كتبت صحيفة “الجمهورية”:
يسيطر جو من المراوحة على المشهد السياسي الداخلي منذ «لقاء المصارحة والمصالحة» الاخير في القصر الجمهوري، والذي يفترض ان يكون قد وضعَ حادثة قبرشمون – البساتين على سكة الحل السياسي والقضائي. ولكنّ الانطباع السائد هو انّ «مصالحة بعبدا» بُنيت على زَغَل. أولاً، لأنها تمّت على الطريقة اللبنانية، وثانياً، لأنّ الأطراف المعنيّة مباشرة بها أُرغمَت عليها، في الوقت الذي طرحت غداة المصالحة تساؤلات عدة حول غياب رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل عن جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في اليوم التالي وشَكّلت أولى ثمرات «المصارحة والمصالحة»، لأنّ المجلس كان قد توقّف عن جلساته منذ وقوع حادثة قبرشمون.
ومن هذه التساؤلات: هل انّ هذا الغياب الباسيلي ينطوي على رسالة أو رسائل الى من يعنيهم الأمر؟ أم انه كان غياباً انتقائياً قبَيل ساعات من سفر رئيس الحكومة سعد الحريري الى الولايات المتحدة الاميركية، خصوصاً انّ المعنيين بالمصالحة من مرجعيات رسمية وقيادات سياسية كانوا قد استبعدوا باسيل عن لقاء بعبدا وعن كل اللقاءات والاتصالات التي مهّدت لعقد «المصارحة والمصالحة»؟
وأكدت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ «الشغل الرئيسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري في هذه المرحلة، كونه الراعي السياسي الحقيقي لمضمون ما جرى، هو أن يثبت انّ للمصالحة مضموناً سياسياً وليست على الطريقة اللبنانية من تبويس لحى وخلافه، وانّ طرفيها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان لم يكونا مرغمَين على عقدها».
وأضافت هذه المصادر انّ التطورات المنتظرة في قابل الايام ستُظهر ما اذا كانت المصالحة تشكّل جسراً أولياً وانّ الاهتمام مُنصَبّ على تثبيت دعائمه، أم انه سيمهّد لمَد جسور جديدة.
ولكن العنوان الأهم الكبير يتمثّل في سؤال كبير هو: هل انّ التسوية الرئاسية التي جاءت بالرئيس ميشال عون الى سدة رئاسة الجمهورية والرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة قابلة لإعادة ضَخ الحياة فيها، وبالتالي إدارتها للمرحلة المقبلة؟
وفي هذا الصدد دعت المصادر المطّلعة الى انتظار بعض الاشارات المحلية حول أفق المرحلة المقبلة ستظهر من خلال الخطاب الذي سيلقيه الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله غداً الجمعة لمناسبة ذكرى الانتصار في حرب تموز 2006.