وقعت ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية” في سفارة دولة الامارات العربية المتحدة مع جمعية برباره نصار، إتفاقية لتنفيذ دورات علاج بالفنون لمرضى السرطان.
وللمناسبة، افتتح السكرتير الأول في السفارة السيد فهد الكعبي الدورات في مقر الجمعية في الأشرفية، في حضور رئيسها هاني نصار وأعضاء مجلس الأمناء: الأميرة حياة أرسلان، الدكتور فادي نصر والدكتور طلال مقدسي ومشاركة عدد من المدربين والمتطوعين والمرضى وعائلاتهم.
وهذه الدورات التي سبق وتم توقيع اتفاقية دعم وتعاون في شأنها، تأتي إستكمالا لمبادرات “عام التسامح” التي تهدف إلى زرع الأمل في نفوس المرضى والمصابين، بهبة مقدمة من مؤسسة “خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية” وبإشراف “ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية”.
وبعد قص الشريط، كانت كلمة لرئيس الجمعية، قال فيها: “انطلقت جمعية بربارة نصَار لدعم مرضى السرطان ماديا من خلال المساهمة بدفع فروقات الضمان والوزراة وتأمين الادوية، ومعنويا عبر الوقوف الى جانب المريض وأهله في المحنة التي يعيش فيها”.
أضاف: “بعد 5 سنوات تعلمنا الكثير، عشنا أدق التفاصيل واليوم نعيش مع كثيرٍ من المرضى لنقول أن المرض ليس عيبا ويجب ان نسميه بإسمه كي ننتصر عليه ونكمل حياتنا بقدر الامكان بشكل طبيعي”.
ولفت إلى أن “الأبحاث والتجارب التي قمنا بها أكدت أهمية الفنون والموسيقى التي لها دور فعال بالعلاج ومن هنا قررنا أخذ زمام المبادرة لدعوة كل مريض وأهله للانضمام الينا في مثل هذه الجلسات”.
وتوجه بالشكر إلى “دولة الإمارات وسفيرها في لبنان الدكتور حمد سعيد الشامسي على الدعم المتواصل والمساهمة في تحقيق هذا المشروع، كما حيا جهود المدربين والمتطوعين الذين سيكون لهم دور طوال مدة الدورة التي تستغرق 3 أشهر ولاسيما جمعية pink steps التي ستعطي قيمة مضافة للمشروع”.
وختم نصار بالحديث عن اهمية هذه النشاطات والدورات خاصة أنها تستكمل ما قامت به الجمعية في شهر شباط لمناسبة اليوم العالمي لمرض السرطان، حيث “أقمنا معرضا توعويا حول الامراض السرطانية وقد تعاونا مع عدة جمعيات وجامعات ومستشفيات واطباء الامراض السرطانية وتعلمنا أن الشخص الذي يتخطى المرض يكون لديه القدرة على بث روح الايجابية”. وبعدها تم عرض فيلم قصير عن cancer awareness village.
ثم كانت كلمة للدكتور مقدسي الذي رحب بدولة الامارات وسفارتها ونشاطاتها المستمرة قائلا: “نجتمع اليوم لأمر نبيل وهو الوقوف الانسان إلى جانب أخيه الآخر، وان المساعدة التي يمكن ان نقدمها ولو ضمن قدراتنا تهدف لبث حب الحياة ومساعدة الانسان كي يناضل من اجل المحافظة على حياته والانتصار على المرض، خاصة انه بات يتفشى بشكل مريع”.
أما الكعبي فأشار إلى أن “التعاون أساس النجاح وهذا ما عهدناه بجمعية “بربارة نصار” التي رفعت شعار الإنسانية، شعار تبنته الإمارات منذ أيام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، الذي كان المستثمر الأول في الإنسانِ والمحارب الشغوف عن حقوقه وأحلامه وما بدأه الوالد المؤسس من أعمال خير بارقة جابت مختلف أنحاء العالم تبنته قيادتنا الحكيمة”.
ولفت إلى أن “زرع بذور الأمل هو معجزة في حد ذاتها والانسان هو الركيزة الاساسية لبناء المجتمعات وتقدمها وتطورها، ووجودكم اليوم جميعا يكرس رسالة من هذه الرسائل بأن تخطي الاوجاع ممكن وإن رحلة الشفاء تحتاج إلى بلسمة مؤمنين ومسعفين خيرين نذروا حياتهم للواجب الاخلاقي والمهني والانساني، من أجل الانتصار على المرض بالفنون التي تشكل غذاء روحيا ونفسيا مهما”.
تابع: “لقد إرتأينا هذا العام رفع شعار “عام التسامح” وتكريسه واقعا ملموسا لأننا نؤمن بأن يد العطاء تبني وأن التسامح هو لصالح البشرية جمعاء على اختلافها وتنوعها. وهذا ما نسعى إليه عبر النشاطات والمشاريع التي ندعمها على مدار العامِ من خلال “ملحقية الشؤون الانسانية والتنموية”، وقد نجحنا – بفضل الله – بتحقيق نقلة نوعية وترك أثر طيب في النفوس وهذه هي رسالة دولتنا التي باتت لها أيادٍ بيضاء في أكثر من 120 دولة حول العالم، من بينها 48 دولة من الدول الأقل نموا”.
وختم الكعبي: “إن جوهر المساعدات الخارجية الإماراتية يكمن في تعزيز فرص الدول المستفيدة للتغلب على الفقر، وتحسين الأوضاع المعيشية نحو الاستقرار والسلام، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. والأهم من ذلك كله خلق جسر عبور بين مختلف الشعوب والحضارات”.
وبدورها، أشادت الأميرة حياة أرسلان بدور الإمارات قائلة:” قلة قليلة من اللبنانيين لا يعلمون خير الامارات ومساعيها الانسانية وجمعيتنا استفادت من اهتمام الدولة التي بفضلها استطاعنا تحقيق مشاريع مهمة”.
وبعدها تم تقديم درع الجمعية إلى الكعبي عربون شكر على تبني الامارات المشاريع الانسانية والخيرية، ثم شرح المدربون تفاصيل عن الدورة وتحدث المرضى عن رحلتهم مع هذا المرض ودور جمعية “بربارة نصّار”.
والدورة تشمل 50 مصاباً من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين لاسيما أولئك الذين يعانون من حالة إجتماعية وإقتصادية صعبة جراء الأوضاع الراهنة، وستنفذ بمعدل ستة ساعات اسبوعيا عبر إقامة ورش تشمل الفنون التشكيلية المتنوعة مثل الرسم والتلوين، الأشغال اليدوية والحرفية كما بعض الفنون الموسيقية وذلك باعتبار أن أوضاع المرضى وعائلاتهم النفسية بحاجة إلى هذا النوع من الفنون الجميلة التي تساعدهم على تخطي الصعاب والتمسك بالأمل كسبيل وحيد للتغلب على المرض والآثار الناجمة عنه”.