Site icon IMLebanon

هل يوضع “التران” على سكّة العمل مجدداً؟

كتب أسامة القادري في صحيفة “نداء الوطن”:

أن تبدي القيادة السياسية بمختلف مكوناتها، اهتماماً بإعادة تشغيل سكة الحديد لهو مدعاة تفاؤل للبنانيين بإمكانية ربط مناطقهم بشريان “حديدي”، يساهم في انعاش الإقتصاد ويدب الحياة في بلداتهم وقراهم. وحسب المعلومات فإن المشروع يطرح بجدية وان رئيس مجلس النواب نبيه بري وعدداً من النواب يشجعون على شق نفق بين بيروت والبقاع.

امس الاول كانت لافتة رعاية رئيس الجمهورية ميشال عون ممثلاً بالنائب ميشال ضاهر الذكرى الرابعة والعشرين بعد المئة لانطلاق خط قطار بيروت الشام، بالتعاون مع مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك وبلدية رياق حوش حالا، وجمعية Train Train، وبالاشتراك مع نادي روتاري شتوره – بقاع غايت في محطة قطار رياق. وتزامن الإحتفال مع دعوة بري لمناقشة موضوع قطار بيروت البقاع والنفق المزمع إنشاؤه، إنطلاقاً من قناطر زبيدة في محيط العاصمة بيروت، وصولاً إلى البقاع الأوسط.

لمحة تاريخية

تعد محطة رياق من اكبر المحطات في العالم، تبلغ مساحتها 170 الف متر مربع، وتتألف من 57 مبنى على اختلاف انواعها، من معمل لتصنيع عربات القطارات الى معمل لتصنيع قطع الغيار وغيرها، حيث كانت تجرى عملية صيانة القطارات للدول كافة المتصلة بالشبكة. قدمت المحطة اكثر من 400 فرصة عمل، فكيف ستكون الحال لو أعيد تشغيلها، وكم فرصة عمل تؤمن للبنانيين؟

ويتوقف رئيس جمعية “تران تران” كارلوس نفاع عند مجموع الدراسات التي أعدت لهذه الغاية ومنها “دراسات شركة سوفريراي في شباط 1994 الى خط طرابلس حمص سنة 2002. الذي تنتظر سككه الجديدة في مرفأ طرابلس منذ سنة 2004، الى دراسة ايجيس ريل سنة 2012 التي تؤكد إمكانية إعادة العمل على خط بيروت – طبرجا، ودراسة سنة 2016 بهبة من بنك الاستثمار الأوروبي لخط بيروت طرابلس والتي تؤكد امكانية نجاحه”، غير ان كل هذه الدراسات وضعت “في ادراج النسيان”.

وفي اتصال مع “نداء الوطن” قال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية وائل ياسين أن “لا مناص للبنان للخروج من النفق الاقتصادي المظلم، إلا العمل بالتوازي على مشروع تطوير ميناء بيروت وربطه بسكك حديد عبر نفق قناطر زبيدة – شتورا وانشاء ميناء جاف في منطقة البقاع بالإضافة الى سوق للبضائع الصينية واللبنانية شبيه بدراغون ماركت دبي، وانشاء محطة للنقل في زحلة تربط البقاع ببيروت لنقل الأفراد عبر light maglev وايضاً ترميم وتشغيل محطة رياق لسكك الحديد وربطها بدمشق عبر سرغايا، بالإضافة الى انشاء منطقة صناعية مشتركة صينية – لبنانية – أوروبية عبر برنامج شراكات بين مستثمرين لبنانيين وأجانب. وانشاء محطة تجارة إلكترونية شبيهه بـ “علي بابا إكسبرس” ومحطة بريد ونقل بضائع حديثة”.

دور الشركات الصينية

وأشار الى ان “الشركات الصينية ذات الخبرة العالية والكافية والكلفة الأقل، لديها اهتمام كبير بتنفيذ هذا النفق وأن للصين خبرات مهمة في هذا المجال اذ نفذت العديد من المشاريع عالمياً، وكان آخرها مشروع نفق وسكة حديد تربط عاصمة استونيا وفنلندا، وقد تم توقيع الاتفاقيات مع مجموعة الصين الدولية لسكك الحديد (China Railway International Group CRIG) في شهر تموز الماضي”. وحث ياسين الشركات الصينية على العمل في لبنان في المجالات كافة ولفت الى وجود مساع مع الجانب الصيني لتأمين القروض اللازمة من عدة بنوك صينية وصناديق استثمارية بهدف إعادة ربط المناطق اللبنانية بشبكة سكك حديد تعيد للبنان دوره الريادي والاقتصادي في المنطقة.