كتب أسامة القادري في صحيفة “نداء الوطن”:
أثارت دعوة عضو “تكتل لبنان القوي” النائب ميشال ضاهر، وزير الصناعة وائل أبو فاعور يوم الجمعة الفائت، لتفقّد “مجموعة ضاهر فودز” الصناعية التي يملكها النائب الزحلي، حالة من البلبلة داخل “تكتل لبنان القوي”، في ظل الاشتباك السياسي الحاصل بين “المختارة” و”ميرنا الشالوحي”، وقبل أن ترسو الأوضاع المتشنجة على برّ عودة الحكومة الى عملها.
وقد ظهرت صورة “سلبية” بلونيها الأبيض والأسود، تهدف الى “الحرتقة” على النائب ضاهر الذي اتهمه أحد أعضاء التكتل أنّه “يقفز فوق تعليمات وزير الخارجية جبران باسيل ويفتح الباب على مصراعيه للعلاقة مع وزير الصناعة، الذي هو أحد أبرز وأشرس وزراء الاشتراكيين، من خلال تكريمه واغراقه بعبارات المديح”.
إلا أنّ رشق الحجارة بوجه ضاهر من “أهل بيته” لم يكن في محله، لأنّ أبرز المشاركين في الحفل الذي أقيم على شرف أبو فاعور في وادي العرائش، هو النائب سليم عون الذي جلس إلى يسار ضاهر ويمين ابو فاعور، فضلاً عن أنّ ضاهر نفسه كلّف تمثيل رئيس الجمهورية في الذكرى الـ124 لإنطلاق قطار بيروت دمشق، في محطة رياق يوم الأحد، ما ترك انطباعاً أن تصرف ضاهر ومواقفه تأتي ضمن الإطار المسموح فيه، اذا لم نقل، المطلوب من العهد. ويرى متابع أنّ دعوة ضاهر لوزير الصناعة قد تهدف بشكل أو بآخر إلى فتح كوة في جدار الجليد بين العهد و”الاشتراكي”، مرجحاً أن تكون تمهيداً لخلق جو من الوساطة بين الطرفين، ما أزعج أحد “الودائع” السورية في “تكتل لبنان القوي”، ودفعه للاصطياد في الماء العكر.
وأشارت مصادر عونية إلى أن ضاهر حليف لـ”التيار”، وليس حزبياً وغير ملزم بما يصدر عن الحزب، لأنه أتى بأصواته وبجمهوره، وبالتالي له هامش التمايز عن “تكتل لبنان القوي”، بمواقفه السياسية والاقتصادية، وكان آخرها خلال جلسات مناقشة الموازنة حين امتنع عن التصويت مع الموازنة، لا بل استبق الخطوة من خلال دق ناقوس الإنهيار الاقتصادي، وذلك على عكس ما يحاول باسيل تعميمه حول سلامة الوضع المالي.
وتابعت المصادر أن الإشكالية ليست في النائب ضاهر بقدر ما هي نتيجة انقسام “التيار” على نفسه.
وكشف متابعون عن أن أحد الوزراء الزحليين يحاول لعب دور المحرّض بين باسيل وضاهر، لإحراج الأخير وإخراجه من دائرة التحالف مع “التيار”، مشيرين إلى أن “الحرتقة لحسابات إنتخابية مستقبلية، لها علاقة مباشرة بأحد المقعدين الكاثوليكيين، حيث دأب الوزير المذكور والذي يُعد “وديعة سورية” في كتلة باسيل، على الطلب من الجانب السوري فرضه وزيراً على عون، ولا يخفي في مجالسه أن عينه على المقعد الكاثوليكي الذي يستطيع أن يجعل منه زعيماً زحلياً على حد تعبيره”.
وتؤكد مصادر مقرّبة من ضاهر لـ”نداء الوطن” أنّ “امتعاض الوزير بدأ منذ تكليف الأول تمثيل رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري، في مأتم اللواء إدوار منصور في رأس بعلبك منذ نحو شهر”.
ولفت مصدر قيادي سابق في “الوطني الحر” الى أن حسابات حقل الوزير لا توافق بيدر “عونيي” زحلة لجهة القدرة التجييرية في عاصمة البقاع وقرى القضاء على توزيع الأصوات. وتابع: “لا يمكن للتيار أن يضحي بمقعد ماروني قادر على تأمينه، والمقصود به النائب سليم عون الثابت على اللائحة، وبالتالي لا يمكن لـ”التيار” ضمّ مرشح آخر، وتحديداً كاثوليكي لا يكون قيمة مضافة في أصواته للائحة البرتقالية ولا يشكل منافسة جدية لحزب “القوات اللبنانية”، و “الكتلة الشعبية” و “الكتائب” وغيرهم من القوى.