شنّ رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية جبران باسيل هجوماً عنيفاً على رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، متهماً اياه بالكذب والافتراء وترويج الشائعات، وذلك خلال احتفال “التيار” بذكرى 7 آب ووضع حجر الاساس للمقر العام لـ”التيار” في الضبية.
وقال باسيل: “أتعهد ان لا أمس أي يوم بالمصالحة المسيحية – المسيحية، لذلك تحملت الظلم والكذب اعتقادا مني أنني أحميها، وتبين انني أسيء إليها، وأعتقد انه لا زال ممكنا انقاذ اتفاق معراب، والاتفاق غير المصالحة التي حصلت في الرابية. لن نعود مهما حصل للاقتتال الداخلي، أما اتفاق معراب اتفاق سياسي طالب به سيمر جعجع كبدل سياسي مقابل تأييد العماد ميشال عون للرئاسة، وتم تعميم جو أننا أخلينا بالاتفاق، والحقيقة ان جوهر الاتفاق أن نكون معا بدعم الرئيس، وأن نتفاهم على التعيينات والانتخابات، وأراد “سمير” أن يأخذ التعيينات والحكومة، واكتشف ان ربحه بالمعارضة والشعبية هو باتهامنا بالفساد، وبدأ يشن الحملات الكاذبة علينا. وبدل أن يكون معنا كما هو الاتفاق، ذهب ليعرقل الحلول بحجة الفساد، وبات عمله محاربة الرئيس ورئيس الحكومة، وصولا إلى دعم علني لاختطاف رئيسها”.
واضاف: “نبهته بأن هذا السلوك سيؤدي إلى إيقاف الاتفاق بيننا، إنما هو اختار الاستمرار بسياسة الكذب وترويج الشائعات بدل الحفاظ على الاتفاق، وبات استسهال الافتراء من دون ملف، وعلى “سمير” ان يوقف الكذب والافتراء علينا. وأقول اليوم ان سياسة السكوت وتحمل الظلم انتهت، وأنا أعطي فرصة أخيرة للعودة إلى روحية الاتفاق وتطبيقه، واليوم هي الفرصة وغدا نعود إلى الاتفاق إذا أوقفوا الافتراء علينا”.
واشار باسيل الى ان “القاتل بالكلمة والشائعة هو أبشع من القاتل بالسلاح، بقيت ساكتا لكن إلى متى. متى طرحوا مشروعا ولم نقف معهم؟ لا تقفوا معنا بمشاريع انقاذ البلد واستعادة الحقوق ولا الشراكة بالجبل، على الاقل لا تقفوا ضدنا من أجل حسابات لا تستأهل”.
واضاف: “نبني بيتنا من تبرعات الناس. ستسمعون الكثير من الانتقادات ممن لديهم قصورا بنوها من أموال الخارج. ويبقى شرفنا بالتيار أننا لا نمد يدنا على جيوب الناس ولا على أموال الدولة، ولا نمد يدنا إلى الخارج لنبيع القضية. بنوا قلاعهم من الخوات ومن تمويل الخارج ويعيبون علينا فقرنا، ويتم وصفنا بالفاسدين”.
واردف رئيس “التيار”: “نتعرض لنفس 7 آب السياسي بعد 17 عاماً. 7 آب نتيجة ما سمي مصالحة الجبل، وتم اعتقالنا جماعيا مع تلفيق التهم، اليوم مازلنا وحدنا نعمل، لأننا نريد المصالحة العميقة لا السطحية. العودة بدأناها سياسيا وأتينا بنوابنا. عودة المهجرين أردنا انهاءها من خلال وضع خطة تهدف لاقفال الوزارة، المصالحة العميقة عبرنا عنها بقداس دير القمر وظهر لاحقا الرفض لنفس كميل شمعون في الجبل”.
واضاف: “أهلنا في الجبل لهم الحق بالانماء الحقيقي من دون أي تمييز. ردة فعلنا عدم الوقوع في الكمين والشرك السياسي، ولن نسمح بمشكل درزي – مسيحي في الجبل، ونعمل بثبات من أجل الشراكة ولا تراجع مهما كذبوا. قطع الطريق والاعتداء حصل على وزراء ونواب يزورون مناطقهم وناسهم، الوقائع واضحة ولن يستطيع ان يتهرب منها أي قضاء عسكري أو عدلي أو جنائي”.
وتابع: “لن نستأذن أحدا لندخل إلى بيوتنا في الجبل، ولن نسمح بالاقطاعيات السياسية والجيش من واجبه أن يحمينا. تعاطينا ما قبل الحادثة هو مفهوم الدولة مقابل اللادولة. ترون اليوم منطق المليشيا مقابل منطق الدولة، الميليشيا مرتبطة بالخارج، أما نحن فدولة القانون التي نريدها محصنة ضد الخروقات من الخارج، وسنبقى عابرين للطوائف ونعمل من أجل المصالحة العميقة بالنفوس مهما عرقلوها”.
وقال باسيل: “اعتبرنا ان كل اللبنانيين خرجوا من منطق العد الديمغرافي، ويبدو ان البعض يريد العودة إليه. الطائفي هو الذي يضرب التوازن الوطني. نريد ان نعرف من هو يهوذا الاسخريوطي، ونريد ان نعرف اذا كان العيش المشترك كذبة أو حقيقة. لن نقبل بحصار أو بالغاء أو حتى باحباط أي مكون، نتيجة خسارة طرف في المنطقة أو ربح طرف آخر، نحن لا نربح على بعضنا بل نبرح لبعضنا وللبنان. حلمنا ببناء التيار القوي ولبنان القوي لم يتغير وأنتم الاساس الذي نريد ان نبني التيار عليه”.
وختم قائلاً: “انتقلنا من حجز الحرية في 7 آب الـ2001 إلى حجز الوطن والحكومة في 2019، لن نخاف من اغتيالنا المعنوي وسننتصر وتنتصر معنا الحقيقة مهما طال حبل كذبهم. سننتصر وتعود الحكومة إلى العمل. لا يريدونها ان تنتج وان يحكم الرئيس، نحن لدنيا نقطة ضعف هي حرصنا على البلد وخوفنا في هذه المرحلة على اقتصاده ووضعه الصعب، لذلك لم نضع شروطا. وأطمئنكم اننا سننقذ هذا البلد وسننقذ اقتصاده لكن ليس على حساب الوجود والحقوق”.