كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
التيار الوحيد المطلوب اليوم في المنية وجوارها هو التيار الكهربائي، فما إن انتهى اعتصام أهالي المنية والجوار ضد مطمر “تربل” حتى بدأ اعتصامهم أمام شركة كهرباء لبنان في دير عمار للمطالبة برفع التقنين القاسي عن المنطقة. قرابة الأسبوع على نصب الخيمة أمام مدخل معمل كهرباء لبنان في ديرعمار ولا تزال الأمور تراوح مكانها. مطالب المعتصمين من أهالي المنية وبحنين وبرج اليهودية ودير عمار والبداوي: العودة إلى العمل ببرنامج التقنين الذي كان سائداً لأكثر من ثلاث سنوات وتم العمل به كحل بعد أزمة واعتصام سابقين وتمثل بتزويد المنية والجوار بـ 20 ساعة كهرباء مقابل 4 ساعات تقنين، ومنذ 3 أشهر تقريباً تم وقف العمل بالقرار وعادت الأمور إلى 12 ساعة تقنين و 12 ساعة كهرباء.
في خيمة الاعتصام أمام الشركة في ديرعمار يجلس مواطنون رغم حر الشمس وقساوة الطقس. وقال باسمهم هيثم الدهيبي لـ “نداء الوطن”: “نحن أهالي المناطق المجاورة لمعمل ديرعمار الأكثر تضرراً من المعمل وسمومه وأولادنا وعائلاتنا عرضة للأمراض بسببه ومع ذلك فإن شركة الكهرباء تفرض علينا التقنين القاسي بمعدل 12 ساعة يومياً. إدارة الشركة تقول إنه لم يعد بامكانها لوجستياً تزويد المنية والجوار بعشرين ساعة لأن ذلك سيدفعها إلى قطع التيار عن مناطق أخرى، وراجعنا هذا الكلام مع معنيين في الشركة فأكدوا أنه غير صحيح”، مشدداً على أن “الاعتصام سيستمر بشكل سلمي مع عدم التعرض للموظفين الذين لا يزالون يتابعون عملهم بشكل طبيعي، وسيستمر تحركنا حتى تتم تلبية المطالب”.
ولن يخلو الحديث في المنية من لفت الانتباه إلى تزامن اعتصام معمل الكهرباء مع آخر بشأن مطمر تربل، فهناك من يرى أن خلف ذلك رسائل سياسية في أكثر من اتجاه، خصوصاً أن قضية اعتصام مطمر “تربل” كسبها بالسياسة نائب المنية عثمان علم الدين ويحاول اليوم منافسه كمال الخير تبنّي اعتصام الكهرباء. وقال الأخير لـ “نداء الوطن”: “الاعتصام ليس موجهاً ضد أي جهة أو طرف سياسي. إنه اعتصام مطلبي بالكامل. وهناك اتصالات تجرى لحلحلة الأمور. ومتى وصلنا إلى مطالبنا ومطالب الناس، سننهي الاعتصام اليوم قبل الغد، وإلا فإننا مستمرون باعتصامنا ومطالبنا فلا مجال للسكوت عن تهميش المنطقة وحقوقها”.
مدير شركة Primesouth المشغّلة لمعمل دير عمار “جان ديسمونا” الأميركي الجنسية وبحسب مصادر شركة الكهرباء “غادر الشركة يوم أمس وهو من يقوم بإطفاء التيار الكهربائي عند ساعات التقنين، وقد جاءت مغادرته خوفاً من أن يتعرّض له المعتصمون”. كما أشارت المصادر إلى أنه “يتابع مفاوضات تجري في بيروت لإيجاد حل للقضية”.
وأوضحت مصادر شركة كهرباء لبنان لـ”نداء الوطن” أن “الحديث عن القدرة لدى الشركة بالميغاواط ليس دائماً صحيحاً. هناك بالفعل عدم قدرة لدى الشركة لتلبية حاجات المنطقة من التيار لـ 24 ساعة، خصوصاً أن المعمل أصبح يزود مناطق أخرى في عكار بعيدة من المنية نطاق المعمل”، وتؤكد أن “المعتصمين يتعاطون مع الموظفين بمسؤولية وما زالوا يؤدون دورهم الوظيفي بشكل يومي”.
هذا هو الاعتصام المطلبي الثاني لأهالي المنية والجوار ضد سياسة التقنين التي تنتهجها كهرباء لبنان بحقهم في غضون 3 سنوات وبما أن مداخن المعمل تبث سمومها في أجواء المنطقة فالواقع يحتّم أن تكون هناك حوافز للأهالي بالتغطية بالتيار أسوةً بالحوافز الممنوحة لمناطق أخرى مشابهة.