Site icon IMLebanon

جنبلاط يطلب من الضاحية تطمينات

أبدى رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، إبان أزمة البساتين، رغبة قوية بالجلوس مع الطرف “الاصيل” الذي اعتبره المحرّك الفعلي لعملية “تطويقه”، قاصدا “حزب الله”، لا مع “الوكيل” أي رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” النائب ​طلال أرسلان. وقد قال مرارا طوال اسابيع التوتر: “نريد أن يشارك في المصالحة ممثل عن حزب الله، لأن هدفنا هو المصالحة مع الأصيل لا فقط مع الوكيل”.

“سيّد المختارة” عاد وارتضى المشاركة في لقاء المصارحة والمصالحة الذي عقده رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا الجمعة الماضي، وقد حضره اليهما كل من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري والنائب ارسلان، فقط، وغاب عنه الحزب. غير ان موافقة جنبلاط هذه، يبدو سبقها وعد من عين التينة بالعمل لجمع ممثلي “الاشتراكي” و”حزب الله” في الايام القليلة المقبلة.

وبحسب ما تقول مصادر مطّلعة لـ”المركزية”، باشر رئيس المجلس فعلا، منذ لقاء المصارحة، سلسلة اتصالات مكوكية معظمها بعيد من الاضواء، لترتيب لقاء بين الطرفين اللذين تفجرت الامور بينهما في الفترة السابقة بفعل تراكم عوامل عدة من قانون الانتخاب، الى التعيينات، مرورا بكسارات فتوش في عين دارة ومواقف “البيك” التي رأت ان مزارع شبعا يمكن تحريرها بالدبلوماسية، مصوبا على سلاح “حزب الله”.

“التقدمي”، صحيح يريد الجلوس مع “حزب الله”، الا انه لا يريد اجتماعا للصورة فقط، بل يطمح الى الخروج بنتائج حقيقية دسمة من اللقاء، تعيد إحياء “ربط النزاع” الذي كان قائما بين الطرفين في الفترة السابقة، لكن على “أسس” متينة وواضحة. وما يريد “الاشتراكي” سماعه، تضيف المصادر، هو ان محاولات عزل جنبلاط في السياسة، ستتوقف في جميع أشكالها، وأبرزها مزاحمته من قِبل أطراف ساهم هو في ايصالها الى البرلمان والحكومة، في الملفات السياسية والادارية التي يعتبر نفسه المعني الاول بها، كالتعيينات، أو محاولة كسره تارة عبر الامن والقضاء وطورا عبر فرض مشاريع لا يستسيغها تُعنى بالبيئة والطاقة في مناطق نفوذ الاشتراكي.

من الجهة الثانية، ليس “حزب الله” منغلقا او متشددا حيال اي اجتماع مع “التقدمي”، بل على العكس. وهو يبدي تجاوبا مع وساطة بري التوفيقية، دائما بحسب المصادر. لكن هل هذا يعني انه سيُعطي جنبلاط التطمينات والضمانات التي يريد؟

حتى الساعة، الجواب غير واضح. ووفق المصادر، التطورات الاقليمية والدولية المتسارعة، والتي تستهدف في سوادها الاعظم الجمهورية الاسلامية الايرانية وجميع أذرعها في المنطقة وعلى رأسها “حزب الله”، لا بد من تأثيرها على توجهات “الحزب” الداخلية عموما، وتجاه المختارة خصوصا، ما يرجح فرضية ان الضاحية ليست في وارد التنازل كثيرا وتقديم “هدايا” مجانية لخصومها وهي تعتبر جنبلاط أبرزهم.

وفي انتظار نضوج طبخة اللقاء المفترض لتبيان ما يمكن ان يتمخّض عنه وطبيعة وسقوف “التسوية” الثنائية في صيغتها الجديدة، تقول مصادر سيادية، لـ”المركزية”، ان من حيث “الشكل” تُعد الحاجة الى مصالحات جانبية تضاف الى “مصالحة بعبدا”، “دمغة” على صورة الرئاسة الاولى ودورها الجامِع والحاضن لكل اللبنانيين، وكأنها أتت لتقول ان القصر نجح في تحقيق جزء من الحل لا في إنجازه كاملا.