كتبت جنى جبور في صحيفة “نداء الوطن”:
ذاع صيت زراعة الشعر في تركيا في السنوات الأخيرة، حيث قصدها سيّاح من نوع خاص من 70 دولة خلال سنة 2017 بهدف إجراء عملية الزرع، واللبنانيون الذكور جزء منهم. فبعدما كان السفر إلى الجارة تركيا للإستجمام صيفاً على شواطئها بأسعار مقبولة، أو للتسوق في أي فصل أضافوا هذا الخيار الجديد لغير سبب: الخبرة الكبيرة في هذا المجال والتقنيات المتطورة، والنتائج المرضية، والـ”Packages” المغرية التي تبدأ من 850$ “آكل، شارب، زارع”.
تفاصيل العملية عبر ” Whatsapp”
ما إن تكتب على محرك “غوغل”: “زرع شعر” (من دون تحديد المكان أو البلد) حتّى تظهر على الشاشة أمامك مئات المعلومات والعناوين التي تقودك غالبيتها إلى مراكز طبية في تركيا. وبكبسة زر تدخل الى موقع المركز، ويطرح أمامك خيارات متنوعة، مع امكانية بدء المحادثة عبر الـ”واتساب” لتبادل المعلومات بين العميل والمستشار الطبي للمركز. بعدها يتصل بك المستشار ويكلمك باللغة العربية، ويأخذ منك المعلومات، ويطلب منك ارسال تفاصيل الحالة عبر الـ”واتساب”. هكذا بدأ “رامي” رحلة بحثه عن المركز الأفضل لزرع الشعر، وأخبرنا أنّه تواصل مع مراكز عدّة وأرسل صوراً لرأسه من الجهات الأربع، حيث حصل على مجموعة عروض، ليقع اختياره على واحد من أهم المراكز وبـ 1200$ فقط، مع الاقامة في تركيا لمدّة 3 أيام.
في التفاصيل، طلب المستشار الطبي من رامي الاجابة على عدد من الاسئلة أبرزها اذا كان يعاني من أمراض معينة أو من التحسس الدوائي او إذا خضع لاي جراحة، أو اذا كان يعاني من صلع وراثي. بعدها، طرحت الاجابات مع الصور على الطبيب التركي المختص في المركز، وحصل “رامي” على عرض خاص بشهر آب، وأفاده المستشار الطبي أنه سيحتاج إلى جلسة واحدة فقط لزراعة ما يقارب 3500 الى 4000 بصيلة، لإعادة رسم خط الجبهة بشكل طبيعي وملائم للوجه وتغطيته من مقدمة الرأس إلى منتصف الرأس (بنسبة 70 في المئة من مساحة الصلع) بشكل كامل وبكثافة عالية ومركزة، حيث تتم زراعة 70 الى 75 بصيلة تقريباً في كل 1 سم للحصول على أعلى درجات الكثافة. أمّا التقنية المستخدمة أثناء العملية فهي تقنية “السفير” (Sapphire)، وترتكز على استخدام قلم خاص مزود برأس دقيق يحفز مادة الكولاجين وبالتالي يقوم بدور فعال في بناء الخلايا والأنسجة وبشكل سريع ما بعد عملية الزراعة. وبالاضافة الى ذلك، سيخضع “رامي” الى حقن الشعر بالبلازما “PRP” لتقوية الجذور والخلايا الجذعية لفروة الرأس على مرحلتين؛ حقنة أثناء العملية وحقنة ثانية بعد العملية بيومين. ولمزيد من الدقة والشفافية ارسل المركز إلى الزبون المفترض صور الادوات المستخدمة أثناء العملية، وطريقة التعقيم وأساليب النظافة، وصوراً لغرف العمليات المجهزة لراحة المريض الجسدية والنفسية، بالاضافة الى بعض الصور التي تظهر نتائج عمليات الزرع.
ومن خلال مراسلاته تأكد رامي من حيازة المركز الطبي على التراخيص المحلية والدولية اللازمة لمزاولة المهنة، وذلك لتجنّب وقوع “رأسه” تحت اياد غير متخصصة.
كل هذه الخدمات بـ 1200$
يحتاج رامي الى البقاء 3 ايام في اسطنبول للانتهاء من العملية، حيث سيخضع في اليوم الاول لفحوصات الدم والتحاليل المطلوبة، لتبدأ بعدها العملية التي تستمر من 6 الى 8 ساعات، ليرتاح في اليوم الثاني، وليُدرب على غسل شعره وحقنه بالبلازما، في اليوم الثالث. الّا أنّ الـ 1200$ لا تقتصر على ذلك بل تشمل:
– النقليات من والى المطار مع المواصلات داخل اسطنبول.
– إقامة مجانية لليلتين في فندق اربع نجوم في منطقة سياحية مع فطور، ووجبات الغداء في المركز.
– كل تحاليل الدم اللازمة لاجراء عملية زراعة الشعر.
– حقنة البلازما “PRP” الغنية بالصفيحات الدموية عدد 2 .
– شهادة ضمان مدى الحياة لعدم تساقط الشعر المزروع.
– كل الادوية اللازمة خلال العملية وبعدها، هذا ويواكب العملية ومتمماتها مترجم.
“تكسير أسعار”تجربة “سامي” اللبناني، (29 عاماً) في هذا المجال تعطي فكرة عن الخيارات المتنوعة والمنافسة القوية بين مراكز زراعة الشعر في تركيا. “لم أكن أعاني من مشكلة صلع وجلّ ما أردته تكثيف شعر رأسي، بدأتُ البحث إلكترونياً عن الخيارات المتوافرة في تركيا لتحقيق هدفي، وحصلتُ على عروض مختلفة إن كان من ناحية الأسعار أو التقنيات المستخدمة. فقررت الإستفادة من هذه المنافسة، وكسر السعر الأعلى” ولأن اللبناني “حربوق” منذ الولادة عمد سامي الى إرسال كل عرض يتلقاه من مركز الى مركز منافس، فيتلقى من الاخير عرضاً لا يقاوم. وبهذه الطريقة حصل سامي على الأفضل، وتمكن بـ 1100$، من الذهاب الى تركيا والاقامة في فندق لمدّة 4 أيام والخضوع لعملية تكثيف الشعر بأحدث تقنية. ويقول سامي: “فور وصولي الى اسطنبول، توجهت الى المركز الذي اعتمدته وخضعت للفحوصات المطلوبة، والملفت أنّ الاداريين يتكلمون اللغة العربية وغالبيتهم من الجنسية السورية، وكانوا يتولون الترجمة بيني وبين الاختصاصيين الأتراك. إستغرقت العملية 12 ساعة، غادرت بعدها الى الفندق، في اليوم الثاني، سحتُ في اسطنبول وعدت الى بيروت في اليوم الثالث بعدما عاينني الاختصاصيون في المركز مجدداً. ولم تتوقف المتابعة من قبلهم عبر الـ”الواتس آب”، وهم دائماً حاضرون للإجابة عن أي استفسار وتزويدي بالنصائح والإرشادات وأنا راضٍ جدّاً عن النتيجة”.
ماذا عن لبنان؟
يواكب لبنان أحدث التقنيات الطبية والعلاجات المتطورة، ويتمتع أطباؤه بكفاءة عالية، الّا أنّ الطلب على عمليات زرع الشعر في لبنان إلى تراجع، أولاً بسبب السعر المرتفع، وثانياً بسبب صغر حجم الفرق الطبية في المراكز وبالتالي فأي عملية تحتاج إلى أوقات مضاعفة. فأهم مركز في لبنان يجري عمليتين كحد أقصى في الاسبوع، بحسب ما يؤكده لـ”نداء الوطن” رئيس قسم الامراض الجلدية في مستشفى جبل لبنان الدكتور روي مطران “كما أنّ تكلفة أي عملية زرع في مراكزنا تبدأ بـ 2000$. حتّى الآن من المستحيل أن يتمكن لبنان من منافسة تركيا في هذا المجال، بسبب خبرة الاختصاصيين الواسعة في اسطنبول نظراً للاقبال الكثيف على مراكزهم، ما يفسّر نتائجها الممتازة. فعملية زرع الشعر في تركيا سهلة جدّاً بالنسبة إلى الاختصاصيين الاتراك، والفريق الطبي المرافق لكل عملية كبير، ما يفسر اجراء العملية بوقت قصير. بالاضافة للـ”packages” التي تقدمها حيث يمكن للسائح الخضوع للعملية والتمتع بالسياحة في تركيا، بسعر جيّد، وبنتائج ممتازة”.
تبدأ تكلفة أي عملية زراعة شعر في لبنان بـ 2000$ يقابلها 850$ في تركيا
وأنت تسير في شوارع اسطنبول، تلاحظ مجموعات مجموعات تتجول وعلى رأس كل فرد منها ربطة سوداء. هؤلاء ليسوا من جماعة الـ “نينجا تورتلز” بل غالبيتهم سياح قصدوا تركيا للتعامل مع مشكلة الصلع وفقدان الشعر نظراً لسمعة البلد الطيبة في هذا القطاع الذي أصبح عنصراً أساسياً في السياحة الطبية للبلد، حيث تجري المراكز المختصة في تركيا نحو 500 عملية زراعة شعر يومياً.