رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “ان الدولة اللبنانية تعيش انشطارا سياسيا مميتا حول تنفيذ اتفاق الطائف نصا وروحا”، وامل في “ان تعقد لقاءات مصارحة ومصالحة كالتي حصلت في قصر بعبدا تعم جميع الأفرقاء السياسيين، فيحققون فعليا الوحدة الوطنية، ويثبتون للعالم أن لبنان هو حقا مكان حوار الأديان والثقافات والحضارات”.
وشكر الله على “تجاوز الاختبار الأخير الذي عشناه بمرارة في حادثة قبرشمون والتي عطلت عمل الحكومة لمدة ثلاثة وأربعين يوما، ووترت الأجواء السياسية، وباعدت بين القلوب، وأثرت سلبا على الوضع الإقتصادي والمالي”، وتوجه بالتهنئة للبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بحلول عيد الاضحى المبارك.
وقال الراعي خلال قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان: “رجال السياسة يضعون مصلحتهم الشخصية فوق كل اعتبار. هنا تكمن منابع النزاعات والخلافات والانقسامات والعداوات. لكننا لا نريد هنا أن ندين أحدا. فهذا ليس من شأننا. لكننا ندعو إلى الخروج من الذات كما يردد قداسة البابا فرنسيس، والقيام بالخطوة الأولى نحو الآخر، والسير معا نحو فرح الحقيقة والخير العام.”
وأضاف: “نبهنا الرب يسوع إلى أن: كل مدينة تنقسم على نفسها لا تثبت”! والدولة اللبنانية التي تعيش انشطارا سياسيا مميتا، ألا يتم فيها قول المسيح: كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب؟ لقد بدأ الإنقسام في داخل الدولة عندما لم يتم الإلتزام بالدستور المعدل العام 1990 بوثيقة الوفاق الوطني، المعروفة باتفاق الطائف، لا نصا ولا روحا، في مختلف الجوانب. بل ظهرت ومورست مخالفات له متتالية وأعراف متناقضة، من دون أن تحصن بقوانين تعدله وفقا للأصول. وهكذا بات كل فريق يفسره كما يشاء ووفقا لمصلحته. ولهذا السبب فتح الباب على مصراعيه أمام الخلافات والنزاعات وتعطيل عمل المؤسسات الدستورية، عند كل استحقاق. وباتت السياسة تتدخل في الإدارة والقضاء والأجهزة الأمنية، فأفسدتها”.