أكد وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب أننا “نعمل في الوزارة على تعزيز التعليم الرسمي ورفع مستوى المدرسة الرسمية وحماية الجامعة الوطنية، كما يعمل الرفيق وائل أبو فاعور على حماية الصناعة اللبنانية وعلى إنماء هذه المنطقة العزيزة راشيا في سعيه الدائم لافتتاح فروع للإدارات والمؤسسات العامة والمستشفيات والمعاهد والجامعات ودائما “مطابقة للمواصفات”.
وأضاف، خلال رعايته الاحتفال التكريمي للطلاب الناجحين في الشهادتين المتوسطة والثانوية العامة في مدارس وثانويات قضاء راشيا: “أنجزنا امتحانات رسمية شفافة بكل ما للكلمة من معنى، وسوف تكون كل هذه العملية موضع تقييم داخلي تربويا وإداريا، نبني على الجيد ونتطلع إلى الأحسن”، متابعا: “منذ اليوم الأول، عملنا على إبعاد المصالح السياسية عن اختيار مديري المدارس وتبنينا الأول في المقابلات من دون أي خلفية مهما بلغ حجم المراجعات، وذلك على الرغم من أن القانون يعطي الوزير الحق في اختيار واحد من بين الثلاثة الأوائل. وفي المناقلات رفضنا وسنرفض توقيع أي طلب نقل لأحد أفراد الهيئة التعليمية إلا من فائض إلى حاجة”، مشيرا إلى أنه “في التعليم الخاص أعطينا مهلة نهائية لتسوية أوضاع المدارس المخالفة، وسوف نعمد في نهايتها إلى إقفال المدارس التي لا تمتلك مراسيم”.
وعن التعليم العالي، قال: “أعدنا تكوين اللجان التي تساعد مجلس التعليم العالي الذي أعدنا تشكيله وعينا مديرا عاما بالتكليف ريثما يصدر مرسوم تعيين الأصيل، وأعلنا عدم توقيع أي توصية لإنشاء جامعة جديدة حرصا على الجامعة الوطنية والتعليم الجامعي الجيد، منعا لتخريج المزيد من العاطلين عن العمل ولنعطي التعليم المهني والتقني حقه ودوره، وأكدنا على المؤسسات القائمة ضرورة تسوية أوضاعها والالتزام بالمعايير الاكاديمية المطلوبة وأقفلنا الفروع التي كانت موضع ملاحقة قانونية وأوصينا مجلس الوزراء بإعادة درس ملف الجامعات التي ثبت تورطها ببيع الشهادات تمهيدا لإقفالها”.
وأوضح أننا “نعمل على إقرار قانون إنشاء الهيئة الوطنية المستقلة لضمان الجودة باستعادته من اللجان النيابية لزيادة الضوابط والمعايير التي تعزز الجودة”.
وأردف: “يبقى أمامنا التعليم المهني والتقني وملف المناهج التربوية، وهما باب المستقبل لارتباطهما بسوق العمل وبطبيعة الوظائف الجديدة التي يفرضها التطور العلمي والتكنولوجي ودخول العالم الرقمي التفاعلي، ويبقى الكتاب الجامع، يبقى كتاب التاريخ، سوف نبني على ما توافقت عليه القوى السياسية المكونة للاجتماع اللبناني لجهة وضع منهج لكتاب التاريخ الموحد ونقوم بتطوير النقاط التي ما زالت موضع تباين من أجل الوصول إلى كتاب تاريخ موحد يجمع اللبنانيين حول الحقائق مهما كانت مرة، لكي نتخذ منها العبر والدروس فلا يسقط الجيل الجديد في الأخطاء نفسها بل تشكل له الوقائع المريرة مناعة ضد الانزلاق مجددا نحو التقاتل والحروب التي دمرت لبنان وكادت أن تدمر الصيغة”.
وقال: “لأننا من مدرسة كمال جنبلاط آمنا بالمستقبل، آمنا بالمشاركة والشراكة، والانفتاح والاعتراف بالآخر وبناء دولة القانون والمؤسسات، دولة العدالة والقضاء النزيه والمستقل البعيد عن التدخل والاستزلام، قضاء غب الطلب، آمنا بالحريات، وبالديمقراطية والعدالة الإجتماعية. ولأن شعارنا مواطن حر وشعب سعيد نؤمن بكم أيها المكرمون نواة للمستقبل ونعتز بكم وبما أنجزتم”.
ثم زار شهيب زار جامعة MUBS- فرع راشيا، حيث كان في استقباله رئيس مجلس أمنائها البروفيسور حاتم علامة والمفتش التربوي السابق سمير علامة وشخصيات وأفراد الهيئتين الادراية والتعليمية وطلاب الجامعة.
وقال شهيب: “بات لدينا مؤسسة لا تقدم العلم فقط بل تسمح لشريحة واسعة من أبنائنا بتلقي العلم وفرص العمل وتلبي نداء من هم بحاجة إلى تلك الفرص، وهدف هذه الجامعة إدخال طلابها إلى سوق العمل وليس إلى سوق البطالة، هناك نظرة مستقبلية يجب أن تراعيها الاختصاصات الجامعية لأن هناك 175 مليون فرصة عمل سوف تختفي من سوق العمل في السنوات الـ25 المقبلة، وهناك 155 مليون فرصة عمل جديدة سوف تتوفر لنتصور إلى أين نحن ذاهبون في الجيل الرابع، فعلينا أن نكون مهيئن لمواجهة هذه المرحلة، فهل نحن نحضر أنفسنا لهذا المستقبل؟”.
بدوره قال أبو فاعور: “بالنسبة لنا مشروع هذه الجامعة هو مشروع عام ومعنيون بها وبهويتها وبصلتها ومسؤوليتها تجاه مجتمعنا وتطويرها المستوى العلمي وتحسين جودة العلم وفتح آفاق لاختصاصات جديدة أمام مجتمعنا، بعيدا عن منطق استغلال التعليم سياسيا في هذه المنطقة. رسالتنا لهذه الجامعة فتح فرص التعلم دون أي استغلال سياسي ومسؤولية الجامعة كبيرة تجاه هذا المجتمع، ومسؤوليتنا تجاه الجامعة جزء من مسؤولية الجامعة تجاه المجتمع ومن مسؤوليتنا تجاهه، نحمل هم المجتمع اللبناني بشكل عام وهذه المنطقة أيضا، وإننا لم ننصف تاريخيا في الموضوع التربوي وعسى نستطيع أن نصل إلى المكان الذي نريد”.
كما زار وزير التربية مدرسة العرفان التوحيدية، فالتقى مشايخ قرى راشيا بحضور وزير الصناعة وائل أبو فاعور والوفد المرافق، وكان في استقباله القاضي المذهبي الدرزي الشيخ منير رزق، المدير الإقليمي لمدارس العرفان الشيخ بشير حماد، عضوا المجلس المذهبي الدرزي الشيخ يوسف أبو إبراهيم والشيخ أسعد سرحال، مدير مدرسة العرفان سلام الكاخي وفاعليات.
ثم انتقل شهيب إلى مجمع كمال جنبلاط الجامعي في راشيا، حيث عقد لقاء تربوي في قاعة كلية إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية، وكان في استقباله مديرة الكلية الدكتورة ليلى تنوري، مدير شعبة الصحة الدكتور إحسان أيوب، القيادي في “التقدمي” وهبي أبو فاعور، المفتش التربوي الأستاذ سلمان زين الدين، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ صالح أبو منصور وفاعليات تربوية وثقافية واجتماعية وصحية.
وتحدث شهيب عن خطة الوزارة للمرحلة المقبلة واستعداداتها، مشيرا إلى “أهمية تعزيز واقع المدارس وإرساء مفهوم تربوي جديد من خلال عدم زج السياسة في التربية”، وقال: “لن تكون المناقلات إلا حيث يكون هناك فائض وحاجة للمدرسة الثانية”.
وتطرق إلى موضوع المناهج “الذي يحتاج الى الكثير من التطوير”، وتحدث عن المناقلات وعن الصعوبات التي تواجه وزارة التربية.
وأقيم لشهيب غداء تكريمي حضره، إلى أبو فاعور وسعد ووهبي، عضو “كتلة المستقبل” النائب محمد القرعاوي، الدكتور رفيق شميس ممثلا النائب أنور الخليل، عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب محمد نصرالله، مفوض الشؤون الداخلية في الحزب “التقدمي الاشتراكي” هشام ناصر الدين، أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، الرئيس الأول لمحاكم البقاع القاضي أسامة اللحام، مفوض الحكومة لدى مجلس الإنماء والإعمار الدكتور وليد صافي وحشد من الشخصيات والفاعليات والمدعوين.
ثم عقد لقاء حزبي في مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي في راشيا بحضور وكيل الداخلية رباح القاضي وأعضاء الوكالة والمعتمدين ومدراء الفروع وكوادر حزبية ونقابية ومنظمات الحزب.
وقد تخلل اللقاء عرض لشهيب لآخر التطورات السياسية، وقد شدد في كلمته على “تمسك الحزب “التقدمي الاشتراكي” بمسيرة المصالحات التي تحفظ الشراكة والعيش الوطني المشترك وتصون السلم الأهلي وتحمي لبنان الذي نتطلع إلى أن يكون على قدر تطلعات أبنائه في الحرية والتقدم والازدهار”. تلى ذلك نقاش مفتوح مع شهيب وأبو فاعور.
وختم وزير التربية جولته بزيارة عضو المجلس المذهبي الدرزي الشيخ أسعد سرحال، بحضور الجراح وأبو فاعور وسعد ووهبي ومشايخ وفاعليات وعائلة سرحال.