IMLebanon

هل يبحث الحريري قضية “ساندرو” و”ياسمين”؟

افادت بيانات التتبع والسجلات التجارية بوجود شركتين غامضتين تتخذان من لبنان مقراً لهما، تملكان وتديران ناقلات للنفط الإيراني بصورة غير مشروعة في شرق البحر المتوسط. وتُظهر البيانات الواردة من “TankerTrackers.com”، وهي شركة أميركية تتبع عن كثب شحنات النفط الإيرانية، أن ناقلتي النفط “ساندرو” و”ياسمين” أجرتا عمليات نقل للنفط الإيراني من سفن أخرى قبالة ساحل سوريا واليها بعد وقف تشغيل مجالات نقل الموقع. ووفقاً للسجلات التجارية فان الشركتين اللبنانيتين اللتين استحوذتا على ساندرو وياسمين تتشاركان المالكين أنفسهم وقد أصبحتا تحت ملكية جديدة في كانون الاول 2018 وكانون الثاني 2019. اما المالكون الجدد المدرجة اسماؤهم في الشركتين فهم مروان رمضان وبلال عتريس وخالد ديب.

حتى اليوم، تبقى السلطات اللبنانية صامتة حول الموضوع علماً انه يتعلق بشركتين لبنانيتين، والأهم ان هذه المعلومات تأتي على خلفية عقوبات اقتصادية ترخي بتداعياتها على اقتصاد لبناني مأزوم. أما حزب الله، فأشار الى ان لا علم له بما نشرته “The National”.

كذلك، لم تشر المعلومات الى أي رد فعل من قبل المجتمع الدولي لا سيما الولايات المتحدة التي تقود حملة هذه العقوبات على ايران و”حزب الله”. فهل يوضع هذا الملف على طاولة محادثات الحريري خلال زيارته المفاجئة الى واشنطن؟

اما في تفاصيل عمل ناقلتي النفط اللبنانيتين، فتستخدم إيران بانتظام “السفن الأشباح” اي الناقلات التي أوقفت أجهزة إرسال واستقبال مواقعها لإخفاء تحركاتها، وذلك لتنفيذ عمليات نقل النفط من سفينة إلى سفينة في محاولة لتجنب العقوبات الأميركية. في 25 تموز الماضي، أجرت ناقلة سويكسماكس، التي تحمل العلم الإيراني، “سيلفيا 1 ” عملية نقل نفط من سفينة إلى ناقلة “ساندرو” على مسافة لا تتعدى 20 كيلومتراً قبالة الساحل السوري وفقاً لموقع TankerTrackers.com. وبدأت الأنشطة المشبوهة لساندرو في البحر الأبيض المتوسط بعدما أصبحت الشركة اللبنانية ساندرو أوفرسيز (أوف شور) ش.م.ل المالك المسجل والمدير التجاري للسفينة. بعد خمسة أيام، أغلقت الناقلة “ساندرو” جهاز الإرسال والاستقبال اثناء تواجدها جنوب ليماسول (قبرص)، ومنذ ذلك الحين لم تبلّغ عن موقعها، اي انها اختفت فعلياً عن الأنظار. ومع ذلك، استخدم TankerTrackers.com صور الأقمار الاصطناعية لتتبع أنشطة السفينة.

في 26 تموز تلقت Sandro حوالى 350.000 برميل من النفط المكرر من ناقلة النفط التي تحمل العلم الإيراني، حسبما أفاد موقع TankerTrackers.com، مضيفاً أن الشركة “لم تتمكن من رؤية من أين استقبلت Sandro تلك الشحنة النفطية”.

أما الناقلة “ياسمين” فموجودة بالفعل على رادار حكومة الولايات المتحدة بسبب أنشطتها غير المشروعة. في 25 آذار من العام الجاري أدرجت وزارة الخزانة الاميركية السفينة ضمن قائمة الناقلات التي قامت بعمليات نقل من سفينة إلى سفينة للنفط المتجهة إلى سوريا.

وعلى غرار ساندرو، فإن ياسمين أيضاً مملوكة من قبل شركة لبنانية “أفريكو 1 (أوف شور) ش.م.ل” المالك المسجل ومشغل السفينة.

علاوة على ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة “Synergy SAL Offshore” لتسهيل شحن النفط الإيراني إلى سوريا. وقالت وزارة الخزانة إن سينيرجي ش.م.ل شحنت بحراً عشرات آلاف الأطنان من النفط الإيراني إلى سوريا خلال العام الماضي. ويبرز رابط اضافي ما بين سينيرجي ش.م.ل وساندرو اوفيرسيز، فالشركتان تتقاسمان العنوان نفسه وذلك في مجمع مكاتب مبنى اللعازارية في وسط بيروت وفقاً لـ “The National”.