على وقع التصعيد في المنطقة بين الولايات المتحدة الاميركية وايران مع اصطدام الوساطات الدولية بجدار تصلّب مواقف الطرفين، ومع اشتداد حبل العقوبات على عنق الاقتصاد الايراني منذ “انهيار” الاتفاق النووي، يستضيف الاردن ابتداءً من 25 الجاري ولغاية 5 ايلول المقبل مناورات عسكرية ضخمة تحت عنوان “الاسد المتأهب” تشارك فيها قوات اميركية ووحدات خاصة سعودية، اماراتية، اردنية، فرنسية، بريطانية وقوات اخرى من دول حلف شمال الاطلسي.
وتسعى المناورات الى تحقيق اهداف استراتيجية لتعزيز التعاون والجهوزية بين الدول المشاركة (نحو 25 دولة) والعمل المشترك في مجال مكافحة الإرهاب وتطوير القدرات الأمنية لقوات حرس الحدود، فضلاً عن تطوير وتوسيع شبكة التعاون بين اجهزة ومؤسسات الدول المختلفة للاستجابة للتهديدات الأمنية والأزمات الداخلية وزيادة تأثير عمليات المعلومات والاتصالات الاستراتيجية.
ومع ان مناورات “الأسد المتأهّب” تُنفّذ على اراضي المملكة الأردنية منذ عام 2011 في مختلف ميادين التدريب التابعة للقوات المسلّحة وعدد من مدارس ومراكز التدريب، الا ان توقيتها وحجم الدول المشاركة فيها يُعطيانها بُعداً لافتاً لا تُحصر قراءته الاستراتيجية بحدود منطقة الشرق الاوسط. ذلك ان تزامنها مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران واعلان الاخيرة خروجها تدريجياً من التزاماتها النووية، لاسيما في مجال انتاج الصواريخ الباليستية يضعها تحت مجهر المراقبة وفي ميزان الدراسة.
وتقول اوساط دبلوماسية غربية لـ”المركزية” “ان الهدف من المناورة العسكرية الضخمة مواجهة المرحلة المقبلة التي ستكون مليئة بالتطورات والمستجدات، لا سيما على صعيد السلاح الايراني وتحديداً منظومة الصواريخ الباليستية التي تسعى ايران الى تطويرها وتزويد عدد من دول المنطقة بها لاستخدامها في مواجهاتها العسكرية كما يحصل في اليمن والعراق من خلال قوات الحشد الشعبي. وهي تأتي في ظل السعي الدولي لتشكيل تحالف عسكري لحماية الملاحة البحرية في منطقة الخليج ومضيق هرمز بعد سلسلة الحوادث الامنية التي تعرّضت لها ناقلات نفط تابعة لشركات عالمية من قبل الحرس الثوري الايراني”.
وتأتي في السياق المعلومات المتداولة عن ان الجمهورية الاسلامية زوّدت حزب الله بمنظومة صواريخ باليستية لمواجهة اسرائيل. وعزّز صحة هذه المعلومات اعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالات عدة انه يملك صواريخ دقيقة وبعيدة المدى وهو ما دفع اسرائيل الى شنّ سلسلة غارات على مواقع محددة ومخازن للسلاح الايراني وحزب الله في سوريا. كما انها ترصد الوضع في منطقة البقاع للتأكد من صحة المعلومات عن وجود مصانع سلاح تابعة للحزب ومخازن تُخبّأ فيها الصواريخ الباليستية.