أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى أننا “في وادي قنوبين نستلهم المسيرة الطويلة التي بدأت مع البطريرك الياس الحويك عام 1920 إلى ذروة مسيرة طويلة، التي إنطلقت مع يوحنا مارون، ولكن من هذا الوادي، الذي عاش ودفن فيه 17 بطريركا على مدى 400 سنة. في هذا الوادي ناضل الشعب وعلى رأسهم البطريرك بذراعيه المدني والكنسي المطارنة الذين كانوا يعيشون معهن حاملا المسيرة الطويلة وناضل في سبيلها على الرغم من كل الصعوبات في زمن المماليك كما حصل في زمن العثمانيين”.
كلام الراعي جاء خلال استقباله قبل ظهر الثلثاء، في الديمان، مجلس نقابة محرري الصحافة برئاسة النقيب جوزف القصيفي الذي استهل اللقاء بكلمة جاء فيها: “تحملون مجد لبنان وإرثه، مقتفين خطى الذين قيل فيهم: “عصيهم من خشب، أما هم فمن ذهب”، وتلتزمون بشارة الإنجيل وإنجيل البشارة، وتسلكون سبيل الحق الذي تعرفون، وبه تحررون وتتحررون.
وتابع: “على خطى الحويك سار عريضه الذي باع صليبه لإطعام الجياع في الحرب العالمية الأولى، والمعوشي الذي كان مع الشراع لا مع الريح، وخريش المتبصر، الحكيم، الذي لا يخشى الجهر بآرائه، ولو اشتدت عليه الصعاب، وصفير الماسي الفم الذي قال ما قال، ومضى يده على المحراث، يقوده إيمان يزلزل الجبال من مواضعها، ولسان حاله: مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها.”
وسأل: “ماذا تبقى من دولة لبنان الكبير في دولة لبنان-الطائف؟ هل سلم اللبنانيون أن وطنهم الذي تعاهدوا على الولاء له ، وطنا نهائيا، تحول الى دولة الطوائف؟ هل خلو لبنان من القوى الخارجية، ساعد على إنطلاق دولة المؤسسات، ولماذا عجز المسؤولون، عن تجاوز الهواجس المتبادلة، والخروج من ثقافة التوجس والحذر؟”
ورد البطريرك الراعي، قائلا: “أشكرك عزيزتا الأستاذ جوزف نقيب المحررين على وصفك للبطاركة كل بحسب شخصيته. أهلا بك وأعضاء مجلس النقابة الأحبة. بفرح كبير استقبلكم اليوم وبمعان عميقة كثيرا في الديمان الذي يحمل أبعاده التاريخية الكبيرة. ولا بد لي أن أشكر الأستاذ جوزف على كلمته الغنية التي تتضمن كل شيء. وأنطلق من كلمته لأقول أن هذا المكان (الديمان) يوحي لنا نحن الذين نستعد للمئوية الأولى لأعلان دولة لبنان.”