيارات، أو عند الإستخدام الكامل لمخزون الهيدروجين لمدّ البطاريات بالطاقة.