دشن قائد الجيش العماد جوزيف عون طريق “شهداء الإرهاب”، التي تصل بلدة القاع بالمراكز العسكرية الحدودية في جرود القاع، والتي تساعد أبناء البلدة في الوصول إلى أراضيهم واستثمارها. كما افتتح “ساحة الجيش” في البلدة، والتي تضم مدفعا قديما، بحضور فاعليات دينية واجتماعية وأهالي المنطقة.
وبعد الوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء، ألقى العماد عون كلمة قال فيها: “نجتمع اليوم، على هذه الأرض المقدسة بدماء الشهداء، شهداء الإرهاب من أبناء بلدة القاع الحبيبة، الذين واجهوا ببطولة مخططا إرهابيا أراد بوطننا شرا، فكانوا له بالمرصاد. ثلاثة أعوام مرت على تلك الحادثة الأليمة، لكنها باقية في ذاكرتنا، وفي سجلات البطولة التي يسطرها أبناء وطننا إلى جانب جيشنا في الدفاع عن لبنان مهما عظمت التضحيات. نستذكر اليوم معاناة أبناء هذه البلدة، كما البلدات الحدودية المجاورة، من ظلم إرهاب احتل أرضنا سنوات عدة، بغية تحويلها إمارة له، لكن إرادة أبناء بلدة القاع كانت أقوى من مخططاته، فتصدوا له باللحم الحي، إلى جانب جنود جيشنا الذين حاصروهم، وحدوا من قدراتهم الإرهابية في التمدد مجددا إلى أرضنا، حتى تمكنوا من القضاء عليهم في معركة “فجر الجرود” التي وضعت حدا لوجودهم العسكري ولمخططاتهم في السيطرة على وطننا. ورغم ذلك، لا نزال متيقظين من أي محاولة لزعزعة أمننا واستقرارنا، طالما أن محيطنا لا يزال يواجه التحديات، وطالما أن حدودنا لا تزال بحاجة إلى تحصين”.
وأضاف: “لا شك في أن الجيش، الذي وصل للمرة الأولى في تاريخ لبنان إلى الحدود اللبنانية – السورية، يسعى منذ قضائه على الإرهاب في الجرود إلى ضبط الحدود، وذلك رغم إمكاناته المحدودة. لقد أنشأنا أربعة أفواج حدودية، وبنينا أربعة وسبعين مركزا لضبط الحدود، وعززنا قدرات الوحدات المنتشرة في هذه المنطقة تجهيزا وتدريبا، بمساعدة عدد من الدول الصديقة، حتى بتنا نتحكم بنحو ثمانين بالمئة من الحدود. وما يحول دون قدرتنا على ضبط الباقي، فهو مسألة عدم ترسيم الحدود، والطبيعة الجغرافية المتداخلة، والتي يتطلب تحصينها أعدادا مضاعفة من العسكريين. وفي ظل المهمات الأمنية العديدة الموكلة للجيش، ومنها حفظ الأمن في الداخل والذي يتطلب جهوزية دائمة، فضلا عن إقفال باب التطويع في المؤسسة العسكرية، وخفض موازنة الجيش، وما ينتج منها من صعوبات لوجستية، تصبح هذه المهمة معقدة. لكن المؤسسة العسكرية، وإن طالها هذا الإجحاف، فهي ملتزمة الدفاع عن شرف لبنان، والتضحية من أجله، والوفاء له ولأبنائه، فتسعى بإمكاناتها المحدودة، إلى القيام بواجبها مهما كانت التضحيات”.
وتوجّه إلى أبناء القاع بالقول: “كنا معكم، وإلى جانبكم في مواجهة الإرهاب، وقدمنا الشهداء سويا وكنتم شركاءنا في الانتصار على الإرهاب. وها نحن اليوم معكم، لندشن سويا “ساحة الجيش” في البلدة. كونوا على ثقة بأن جيشكم كان وسيبقى صمام الأمان، وحامي أرضكم وكرامتكم. وكان وسيبقى وفيا لدماء شهدائه وشهداء الوطن. نعمل على تعزيز وجودنا العسكري هنا، لحمايتكم وحماية باقي أبناء هذه المنطقة العزيزة على قلوبنا جميعا، والتي دفعت أثمانا باهظة نتيجة موقعها الجغرافي. إن مراكزنا منتشرة في محيط بلداتكم وفي داخلها، فاطمئنوا، وعيشوا بأمان”.
وختم: “على بعد أمتار من هذه الساحة، “ساحة الجيش”، بنينا “طريق شهداء الإرهاب”. نعم، فهؤلاء الشهداء بنوا بدمائهم طريق النصر، ليبزغ الفجر على الجرود، فجر لبنان. هي ليست طريقا عسكرية تصل مراكزنا بعضها ببعض فقط، لا بل هي لأجلكم، لأجل أرضكم المحررة من الإرهاب، فازرعوها حبا ووفاء، تشبثوا بها. ليس لكم ملجأ سواها، فلأجلها بذلتم وبذلنا الدماء. لقد أولت قيادة الجيش منذ زمن أهمية خاصة لبلدة القاع، التي رفدت الجيش بخيرة أبنائها. وإذ نشكر أبناء البلدة على وقوفهم الدائم إلى جانب مؤسستهم العسكرية، ندعوهم إلى الانضمام إليها ليكملوا مسيرة آبائهم الذين سبقوهم إلى خدمة الوطن”.