كل شيء معلّق الى ما بعد عيد الأضحى الا اذا حُلّت تلك معجزة كما حلّت عند تأليف حكومة الى العمل. في الحقيقة لم تولد مساعي الحل في قضية قبرشمون ميتة، لأنه في مكان ما لاح في الافق حل ما لم يلبث ان اصطدم برفض احد اطراف القضية، وازاء ذلك دخل الوضع العام في الجمود او المجهول لا بل بدأ البعض يتخوّف من انهيار حكومي وعودة الى ما حصل في العام 2007 .
وربما تكون الترجيحات جائزة او لا، انما ما يجري اليوم من ازمة سياسية ليست مجرّد زوبعة في فنجان، بدليل ان الكل في مكان ما يشارك فيها .
وتقول مصادر سياسية مطلعة عبر وكالة “اخبار اليوم” ان طرح استقالة الحكومة التي لم تبدأ العمل بعد يؤشر الى دخول البلد في نفق مظلم فضلا عن ضربها للتسوية الرئاسية، مشيرة الى ان خيار تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته لم يُطرح حتى ولا يرغب به احد حتى من الخصوم او الأصدقاء المتخاصمين معه .
وترى هذه المصادر ان من بدأ يروّج لهذه المسألة يتضح له عاجلا ام آجلا ان التقدير كان على خطأ لسبب يتصل بتخوّف من قيام استشارات نيابية تؤدي بالنتيجة الى تكليف شخصية غير الرئيس الحريري.
وتفيد المصادر ان ما توحيه الأجواء لا يصبّ الا في خانة الإبقاء على حكومة متعثرة افضل من الدخول في ازمة تشكيل حكومة جديدة تجرّ الى اشكالات اخرى لأنه قد تكون من الصعوبة بمكان تأليف حكومة وطنية . ومعلوم ان ما اعترى تأليف الحكومة الحالية لم يكن مطمئنا للدخول في تجربة، فكيف اذا كانت شخصية رئيس الحكومة ليست الرئيس الحريري.
وتقول المصادر نفسها ان موضوع عقد جلسة لمجلس الوزراء كان متّفقا عليه بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة في لقائهما الأخير، ولم يأتِ الاعتراض الا من بعض الأطراف تحت حجّة عدم طرح موضوع احالة حادثة قبرشمون على التصويت والخشية من انقسام المجلس، مؤكدة بالتالي ان ما من خلاف بين الرئيسين عون والحريري وانهما متفاهمان ومتمسكان بـ “التسوية الرئاسية”.
وتشدد على ان مفتاح الحل في هذه المسألة لا يكون باستقالة الحكومة حتى وان فكر به البعض بشكل جدي، مشيرة الى انه قد يخرج طرح في وقت ما وبشكل مفاجئ…. انما لا بد من “ذلك الانتظار المعهود” .