Site icon IMLebanon

عينُ لبنان-السياسي على واشنطن.. وعين الشعب على النفايات!

فيما الحركة السياسية الداخلية في “إجازة” يرجّح ان تستمر مفاعيلها حتى مطلع الاسبوع المقبل، بفعل عيدي الاضحى والسيدة، تتجه عيون المراقبين الى واشنطن التي وصلها امس رئيس الحكومة سعد الحريري- حيث يلتقي الخميس وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وعددا من المسؤولين الأميركيين- نظرا الى صعوبة “التحديات” التي سيتعين عليه رفعها في بلاد “العم سام” وأبرزها اثنان “إقناع البيت الابيض بالابقاء على سياسة الفصل في قراراته وعقوباته، بين لبنان- الدولة وحزب الله، ومطالبته بالمضي قدما في مسار دعم بيروت عسكريا وأمنيا وفي وساطته لفض الخلاف الحدودي بين لبنان وتل أبيب”. والثاني، اقتصادي – مالي، عشية تقرير ستاندرد اند بورز الذي سيصدر نهاية الشهر الجاري وفيه تصنيف ائتماني جديد للبنان، حيث سيجهد الحريري لتلطيفه قدر المستطاع. ولا تبدو مهمته سهلة خاصة في شقها الاول، حيث تشير مصادر سياسية لـ”المركزية” الى ان الولايات المتحدة ستكون مباشرة ومتشددة في مطالبة الحريري بتقيّد حكومته ومكوناتها كلّهم، جديا وعمليا، بسياسة النأي بالنفس وبالقرارات الدولية، والا فإنها ستضطر الى التعاطي بحزم أكبر مع حلفاء “حزب الله” ومن ثم مع لبنان – الدولة ككل.

وليس بعيدا، وفي وقت ستكون للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة الجمعة المقبل في ذكرى انتهاء حرب تموز، لفت وزير الشباب والرياضة محمد فنيش عبر “المركزية” الى “ان تاريخ “الاميركان” معروف بعدوانيتهم تجاهنا ومواقفهم المُنحازة لاسرائيل ومشاريعهم التي لا تخدم المنطقة”. وفي حين شدد على “اولوية انتظار نتائج زيارة واشنطن وما سيُعلنه الرئيس الحريري في شأنها لنبني على الشيء مقتضاه”، اشار الى “ان هناك قوى سياسية مسؤولة معنية في كيفية التعامل والتعاطي مع مواقف الدول الخارجية بما يحفظ تماسكنا الداخلي ومصلحتنا الوطنية ووحدتنا وسيادة واستقلال لبنان”، واكد “ان الجوّ في البلد جيّد والمهم الا نسمح للاميركي بالدخول علينا كي يُعكّره او يُسيء لاي طرف داخلي”.

غير ان اهتمام المواطن اللبناني في مكان آخر، فأزمة النفايات عادت لتفرض نفسها بقوة على يومياته، مع بلوغ مكب برج حمود قدرته الاستيعابية، وتكدّس أكياسها في الطرقات شمالا بعد اقفال مكب عدوة، وسط تخبّط رسمي فاضح في ايجاد الحلول. وفي السياق، تعدّ البلديات المعنية والاتحادات في اقضية زغرتا الزاوية، الكوره، بشري، المنيه – الضنيه، اضافة الى معظم الاحزاب الحاضرة في المنطقة باستثناء التيار الوطني الحر، لتحرّك شعبي بعنوان “يوم الغضب الزغرتاوي، صحتنا مش صفقة، وحتى ما نصير كلنا بالمستشفيات”، يرجّح ان يحصل غدا.

في الاثناء، وبعد طي صفحة البساتين وحوادثها في لقاء بعبدا، وبعد تدعيمه ركائز المصارحة والمصالحة أكثر من خلال الاتصالات التي اجراها أمس، بكل من رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الديموقراطي طلال ارسلان، معايدا بالاضحى، ينتقل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نهاية الاسبوع الى مقره الصيفي في بيت الدين، وفق معلومات “المركزية”، حيث كان أفيد انه يصر على تهدئة الاجواء المحتقنة في الجبل، قبل الانتقال اليه.

وليس بعيدا من تطورات 30 حزيران الماضي وشظاياها التي اصابت المصالحة المسيحية-الدرزية، علمت “المركزية” ان القوات ستواصل جهودها لاعادة تثبيت قواعد هذه المصالحة التاريحية في أرض الجبل. وفي هذا الاطار، كشفت مصادر سيادية لـ”المركزية” عن زيارة قريبة سيقوم بها رئيسها سمير جعجع الى المختارة في قابل الايام، يريد منها توجيه رسالة سياسية واضحة الى الحلفاء والخصوم والى سكان الجبل من المسيحيين والدروز، تقول ان نهج المصالحة والتعايش لا عودة فيه الى الوراء. وفيما يرتقب ان يزور المختارة وبيت الدين ودارة النائب جورج عدوان، توضح المصادر ان جعجع سيشدد على ان العودة المسيحية الى الجبل تمّت وسيعيد التأكيد ان ثمة اختلافات في البلاد وهي ليست محصورة فقط في الجبل ولا تطال فقط مكوّناته، بل طبيعتها “سياسية” و”استراتيجية” لا “مذهبية أو طائفية” على الاطلاق.

في غضون ذلك، وبعد ايام على البيان الذي صدر عن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي منتقدا “تعرّض موقوفين للتعذيب لدى شعبة المعلومات وتعمّد فتح قضايا تطال مسيحيّين”، حطّت وزيرة الداخليّة والبلديّات ريّا الحسن في الديمان، ومعها ملف يوضح حقيقة ما يحصل خلال التحقيقات. وقالت بعد اللقاء “أكدت لغبطته ان الشعبة لا تقوم بأي استهداف لأية طائفة، وانا أجزم بذلك، ومتأكدة منه، ونحن نعمل بكل شفافية وحرفية وأتحدث عن نفسي كوزيرة للداخلية لأن عملنا لا يصب ضد أية فئة. ومن جهة ثانية، سلّمته بعض التقارير والقرائن بأن الموقوفين لدينا لا يتعرضون لأي نوع من التعذيب والتنكيل، وكان لغبطته بعض الهواجس فأعلنت له بأنني مستعدة في اي وقت اذا كان لديه بعض الهواجس او الاستفسارات ان اكون على تواصل معه، ليكون على بينة من كل الامور”. وأضافت “الاهم ان ما من احد معصوم عن الخطأ، ولكن في الوقت نفسه علينا الا نقحم الاجهزة الامنية باية مناكفات سياسية لانها تضر بسمعتهم وبسمعة لبنان. ومن الضروري ان نحيد الاجهزة الامنية والقضائية من قيادة الجيش، لأمن الدولة، والامن العام، للامن الداخلي، عن المناكفات السياسية، ويجب ان لا يتعرضوا لاية حملة لانها تضر بنا كلبنانيين، مسلمين ومسيحيين”. وختمت الحسن مكررة التأكيد انها “على استعداد تام لتقديم كل التفاصيل اذا كان لدى غبطته اي استفسار”.

وفي معلومات لـ”المركزية”، كان اللقاء ممتازاً ومثمراً، كما عرضت الوزيرة الحسن عيّنة عن تقارير عديدة لأطباء شرعيين تدحض كل الشكوك، وأجابت على كل التساؤلات التي أثارها البطريرك الراعي. وأعربت الحسن خلال اللقاء، وفق المعلومات، عن تحفظها على تناول “شعبة المعلومات” في وقت تحقق في ملفات فساد عدة، وهي لديها ما يكفي من المناقبية والحِرَفية والمهنيّة”، مؤكدة أن الكلام الذي سمعه عن “شعبة المعلومات” غير دقيق وغير صحيح على الإطلاق.