بعد ايام على زيارة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو لبنان في اذار الفائت، اطل امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مفنّدا بـ12 نقطة ما وصفه بـ”الاكاذيب” الواردة في مواقفه التي اطلقها من بيروت قبل ان “يُثني” على المواقف النبيلة والشريفة “لقوى سياسية لا نتوقع منها ان تدافع عنا، وأن تمدحنا لا في العلن ولا في السر، لكن عندما لا تتجاوب هذه القوى وهذه الشخصيات السياسية مع دعوات التحريض وتتحدث بشكل عاقل وعقلاني وعقلائي عن حقيقة الامور في لبنان وتقدم المصلحة الوطنية اللبنانية على التحريض الاميركي نوجه لهم الشكر على مواقفهم الضمنية والمعلنة أيضا”.
ضمن حدود دائرة هذا الكلام، يُقارب “حزب الله” زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري واشنطن والمواقف التي عبّر عنها، لاسيما بعد لقائه بومبيو وقوله: “لا نستطيع تغيير موقف الإدارة الأميركية من العقوبات ضد الحزب، لكننا نعمل على تجنيب لبنان اي تبعات”.
صحيح ان “الرهان على الأميركي خاسر، والمؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين” كما قال نصرالله، الا ان ما عبّر عنه الحريري لقي اصداءً ايجابية في الضاحية الجنوبية، بحسب ما نقلت مصادر مقرّبة من “حزب الله” لـ”المركزية”، معتبرةً ان “رئيس الحكومة يُخاطب العالم بموضوعية وهذه نقطة ايجابية تُسجّل له”.
وقالت: “الحزب لا يُراهن على الذهاب بعيدا والطلب من اي مسؤول في الدولة سواء كان الرئيس الحريري او غيره اكثر مما يحتمل، لانه يُقدّر جيدا الظروف والاوضاع التي يمرّ بها البلد. لذلك لا يتوقّف عند اي زلّة لسان او “دعسة ناقصة” من هنا او هناك، لأن مواقف الاميركي هي نفسها لم تتغيّر، و”الذهنية الترامبية” التي تقود سياسات واشنطن، اذا قررت محاصرة بلد وفرض عقوبات ضد الخصوم وحلفائهم، فلا شيء سيمنعها”.
وأضافت: “حزب الله لا يتوقّع جديدا من الاميركي وما يقوله هو نفسه منذ سنوات، وهو يمارس لعبة العقوبات ليس على الحزب فقط إنما على كل اللبنانيين، وينظر الى اللبنانيين جميعا بعين واحدة، وما هو متوقّع حتى الآن ان نظرته الينا ذاهبة الى الاسوأ، وبالتالي لا يستطيع احد ان يُعطيه ضمانات”.
وفي مقابل “ثناء” الحزب على ما اسمعه الحريري للمسؤولين الاميركيين في وقت تتوسّع رقعة العقوبات تجاه مسؤولين فيه وكيانات على علاقة به كان ابرزها اخيرا وضع رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد والنائب امين شرّي على لائحة العقوبات، لم يُرحّب “حزب الله” كما تنقل عنه المصادر المقرّبة بما اعتبرته “مديحا” بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهو ما يتقاطع مع موقفه من سياسات المصرف المركزي والهندسات المالية التي اجراها في وقت سابق، معتبرا انها ساهمت في تراكم العجز ومعدل الدين العام.
ولفتت المصادر المقرّبة من الضاحية الى ان “الحزب يُدرك جيدا طبيعة تركيبة البلد وماذا تعني واشنطن بالنسبة لبعض القوى السياسية، لذلك يتم التعاطي مع المواقف التي تُطلق اثناء لقاء اي مسؤول اميركي بشكل طبيعي من دون تحميل صاحبها اكثر مما يحتمل، خصوصا ان اميركا تُحكم قبضتها على العالم بذهنية ترامبية قائمة على الوقاحة وإهانة رؤساء ومسؤولين في دول العالم”.
وختمت المصادر: “نحن لا نزال في دائرة التهويل الاميركي الذي يمارسه في سياسته الخارجية. لننتظر قابل الايام فنعرف كيف سيُترجم تهويله على ارض الواقع”.