Site icon IMLebanon

“بيت مارون خدام أرزة لبنان”… رهبنة جديدة في بعلبك

على خطى نساك مار مارون، قوتهم بايمانهم، مجدهم بتواضعهم، عصاميون بعبادتهم، و”بقلوب سكرانة بمحبة يسوع”، انطلقت رهبنة جديدة، رهبنة “بيت مارون خدام أرزة لبنان” من بلدة مجدلون البعلبكية، وذلك في 15 آب الذي صادف يوم عيد انتقال العذراء مريم الى السماء.

وقدم الرهبان الخمسة المؤسسون للرهبنة: الاب الياس مارون غاريوس، الاب بيار مطر، الاب مارون ساسين، الاب جان-ماري أيوب، والاب طانيوس يوسف الغصين، نذورهم الرهبانية المؤبّدة بالطاعة والفقر والعفة، ونذر الكلمة، فماتوا عن أنفسهم واختاروا حياة العراء شاهدين ليسوع في أقسى الظروف الحياتية، ملتحفين السماء غطاء، متخذين الارض الوعرة اليابسة فراشا.

وترأس رتبة النذور المطران حنّا رحمة، المشرف على الرهبنة، عاونه أسقفان من الكنيسة المارونية، ولفيف من الكهنة والاباء، أمام اكثر من 5000 شخص من طوائف عدة احتشدوا في قرية مجدلون، بحضور شخصيات سياسية وأمنية وعدد من رجال الدين والرهبانيات.

الرهبنة التي تمّ تأسيسها حديثا ببركة أسقفية، ستطلق مسيرة متجذّرة بالتاريخ الماروني، مسترجعة بقوانينها، التي دونت لنتظيم الدير، الروحانية النسكية التي اتبعها تلاميذ مار مارون، أي استحباس من الاثنين حتى يوم الخميس للاتحاد بالرب مثلما قاد الروح القدس يسوع الى البرية وابتعد عن ماديات هذا العالم فتصبح الخلوة تعبئة روحية لينطلقوا بالحياة التبشرية من الجمعة للاحد وهداية النفوس وبذلك يكونون “نور العالم” مقتدين بالقديس يوحنا الذهبي الفم متمسكين بالفقر والزهد والصوم وخدمة الكنيسة والفقراء.

والجدير بالذكر، أن هناك العديد من الدعوات الرهبانية في مرحلة التمييز، اي تحت الاختبار، وينتمون الى مختلف المذاهب المسيحية حيث لا فرق عندهم بين أرثوذكسي وكاثوليكي وماروني ولأن قانون الرهبنة يهدف الى وحدة الكنيسة، وفقا لقول الأب الياس مارون “كلنا مسيحييون”.

وكما يقول الانجيل المقدس: “حبة الحِنْطَة…إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير”، وبذلك تعود لنا رهبنة “بيت مارون” تلك الحبة التي ماتت لتحيا في المسيح ملتحفتاً بثوبها الرهباني لتنتفض فينا وعلينا.. كي يستيقظ فينا مارد الايمان الذي جعل من اجدادنا “جبابرة” هذا الشرق، في العبادة، في القداسة، في العلم، في العمل.

15 آب 2019، تاريخ سيحفر في ذاكرة الكثيرين وسيذكره المؤرخون في كتاب القداسة.

بريسيلا عبود