IMLebanon

وائل وإليسا وهوى الانقسام! (بقلم يورغو البيطار)

بقضايا بعضها شخصي والآخر فني، خطف نجوم الغناء اللبنانيون في الأيام الماضية الضوء الإعلامي من السياسيين. لا امتعاض من ذلك، فبكل صراحة ملت غالبية واسعة من الشعب اللبناني “حرتقات” المسؤولين و”خبرياتهم” التي لا تنتهي، وحفلات المهادنة التي تحلّ فجأةً على وجدانهم!

ومع ان “المعارك الفنية” ليست جديدة على الاطلاق اذ ان المتابع لمواقع التواصل يلاحظ دومًا اشتعال “حروب الكترونية” بين “جيوش” الفنانين ومحبيهم، الا انها اكتسبت زخمًا مع دخول أسماء كبيرة هذه الحلبة لا سيما وائل كفوري وإليسا.

فبعد الجدل الضخم الذي اجتاح لبنان بسبب حفل “مشروع ليلى” الذي ألغي وما تلاه من ردود فعل ومواقف و”استنفار”، احتل وائل كفوري الصدارة بمسألة تفاصيل تطورات قضية انفصاله عن زوجته السابقة لتتطور الأمور فجأةً الى تعبئة مناطقية فاجأت كثيرين، ثم أتت اليسا لتخطف الحدث بإعلانها اصدار الألبوم الأخير في مسيرتها الفنية بسبب ما أسمته “المافيا” الموجودة في مجال الغناء…

ولعل ما سبق من “احداث” اجتمع في اتخاذه طابعًا تعدّى اطاره الفعلي بامتياز ليتحوّل الى قضية رأي عام “باب أول” اختلط فيها الحابل بالنابل وباتت الشغل الشاغل للأخبار والنشرات والتراشق! حتى القضايا الشخصية حصرًا باتت منبرًا للانقسام المجاني، فترى مجموعة تناصر الفنان بكل ما للشراسة من معنى وفئة أخرى ترفع لواء “طليقته” من دون أي جدال، فيتخذ الخلاف أبعادًا كثيرة تدخل فيها عناصر “غريبة” عن هكذا نوع من الخلافات الشخصية… وإن كان الانقسام بحد ذاته طبيعيًا، فلا يمكن الا ملاحظة ان الانفلات الذي حصل في هذا المجال لم يكن مجرّد تعبيرًا عن الآراء إنما سيل من التهديدات المتبادلة واستحضار مفردات العصبيات والمزايدات، ما يؤكد ان هوى الخلافات بات يسري في عروق اللبناني فيما لم يعد لصوت المنطق أي صدى على الإطلاق!

وكما في قضية كفوري، كذلك في مسألة اليسا… بالتأكيد إن امتناع فنان له حجمه الواسع عن اصدار ألبومات غنائية، خبر يستحق التوقف عنده حتمًا لكن ما يجري من “صدامات الكترونية” وشتم وتخوين كل من يسأل عن حقيقة الإعلان او جدواه يوحي ان النقاش من دون التعرض لتنمّر قاسٍ وشخصيّ من قبل معجبي هذا النجم او ذاك بات في حكم المستحيل، ولتتحول بالتالي مواقع التواصل من مساحة تعبير حرة الى مساحة قمع واهانة لأي رأي لا يتماشى مع رأي ما سائد ويحظى بدعم إعلامي أو إعلاني او غيره.. ولا شك ان هذا الواقع الذي تتزايد ملامحه يوميًا حوّل مستخدمي هذه المواقع من اشخاص يريدون التعبير عما يجول في خاطرهم الى قامعين لا يقبلون حتى مناقشة أفكارهم وآرائهم وإما الى مقموعين معرضين لشتى أنواع الإساءة اللفظية!

على أي حال، دعونا “نمرح” في مشاكل أهل الفن، لأننا لن نحنّ طبعًا للمشاكل السياسية.. دعونا نغرق بمشاكل الفنانين واحوالهم فهي أرحم وأقل ضررًا بألف مرة على الأقل!